خطبة الجمعة الثانية
٣ رمضان ١٤٤٢ الهجرية القمرية مسجد الأمام الحسين عليه السلام دبي
الخطبه الثانية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله رب العالمین،بارىء الخلائق اجمعین، باعث الأنبياء ء والمرسلين، ثم الصلاة و السلام علی سیدنا و نبیّنا محمد و علی آله الطاهرین، سيّما علي اميرالمؤمنين و الصّدّيقة الطّاهرة فاطمة الزّهرا سيّدة نساء العالمين و الحسن والحسين سيّدي شباب اهل الجنّة و علي بن الحسين و محمّدبن علي و جعفربن محمّد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمّدبن علي و علي بن محمّد والحسن بن علي والخلف القائم المهدي وعلی الصحبه المنتجبین، و من تبعهم بإحسان إلی یوم الدین.
اجتناب المعاصي أفضل الأعمال في شهر رمضان
في الروایة الواردة حول خطبة الرسول الأکرم (ص) هذه، یسأل الإمام علي بن أبي طالب (علیه الصلاة والسلام) الرسول (صلوات الله وسلامه علیه وآله) أيّ الأعمال أفضل في هذا الشهر؟
فیجیب الرسول (ص): «الورع عن محارم الله»
اجتناب الذنوب وما حرّمه الله مقدّم علی الأعمال الإیجابیة. ترک المعاصي يحول دون تلوّث الروح والقلب. وهؤلاء الذین نتحدث عنهم یتجنّبون المعاصي أیضاً. إذن، فهناک الصیام، وهناک تلاوة القرآن، وهناک الدعاء وذکر الله، وهناک البُعد عن المعاصي. هذه المنظومة تُقرِّب الإنسان من حیث الأخلاق والسلوک من الحالة التي یریدها الإسلام. حین تحصل هذه المجموعة من الأعمال یخلو قلب الإنسان من الأحقاد، وتُبعث فیه روحُ التَّضحِیة والإیثار، وتصبح مساعدةُ المحرومین والفقراء سهلةً علیه، ویسهل علیه أیضاً الصفح والتجاوز لصالح الآخرین وبما یضرّه في الأمور المادیة. لذلک تلاحظون أن الجرائم تقلّ في شهر رمضان، وتکثر فیه الخیرات، وتزداد فیه المحبّة بین الناس. وهذه کلها ببرکة هذه الضیافة الإلهیة.
البعض ینتفعون هکذا من شهر رمضان المبارک، والبعض لا ینتفعون بهذا الشکل، فقد ینتفعون من شيء ویحرمون أنفسهم من شيء آخر. یجب أن یُنصَبَّ جُهُدُ الإنسان المسلم في هذا الشهر علی الانتفاع إلی أقصی حدّ من هذه الضیافة الإلهیة، وینال الرحمةَ والمغفرةَ الإلهیة،
فقال صلواة الله علیه: یا ایها الناس احْفَظُوا أَلْسِنَتَکُمْ وَ غُضُّوا عَمَّا لَا یَحِلُّ النَّظَرُ إِلَیْهِ أَبْصَارَکُمْ وَ عَمَّا لَا یَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ إِلَیْهِ أَسْمَاعَکُمْ وَ تَحَنَّنُوا عَلَی أَیْتَامِ النَّاسِ یُتَحَنَّنْ عَلَی أَیْتَامِکُمْ وَ تُوبُوا إِلَی اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِکُمْ.
فلنبادر جميعًا باغتنام الفرصة في شهر الرمضان المبارک فنجاهد أنفسنا لنتعرض لنفحات الله تعالى وعطاءاته العظيمة. نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالهدی.بارکَ اللهُ لِي وَلَکُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم و بما ورد من النبی و المعصومین، وَنَفَعنِي وَإِيّاکُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّکرِ الْحَکِيم، وقل رب أعوذ بک من همزات الشياطين وأعوذ بک رب أن يحضرون.أسأل الله سبحانه أن یمنَّ علینا و على کل الشعوب المسلمة بالسعادة و علی مرضاهم بالشفاء و الراحة، وأن یوفقنا لفهم مسؤولیاتنا الثقیلة والنهوض بها، وأن نعلم بیقین أن الله غالب على أمره.
أقول قولی هذا وأستغفر الله لی ولکم. بسم الله الرّحمن الرّحيم . قل هوالله احد. الله الصّمد. لم يلد و لم يولد. و لم يکن له کفوا احد.
والسلام علیکم و رحمة الله وبرکاته
ملف المرفقات: