الخطبة الاولی للجمعة 13 اردیبهشت 1398ش، الموافق 27 شعبان 1440ق، الموافق 3 مایو 2019م.
بسم الله الرحمن الرحیم.
عباد الله! اوصیکم و نفسی بتقوی الله.
قال الحکیم فی کتابه:
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذي خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً کَثيراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ کانَ عَلَيْکُمْ رَقيبا. (النساء، 1)
کان موضوعنا فی الخطب الماضیة التقوی فی التعامل مع الأسرة، و وصل الکلام بنا الی أهمیة هذا النوع من التقوی ای التقوی فی التعامل مع الأسرة و لا سیما الزوجة. و ذکرنا فی هذا المجال بعض ضرورات الرجال و ضرورات النساء الفطریة، و قلنا إن الله سبحانه و تعالی قد جعل خصائص فی الرجال و ایضا خصائص فی النساء، و هذا أدی الی ایجاد ضرورات تختص بالرجال و ضرورات تختص بالنساء. و اشرنا الی بعض حوائج الرجال الفطریة و بعض ضرورات النساء الفطریة، و من ضرورات الرجال التی ذکرناها التوجه الی قوة الرجال و قبول هذه القوة و القابلیة من قبل الزوجات، فیجب ان یحسّ الرجال ان قوتهم یعتمد علیها من قبل زوجاتهم. فمن ضرورات الرجال الفطریة ان تعتقد افراد العائلة بقوته و لیاقته. و العبارات من قبیل «أنک تستطیع»، «أنت صاحب الهمة العالیة»، «اشکر الله علی ان اعطانی رجلا قویا»، و ... من قبل الزوجة توجب تقویة نظام العائلة. و قلنا للرجال أن المرأة تحتاج الی التوجه و المحبة، و العطوفة. فهی تودّ أن یحبّها زوجها، و هذا یکون عرضیة لتقویة المرأة للتربیة الصحیحة المطلوبة. و فی الاسبوع الماضی ذکرنا الضرورة الثانیة من ضرورات الرجال و النساء. فقلنا للأخوات أن ازواجهنّ یحتاجون الی ان یقبلن حکمهم و اقتدارهم. و بیّنا أن الحکم والاقتدار یختلف عن القوة و الاستطاعة. فالمراد من الحکم ان یقبلن ازواجهنّ کقائد و ولی، و علیهنّ ان ینقلن هذه الفکرة الی الاولاد، حتی یقبلوا حکم ابیهم و اقتداره. و عرفتنّ ان علامة قبول هذا الحکم و الاقتدار من قبل المرأة هی ان لا تعمل شیئا من دون اذن زوجها، و المرأة موظّفة أن تستأذن زوجها فی جمیع امور الحیاة التی تحتاج الی اذنه. فالعناد و الإنفصالیة و الإلحاف و الاحتقار و عدم المبالات و التجاهل و الإخفاف و... کلها من الامور التی لو اتصفت المرأة بها، فهی سوف تفشل فی حیاتها. فالمرأة التی تلحّ أو تحتقر أو لا تبالی بزوجها، أو تتجاهل بالنسبة لما یرید منها زوجها، فهی فی الحقیقة تنکر حکم زوجها و اقتداره، و فإذا انکرت اقتدار ولی العائلة فهو لا یحسّ بالمسؤولیة بالنسبة لعائلته التی هی اساس تهیئة الحوائج المادیة للعائلة، و بالنتیجة تنهدم بناء العائلة. و قلنا إن الله سبحانه و تعالی قد امر النساء ان یتّبعن ازواجهنّ و یطعن اوامرهم، و لکن هذا لیس بمعنی انه یجوز للرجال الابتزاز و الاستغلال. فلهذا أمَرَنا أنه اذا استأذنتکم زوجاتکم و رأیتم أنه یناسب ان تأذنوهنّ فی ما استأذنّ فأذنوهنّ و لا تحدّدوهنّ من دون علة. فقال النبی الاعظم صلی الله علیه و آله و سلم:
خَيْرُ الرِّجَالِ مِنْ أُمَّتِي الَّذِينَ لَا يَتَطَاوَلُونَ عَلَى أَهْلِيهِمْ وَ يَحِنُّون عَلَيْهِمْ وَ لَا يَظْلِمُونَهُمْ ثُمَّ قَرَأَ «الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْض». (طبرسى، حسن بن فضل، مکارم الأخلاق، 216)
فنهی النبی الاعظم صلی الله علیه و آله و سلم الرجال من الظلم علی أهلیهم، و من مصادیق الظلم ان یحدّد الرجل أهله لمجرد ان یُثبت أنه رجل و له حق ان یحدّد أهله، أو لعناده و الحاحه و... فمن جهةٍ أَمَرَ الله سبحانه النساء ان یستأذنّ ازواجهنّ و من جهة أخری منع الرجال ان یمنعوا من دون علة زوجاتهم فیما استأذنّ. لماذا أوجب علی النساء ان یستأذنّ ازواجهنّ؟ لکی یحفظ حکم و اقتدار الزوج علی العائلة. فلذا سِرُّ الآیة التی تقول: «الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَ بِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ (النساء، 34)» اتضح. الرجل ولی الأسرة و یلزم ان یکون مقتدرا فی أسرته. و الله تبارک و تعالی قال فی ذیل الآیة: فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّه... (النساء، 34)
فإنما الصالحات یقبلن اقتدار ازواجهنّ و حکمه. لذا طوبی لکم المصلین الذین اعطاکم الله نساء صالحات متدینات، فاشکروا الله علی هذه النعمة. فجاء فی روایة عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم: مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ. (کلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، 5/327)
و ایضا ذکرنا فی الاسبوع الماضی ضرورة أخری من الضرورات الفطریة للنساء و هی حاجتها الی الحمایة. و قلنا أن المرأة تحتاج الی ان ینظر زوجها الی الدنیا کما تراها هی. و یعینها و یصاحبها فی الصعوبات و المشاکل. هذه خلاصة ما ذکرنا فی الاسابیع الماضیة.
و الیوم سوف اتکلم عن ضرورة فطریة ثالثة لکل واحد من الرجل و المرأة.
قد ذکر فی الآیات والروایات أن الرجل یحتاج الی ان یُعرب عن زحماته. ایها الاعزاء! من وظفّه الله لتزوید ما تحتاج الیه العائلة مادیا، یحتاج الی بعض الخصائص و الممیزات التی تساعده علی اداء مهمته. وظیفة المرء وظیفة صعبة، و الکسب لیس أمرا سهلا، و لهذا نری أنه جاء فی بعض الروایات أن الکسب اصعب من الجهاد فی سبیل الله. و جاء فی بعض الروایات الأخری:
الْکَادُّ عَلَى عِيَالِهِ کَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّه. (کلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، 9/566)
طلب الحلال فی أوضاع زماننا صعب جدا، و لهذا نری ان دیننا الاسلام یأمر المرأة ان تقوّی زوجها بالشکر و الامتنان. فلو لم تشکر المرأة زوجها، فهو یضعُف تدریجا، و لکن اذا رأی الشکر من زوجته فیری أن قدره قد حفظ فی بیته. بعض النساء یعتقدن ان الرجل موظف أن یکسب المال لتهیئة ما یحتاج الیه العائلة، فلا یلزم ان نشکره علی زحماته. فأقول للنساء من هذا القبیل، لو تعتقدن أن الرجل موظف أن یکسب حتی یستطیع ان یقضی حوائج عائلته، و لا یلزم ان یشکر علی زحماته، فهذه الوظیفة لم تجعلها المرأة علی عاتقه و انما الله سبحانه و تعالی وظّفه بها، فلذا لا یحق ان تقلن ان هذا وظیفته و لا یلزم ان یشکر علی وظیفته. نعم وظیفة الرجل کسب الحلال و لکن هناک وظیفة أخری للنساء، التی وظفهنّ الله سبحانه و تعالی بها و هی أن یشکرن ازواجهنّ علی زحماتهم. قال الامام الصادق علیه السلام:
خَيْرُ نِسَائِکُمُ الَّتِي إِنْ أُعْطِيَتْ شَکَرَتْ وَ إِنْ مُنِعَتْ رَضِيَتْ. (مجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، 100/239)
فخیر النساء علی قول الامام الصادق علیه السلام التی تشکر زوجه علی زحماته، و ترضی عنه. و فائدة هذا الشکر یرجع الیها نفسها لأنه یقوی نظام الأسرة، فشکر الزوج نوع مهارة الذی ترجع ثمرته فی المرتبة الاولی الی المرأة نفسها. لأن المرأة تحتاج الی الأمن، و کما ذکرنا سابقا، من ممیزات المرأة الفطریة أنها تحتاج الی معتمد، حتی تأمن فی الحیاة. متی یحصل لها هذا الأمن؟ عندما هیّئت القوة اللازمة للرجل لکسب ما یحتاج العائلة الیها فی الحیاة. و هذا لا یتهیّأ الا بالشکر. فاذا لم یُشکر، فهو یضعف تدریجا، و بالنتیجة لا یستطیع ان یؤدی وظیفته بالنسبة لعائلته. و لذا نری أن امیر المؤمنین علیا علیه السلام أوصانا أن نسأل الله زوجة صالحة شکورا، فقال علیه السلام و أنقل هذا خطابا للشباب الذین یریدون الزواج: مَنْ أَرَادَ مِنْکُمُ التَّزْوِيجَ فَلْيُصَلِّ رَکْعَتَيْنِ وَ لْيَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْکِتَابِ وَ سُورَةِ يس فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لْيُثْنِ عَلَيْهِ وَ لْيَقُلِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي زَوْجَةً صَالِحَةً وَدُوداً وَلُوداً شَکُوراً قَنُوعاً غَيُوراً إِنْ أَحْسَنْتُ شَکَرَتْ وَ إِنْ أَسَأْتُ غَفَرَتْ وَ إِنْ ذَکَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَعَانَتْ وَ إِنْ نَسِيتُ ذَکَّرَتْ وَ إِنْ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا حَفِظَتْ وَ إِنْ دَخَلْتُ عَلَيْهَا سُرَّتْ وَ إِنْ أَمَرْتُهَا أَطَاعَتْنِي وَ إِنْ أَقْسَمْتُ عَلَيْهَا أَبَرَّتْ قَسَمِي وَ إِنْ غَضِبْتُ عَلَيْهَا أَرْضَتْنِي يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِکْرَامِ هَبْ لِي ذَلِکَ فَإِنَّمَا أَسْأَلُکَ وَ لَا أَجِدُ إِلَّا مَا قَسَمْتَ لِي وَ قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام مَنْ فَعَلَ ذَلِکَ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ ثُمَّ إِذَا زُفَّتْ إِلَيْهِ وَ دَخَلَتْ عَلَيْهِ فَلْيُصَلِّ رَکْعَتَيْنِ ثُمَّ لْيَمْسَحْ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَتِهَا وَ لْيَقُلِ اللَّهُمَّ بَارِکْ لِي فِي أَهْلِي وَ بَارِکْ لَهَا فِيَّ وَ مَا جَمَعْتَ بَيْنَنَا فَاجْمَعْ بَيْنَنَا فِي خَيْرٍ وَ يُمْنٍ. خَيْرُ نِسَائِکُمُ الَّتِي إِنْ أُعْطِيَتْ شَکَرَتْ وَ إِنْ مُنِعَتْ رَضِيَتْ. (مجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، 100/268)
فطوبی للأخوات المصلیات اللائی أهل الشکر بالنسبة لازواجهم علی ما تحملوا مشقات و زحمات لکسب ما یحتجن الیها فی الحیاة. فقال الله سبحانه:
لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزيدَنَّکُمْ وَ لَئِنْ کَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابي لَشَديد. (ابراهیم، 7)
فلو شکرتنّ ازواجکم، فالله سبحانه و تعالی یبارک لکم فی حیاتکم، و یزیدنّ بینکما المحبة و الالفة و ما افضل هذه النعمة. و ایضا شکرکنّ یؤدی الی ان یتقوی ازواجکنّ، و لکن لو کفرتن، و لم تشکرن ازواجکم، فعذاب الله شدید و ای العذاب اعظم من سلب المحبة و الصمیمیة. هذا من جهة، و من جهة أخری قد أُوصی الرجال بانه اذا لم تشکرکم زوجاتکم فاعفوا عنهنّ، و لا تترکوا المعروف بالنسبة لهنّ. فقال امیر المؤمنین علیه السلام:
لَا يُزَهِّدَنَّکَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لَا يَشْکُرُهُ لَکَ فَقَدْ يَشْکُرُکَ عَلَيْهِ مَنْ لَا يَسْتَمْتِعُ بِشَيْءٍ مِنْهُ وَ قَدْ تُدْرِکُ [يُدْرَکُ] مِنْ شُکْرِ الشَّاکِرِ أَکْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْکَافِرُ- وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين. (نهج البلاغة (للصبحی صالحی)، 505)
فعلی المرأة ان تشکر زوجها، حتی یکسب الرجل القوة اللازمة، و علی الرجل أنه لو لم تشکره زوجته فی مورد من الموارد فلا ینبغی ان یترک الرجل المعروف بالنسبة لها و لأسرته، فعلیه ان یؤدی وظیفته و الله سبحانه و تعالی سوف یعطیه افضل مما حُرم.
