6/6/2014         زيارة:2345       رمز المادة:۹۲۵۲۲۴          ارسال هذه الرسالة إلى أخرى

الاخبار »
بسم الله الرحمن الرحیم   ،   الإمام الخميني رجل القرن العشرين، ورجل القرن الحادي والعشرين
الإمام الخميني رجل القرن العشرين، ورجل القرن الحادي والعشرين

 
وعندما نقول: رجل القرن الحادي والعشرين؛ فإننا نحاول هنا أن نقرأ هذه المقولة عبر شقّين من الحديث عن حياة الإمام السياسية وما اتخذته من صبغة استراتيجية أو بالأحرى محتوى استراتيجي.
شق يتمثل بما أثبتته الأحداث من رؤى سياسية للإمام، وشق ثانً يتصل بما توقّعه الإمام لمستقبل المسيرة الإسلامية، سواء ما يتعلق منها بجانب الصراع مع القوى الکبرى, أو ما يتعلّق بمستقبل المنطقة الإسلامية ذاتها.
والمهم هو أن نقول أيضاً: إن الإمام سرّب هذه الرؤية عبر مجموعة من القرارات والمواقف التي تشکل فهماً ثورياً في العمل السياسي وإدارة الأمور السياسية مع قوى الکفر والاستغلال والهيمنة، وأن الهم المرجعي والهم الحوزوي وإعطاء الدروس وما تحتاجه الدراسة الفقهية من وقتٍ وتفرّغ لم تمنع الإمام من أن يواکب الحرکة السياسية في إيران والمنطقة الإسلامية، والعالم برمّته؛ بل لعلّ الإمام يذهبُ إلى أبعدَ من حد الاهتمام في الأمور السياسية.. إنما هو يعتبرها الهدف الأساسي للإسلام کرسالةٍ في أبعادها الاجتماعية والکونية والإدارية.. وکنظام جاء به الرسول الأکرم(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن بعده الإمام علي (عليه السلام) ومن هنا فإن الإمام الخميني أعطى المعنى الحقيقي لدور المرجع في استنطاق النص الفقهي، وتوظيف هذا النص في بناء هيکل الرسالة الإسلامية العام.
وقبل أن نبدأ رحلة الاستشراف ببعدها الفکري والسياسي الاستراتيجي، لابدّ من القول: إنَّ هنالک العديد من الرموز العلمائية التي لعبت أدواراً سياسية مهمةً، إلا أنها لم تستطع أن تؤدي الدور الذي أدّاه الإمام, ولم تستطع أن تنقذ الإسلام من المؤامرات الکبرى التي حيکت إزاءه، کما لم تستطع أن تؤسس للإسلام الثوري السياسي الذي أصبح اليوم جزءاً من معادلة الصراع العالمي القائم.. وأخيراً فإنها لم تستطع أن تستشرف الأفق کما استشرفه الإمام، وحدد ملامحه في أکثر من تصريح ومناسبة ومکان، فبماذا إذاً؟ بماذا انفرد الإمام عن الآخرين في القيم السلوکية والتکوين والرؤية حتى استطاع أن ينجز ما أنجز، ويؤسس ما أسس من صروح للإسلام السياسي في هذا العالم؟
لاشک أن هذا السؤال هو بدرجة من الصعوبة، بحيث لا يمکن لأحد ببساطة أن يحيط بکامل الصفات التي کوّنت الإمام کظاهرة وخط, إلا أننا نحاول هنا أن نحدد بعض الجوانب المهمة التي ميّزت الإمام عن غيره.
أولاً: إذا تأمّلنا في ما قاله في يوم من الأيام، وذلک عندما اعتقلته قوات السافاک التابعة لنظام الشاه السابق، إذا تأمّلنا قول الإمام: (إنني لم أعرف معنى للخوف في حياتي) أدرکنا أن هذا الرجل هو ليس کغيره من الرجال، فغالباً ما يکون الخوف سبباً مهماً من أسباب اللجوء إلى المساومة أو الانسحاب من ساحة الأحداث، أو التلکّؤ في المسيرة الثورية. وغالباً ما يُغلّف هذا الخوف بألف مبرر ومبرر من مبررات المصلحة العامة التي تنتهي فيما بعد إلى توقف المسيرة الثورية.
وقد کان الإمام الخميني يعي مخاطر هذا النقص النفسي لا سيما في الدائرة القيادية... لذا نراه في معظم دروسه ومحاضراته يُرکّز عليه کمرضٍ وطرفٍ في معادلةٍ يتشکّل على طرفها الآخر الخوف من الله، فمن يخشى الله لا يخشى غيره.
ولعلّ الإمام يُبحرُ بمعاني ودرجات هذه الخشية من الله بالشکل الذي يعطيه صفة خاصة ويبلور لديه قدرةً داخليةً على قول الحق وملاحقته، وقدرة تصميم خارقةً على أداء مسؤوليته کإنسان أولاً، وکعالم دين ومرجع ثانياً. وبالتأکيد أن کل ذلک نابع من قوة روحية داخلية هائلة تجعله ينظر إلى المواجهة لا بموازين القوى المادية الظاهرة فقط، إنما بالموازين المادية والمعنوية الإلهية، وهذه الموازين المعنوية هي الحاسمة النهائية في تقرير شؤون الکون{إن الله لا يُغيّرُ ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}[1].
ثانياً: إن الإمام ومن خلال معظم خطاباته وأقواله کان قد شخّص طبيعة المواجهة مع القوى الکبرى، فهذه القوى لا علاقة لها بالإسلام کدين فردي وعبادات وطقوس ومسائل فقهية تتعلق بالطهارة والسلوک الخاص، إنما هي عملت لقرون عديدة من أجل إزاحة الإسلام السياسي عن الحياة الإسلامية، تارةً بالحروب، وتارة أخرى بطرح بدائل(إسلامية) کالإسلام الشکلي، والإسلام الرسمي، الذي يُذکر في الأعياد والمناسبات، وتارة ثالثة بزرع تيارات فکرية وسياسية في المنطقة تُنظّر لفصل الدين عن السيا
1   |   2   |   صفحه بعد   

ملف المرفقات:
وجهة نظر الزوار

وجهة النظر الخاصة بك


امنیت اطلاعات و ارتباطات ناجی ممیزی امنیت Security Audits سنجش آسیب پذیری ها Vulnerability Assesment تست نفوذ Penetration Test امنیت منابع انسانی هک و نفوذ آموزش هک