فعرفنا الیوم ان من حوائج الرجال الفطریة ان یُشکر علی زحماته و مشقاته التی یتحمل لأداء وظیفته. و یمکن ان لا یُری للشکر آثار فی البدایة و لکن هذا لیس معناه انه لا اثر للشکر، فلنعرف ان للشکر آثار عظیمة و قیمة التی سوف تظهر بمرور الزمان.
و أما حاجة النساء، التی نرید ان نتکلم عنها الیوم، فهی الاحترام و التکریم. من حیث ان المرأة موظفة بتهیئة حوائج العائلة المعنویة، فهی تحتاج الی التکریم. و من حیث أنها موظفة بتربیة الاولاد، أعطاهنّ الله سبحانه و تعالی روحا لطیفا ظریفا و خلقهنّ عطوفا رحیما، فهنّ حساسات، و لهذا اوصینا نکرم إمرأة البیت بأسالیب و طرق مناسبة، لا سیما امام الأخرین، و لا سیما الاولاد، فلا ینبغی ان نهینهنّ بحجة من الحجج، لأن المرأة کأم تحتاج الی هذا التکریم لتربیة الاولاد. فمن اراد الأمن و الراحة فی الحیاة فعلیه ان یکرم مرأة البیت، و یحفظ شخصیتها. جاء فی روایة ِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم:
... مَنِ اتَّخَذَ زَوْجَةً فَلْيُکْرِمْهَا... (ابن حيون، نعمان بن محمد مغربى، دعائم الاسلام، 2/158)
فتکریم المرأة واجب لحفظ نظام الأسرة. و لو أن رجلا لم یکرم زوجته، فهو فی الحقیقة ضیّع حقها، فمن حق الزوجة ان یکرمها زوجها، و من لم یؤد حقها فهو سوف یؤاخذ علی هذا. قال الامام السجاد علیه السلام فی رسالة الحقوق:
حَقُّ رَعِيَّتِکَ بِمِلْکِ النِّکَاحِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا سَکَناً وَ مُسْتَرَاحاً وَ أُنْساً وَ وَاقِيَةً وَ کَذَلِکَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْکُمَا يَجِبُ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ عَلَى صَاحِبِهِ وَ يَعْلَمَ أَنَّ ذَلِکَ نِعْمَةٌ مِنْهُ عَلَيْهِ وَ وَجَبَ أَنْ يُحْسِنَ صُحْبَةَ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ يُکْرِمَهَا وَ يَرْفَقَ بِهَا وَ إِنْ کَانَ حَقُّکَ عَلَيْهَا أَغْلَظَ وَ طَاعَتُکَ بِهَا أَلْزَمَ فِيمَا أَحْبَبْتَ وَ کَرِهْتَ مَا لَمْ تَکُنْ مَعْصِيَةً فَإِنَّ لَهَا حَقَّ الرَّحْمَةِ وَ الْمُؤَانَسَةِ وَ مَوْضِعُ السُّکُونِ إِلَيْهَا قَضَاءُ اللَّذَّةِ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وَ ذَلِکَ عَظِيمٌ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه. (ابن شعبه حرانى، حسن بن على، تحف العقول، 262)
فمن حق الزوجة ان یکرمها زوجها، و لا یضیّع حرمتها. أمن الزوجة فی ان لا تهانَ فی البیت و ان لا تُهتک حرمتها، و ان یحفظ لها شأن المربیة. و من حیث ان الله سبحانه قد خلقها بمیزة الحیاء و الادب و اللطافة، فإنها حساسة حتی بالنسبة لأقل ما یمکن ان یفرض من الاهانة کجملة جافة و... و لهذا قال اللنبی صلی الله علیه و آله و سلم:
أَخْبَرَنِي أَخِي جَبْرَئِيلُ وَ لَمْ يَزَلْ يُوصِينِي بِالنِّسَاءِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنْ لَا يَحِلَّ لِزَوْجِهَا أَنْ يَقُولَ لَهَا أُفٍّ يَا مُحَمَّدُ اتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ بَيْنَ أَيْدِيکُم أَخَذْتُمُوهُنَّ عَلَى أَمَانَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ مِنْ فُرُوجِهِنَّ بِکَلِمَةِ اللَّهِ وَ کِتَابِهِ مِنْ فَرِيضَةٍ وَ سُنَّةٍ وَ شَرِيعَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ص فَإِنَّ لَهُنَّ عَلَيْکُمْ حَقّاً وَاجِباً لِمَا اسْتَحْلَلْتُمْ مِنْ أَجْسَامِهِنَّ وَ بِمَا وَاصَلْتُمْ مِنْ أَبْدَانِهِنَّ وَ يَحْمِلْنَ أَوْلَادَکُمْ فِي أَحْشَائِهِنَّ حَتَّى أَخَذَهُنَّ الطَّلْقُ مِنْ ذَلِکَ فَأَشْفِقُوا عَلَيْهِنَّ وَ طَيِّبُوا قُلُوبَهُنَّ حَتَّى يَقِفْنَ مَعَکُمْ وَ لَا تَکْرَهُوا النِّسَاءَ وَ لَا تَسْخَطُوا بِهِنَّ وَ لَا تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا بِرِضَاهُنَّ وَ إِذْنِهِنَّ الْخَبَرَ.. (نورى، حسين بن محمد تقى، مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل، 14/252)
فالنساء أرق قلبا من الرجال، بل یمکن ان نقول ان الرجال قواسی قلبا. فویل للرجل الذی یهین زوجته، أو یضربها. قال النبی الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم:
إِنِّي أَتَعَجَّبُ مِمَّنْ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ وَ هُوَ بِالضَّرْبِ أَوْلَى مِنْهَا... (مجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، 100/249)
و تعرف ان المرأة تتحمل جمیع ما یرد علیها، الی ان یضربها زوجها، فاذا ضربها زوجها، هی تنکسر روحیا. یوصی مشاوروا الأسرة، و انا انقل هذا خطابا للزوجین الشباب، ان لا ترفعوا یدکم علی زوجتکم فی حال من الأحوال، و حتی لو وقعت بینکما نزاع شدید، و لا تضربوا زوجتکم، لأنکم اذا فعلتم ذلک فلا عذر لکم تعتذرون به، و هذا سوف یفسد جمیع حیاتکم، لأن النساء حساسات، ففی کثیر من هکذا الموارد نری ان المرأة لا تقبل ان تعیش مع هذا الرجل الذی ضربها، عندما نبحث موارد الطلاق نری فی کثیر من الموارد ان المرأة التی ترید الطلاق و لا ترید ان تعیش مع هذا الرجل، حیاتها لا تختلف من حیاة سائر النساء، و لکنها مع ذلک ترید الطلاق بکل شدة، فما هی العلة؟ و عندما نبحث عن علة هذه الشدة علی طلب الطلاق منها، نصل الی نتیجة و هی انها قد انزجرت عن زوجها منذ ضربها اول مرة. و لیس هذا الا لأن النساء حساسات نفسا و روحا. فمن کرامة الرجل ان یکرم زوجته، و لا یهینها. قال النبی الاعظم صلی الله علیه و آله و سلم:
خيرکم خيرکم لأهله و أنا خيرکم لأهلي ما أکرم النّساء إلّا کريم و لا أهانهنّ إلّا لئيم. (پاينده، ابو القاسم، نهج الفصاحة، 472)
نرجو الله ان یرزقنا توفیق ان نعیش حیاة طیبة التی هو یحبه، و ان یرزقنا توفیق ان نتعلم جمیع مهارات حیات ناجحة.
لو سمحتمونی، اشیر الی بعض نماذج لاکرام النساء. ینبغی ان نعرف قبل کل شیئ ذوق إمرأتنا و روحها، و نعرف ای شیئ تحبه و أی شیئ تنفره، و ما هو الذی یفرحها و ما هو الذی یحزنها، و ای شیئ تحسب لنفسا اکراما و ای شیئ تحسب لنفسها اهانة؟ و... و من اسالیب اکرام الزوجة ان ندعوها باکرام امام الاولاد و الآخرین. و اذا اردنا ان نذهب الی بیت ابویها، نلبس خیر ملابسنا، و ایضا من اسالیب اکرام الزوجة ان تشتری لها الزهور و الحلویات ببعض المناسبات، و ایضا اذا اردنا ان نذهب الی بیت ابویها نشتری بعض الاشیاء هدیة لهم، و نتعامل معها امام ابویها باکرام اکثر، و اذا رأینا أنها تحب ان تدعی ببعض الالقاب ک «یا سیدتی»، أو «حبیتی» و... فندعوها بها، و اذا وقع بیننا و بین زوجتنا نزاع فلا ینبغی ان نخبر بما ابویها بما حدث بیننا، لأن هذا تراه النساء إهانة لهنّ، و لیحلّ النزاعات و المشاجرات الحادثة بینکما الزوجین من دون ان تخبرا أحدا، و من نماذج اکرام النساء ان نذکر اوصافهنّ الجمیلة أمام الآخرین، و ان نقول لهنّ أنّنا نفاخر بهنّ، مثلا نقول للزوجة: افتخر بأنک إمرأة متدینة و عفیفة، و مؤدبة، و احذروا ان تمجّدوا ابویکم امامهنّ کثیرا، و لا تقارنوا بین ابویکم و ابویهنّ، و احذروا ان تهینوا ابویهنّ و اقاربهنّ، و حاولوا ان تحفظوا مولدهنّ، لأن کل هذه تکشف عن أهمیة الزوجة لدیکم. و لو تشاجرتم فی امر من الامور فلا بأس بأن یتقدم الرجل فی التصالح، و قد اشیر فی بعض الروایات أنه اذا ابرزتم محبتکم لها، فاذکروا بعض علل محبتکم، مثلا تقولون: احبک لأنکِ إمرأة متدینة و محجبة و عفیفة ... أُنهی خطبتی هذه بروایة عن أمیر المؤمنین علی بن ابی طالب علیه السلام قال:
فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَ لَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ فَدَارِهَا عَلَى کُلِّ حَالٍ وَ أَحْسِنِ الصُّحْبَةَ لَهَا لِيَصْفُوَ عَيْشُکَ. (ابن بابويه، محمد بن على، من لا يحضره الفقيه، 3/556)
ارجوا ان ما ذکرناه، یوجب تقویة علقة الزوجین، و احذرواان تصبحوا تتذکرون حقوقکم و تنسون حقوق قرینکم، و تقولون لقرینکم: الا تتذکر ما ذکر فی صلاة الجمعة من وظائفک، فلماذا لا تعمل؟! لأن هذا سوف یؤدی الی الخلاف الجدید، فعلی کل واحد منکم، ان یؤدی وظیفته، حتی یوجب ترقیة معنویة.
انشد الله بإمام العصر، ان یجعل نساء جوامعنا یشکرن ازواجهنّ، و ان یرزق رجالنا توفیق حفظ حرمة نسائهنّ، و اسأل الله ان یمن علینا بتوفیق ان یؤدی کل واحد منا حقوق صاحبه، اللهم انشدک بإمام الزمان، قوّ التقوی فی تعاملنا مع عوائلنا، و عجل فی فرج مولانا، و اغفر لنا، و اعزّ الاسلام و المسلمین، و أطل عمر قائدنا العزیز، و اجعل عاقبة امورنا اجمعین خیرا.
اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرجهم.
الخطبة الثانیة للجمعة 13 اردیبهشت 1398ش، الموافق 27 شعبان 1440ق، الموافق 3 مایو 2019م.
عباد الله! اوصیکم و نفسی بتقوی الله.
نحمد الله علی ان شرفنا بضیافته مرة أخری و اقتربنا من شهره المبارک شهر الصیام، و تفضل علینا ان نتشرف بالدخول فی شهره مرة أخری، و نستفید من برکاته. و نسأل الله ان یعمّرنا ان ندرک هذا الشهر المبارک بصورة کاملة و بوجه مطلوب. جاء فی روایة عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم خَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْکُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَکَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ وَ أَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ وَ لَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي وَ سَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللَّهِ وَ جُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ کَرَامَةِ اللَّهِ أَنْفَاسُکُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ وَ نَوْمُکُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ وَ عَمَلُکُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ وَ دُعَاؤُکُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّکُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَ قُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَکُمْ لِصِيَامِهِ وَ تِلَاوَةِ کِتَابِهِ فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ وَ اذْکُرُوا بِجُوعِکُمْ وَ عَطَشِکُمْ فِيهِ جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ عَطَشَهُ وَ تَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِکُمْ وَ مَسَاکِينِکُمْ وَ وَقِّرُوا کِبَارَکُمْ وَ ارْحَمُوا صِغَارَکُمْ وَ صِلُوا أَرْحَامَکُمْ وَ احْفَظُوا أَلْسِنَتَکُمْ وَ غُضُّوا عَمَّا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَکُمْ وَ عَمَّا لَا يَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَکُمْ وَ تَحَنَّنُوا عَلَى أَيْتَامِ النَّاسِ يُتَحَنَّنْ عَلَى أَيْتَامِکُمْ وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِکُمْ وَ ارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَکُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ صَلَاتِکُمْ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السَّاعَاتِ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهَا بِالرَّحْمَةِ إِلَى عِبَادِهِ يُجِيبُهُمْ إِذَا نَاجَوْهُ وَ يُلَبِّيهِمْ إِذَا نَادَوْهُ وَ يُعْطِيهِمْ إِذَا سَأَلُوهُ وَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْهُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَنْفُسَکُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِکُمْ فَکُفُّوهَا بِاسْتِغْفَارِکُمْ وَ ظُهُورُکُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِکُمْ فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِکْرُهُ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ الْمُصَلِّينَ وَ السَّاجِدِينَ وَ أَنْ لَا يُرَوِّعَهُمْ بِالنَّارِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ..... أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ حَسَّنَ مِنْکُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ کَانَ لَهُ جَوَازٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ .... وَ مَنْ أَکْرَمَ فِيهِ يَتِيماً أَکْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَ مَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَ مَنْ قَطَعَ فِيهِ رَحِمَهُ قَطَعَ اللَّهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ .... وَ مَنْ أَکْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلَوَاتِ عَلَيَّ ثَقَّلَ اللَّهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تَخِفُّ الْمَوَازِينُ .... أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا الشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّکُمْ أَنْ لَا يُغَلِّقَهَا عَلَيْکُمْ وَ أَبْوَابَ النِّيرَانِ مُغَلَّقَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّکُمْ أَنْ لَا يُفَتِّحَهَا عَلَيْکُمْ وَ الشَّيَاطِينَ مَغْلُولَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّکُمْ أَنْ لَا يُسَلِّطَهَا عَلَيْکُمْ.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فَقُمْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلم) مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ بَکَى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُبْکِيکَ فَقَالَ يَا عَلِيُّ أَبْکِي لِمَا يُسْتَحَلُّ مِنْکَ فِي هَذَا الشَّهْرِ کَأَنِّي بِکَ وَ أَنْتَ تُصَلِّي لِرَبِّکَ وَ قَدِ انْبَعَثَ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ شَقِيقُ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ فَضَرَبَکَ ضَرْبَةً عَلَى قَرْنِکَ فَخَضَبَ مِنْهَا لِحْيَتَکَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ ذَلِکَ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي فَقَالَ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِکَ ثُمَّ قَالَ صلی الله علیه و آله و سلم يَا عَلِيُّ مَنْ قَتَلَکَ فَقَدْ قَتَلَنِي وَ مَنْ أَبْغَضَکَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي وَ مَنْ سَبَّکَ فَقَدْ سَبَّنِي لِأَنَّکَ مِنِّي کَنَفْسِي رُوحُکَ مِنْ رُوحِي وَ طِينَتُکَ مِنْ طِينَتِي إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى خَلَقَنِي وَ إِيَّاکَ وَ اصْطَفَانِي وَ إِيَّاکَ وَ اخْتَارَنِي لِلنُّبُوَّةِ وَ اخْتَارَکَ لِلْإِمَامَةِ فَمَنْ أَنْکَرَ إِمَامَتَکَ فَقَدْ أَنْکَرَ نُبُوَّتِي ....... (ابن بابويه، محمد بن على، الأمالی، 93-95)
هناک موضوعان مهمّان یبتلی بهما کثیر من الناس فی هذه الایام و یسألون عنهما، أحدهما: أنه لو فات عنّا بعض الصیام من السنة الماضیة و لم نؤد قضائها حتی الآلن، فما هی وظیفتنا؟ و الجواب: من بقی علیه صیام من السنة الماضیة و هو لم یؤدّ قضائها، فهناک صورتان: الاولی: أن صیامه من السنة الماضیة، و بقی ایام لقضاء الصیام الباقیة، فهو یقضیها قبل شهر رمضان و لا یجب علیه ای کفارة، و لکن لو کانت صیامه الفائتة من السنة الماضیة اکثر من الایام الباقیة الی شهر رمضان، فهو یقضی ما استطاع قبل شهر رمضان و لا یجب علیه کفارة بالنسبة لهذه الصیام، و سوف یؤدی قضاء ما بقی علیه من الصیام بعد شهر رمضان مع کفارة، و الکفارة 750 غرام من البرّ أو الشعیر، او الخبز أو الرطب أو التمر و ... و یؤدی هذه الکفارة الی فقیر مؤمن، فقد أکد بعض المراجع علی ان یکون الفقیر المؤدی الیه الکفارة مؤمنا متدینا. فلو أدی الی فقیر غیر مؤمن و غیر متدین فلا تسقط عنه الکفارة.
و أما الصورة الثانیة فهی أن صیامه الباقیة هی من السنوات قبل السنة الماضیة، فعلیه ان یقضیها بعد شهر رمضان مع الکفارة المذکورة بکیفیة مذکورة.
و أما الموضوع الثانی الذی یُسأل عنه کثیرا فی هذه الایام، هو موضوع یوم الشک. اذا شککنا فی آخر یوم من شعبان، أنه الیوم الأخیر من شعبان، أو الیوم الاول من شهر رمضان، فما هی وظیفتنا؟ هل یجب علینا ان نصوم بنیة صوم شهر رمضان، أو یجوز لنا ان نصوم بهذه النیة أم لا؟ فالجواب: لا یجوز ان نصوم یوم الشک بنیة شهر رمضان. نعم یمکن ان نصوم بنیة الیوم الأخیر من شعبان، فلو تبین أن ذلک الیوم کان أول شهر رمضان، فصیامنا ذلک الیوم یحاسب کصوم شهر رمضان و لا یجب علینا القضاء.
و الآن ارید ان اشیر الی مناسبة أخری و هی ذکری استشهاد آیة الله الشهید المطهری. یوم الأمس کان یوم استشهاد آیة الله الاستاذ الشهید المطهری، و هذا الاسبوع قد سمی بأسبوع المعلم. فأبارک بمناسبة هذه الایام لجمیع المعلمین الأعزاء. و أسأل الله ان یحشر معلمی جوامعنا مع الانبیاء علیهم السلام.
اللهم نشدکم بنور محمد و آل محمد ان تقوّی الأخوة بین جمیع المسلمین، اللهم اغفر لنا، و لا تمتنا الا و قد غفرت لنا، اللهم اجعل عاقبة أمورنا اجمعین خیرا، و اعز الاسلام و المسلمین، و عجل فی فرج مولانا صاحب العصر و الزمان.
اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرجهم.
ملف المرفقات: