أ- الآثار الدنيوية لقطيعة الرحم:
الأثر الأول: تعجيل الفناء.
حيث يقول أمير المومنين عليه السلام: "أعوذ بالله من الذنوب التي تعجّل الفناء"، فقام إليه عبد الله بن الکوّاء اليشکري فقال: يا أمير المومنين: أو يکون ذنوب تعجّل الفناء؟ فقال عليه السلام: "نعم ويلک قطيعة الرحم"1.
الأثر الثاني: تعجيل العقوبة.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والکذب"2.
الأثر الثالث: ضياع الأموال.
فإنه مما ورد عن أمير المومنين عليه السلام: "إذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار"3.
الأثر الرابع: حلول النقمة وارتفاع الرحمة.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الرحمة لا تنزل على قومٍ فيهم قاطع رحم"4.
وعن أمير المومنين عليه السلام: "حلول النقم في قطيعة الرحم"5.
وهناک آثار أخرى لکن في هذه کفاية لردع عن ما عدّه الإسلام من کبائر الذنوب وتوعدّ عليه بالنار.
ب- الآثار الأخروية لقطيعة الرحم:
إن الرکون إلى القرآن الکريم لقراءة آياته التي تحدّثت عن مصير قاطع الرحم يغنينا عن تعداد الکثير من التفاصيل ويکفينا شاهداً لغده الأسود وحلول اللعنة عليه حيث يقول تعالى: (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ أُولَئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)6 لذلک کان من جملة الذين لا يدخلون الجنة 7 کما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
صلة القاطع:
إن من الأمور غير السائغة لنا أن نبادل السيئة بالسيئة حينما نتعرض للهجران والجفاء من قبل أقاربنا بل الواجد تغليب الجانب الإيجابي بالصلة من طرفنا على الجانب السلبي بالقطيعة من طرفهم وهذا هو المنهج الذي أراده الله تعالى في مقام التعامل معهم وعدّه من أحب الأعمال کما جاء عن زين العابدين عليه السلام: "ما من خطوة أحب إلى الله عزّ وجلّ من خطوتين: خطوة يسدّ بها المومن صفاً في الله، وخطوة إلى ذي رحم قاطع"8 وقال أبو ذر رضي الله عنه: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "... أن أصل رحمي وإن أدبرت"24.
الرحم البعيدة:
قد نسأل أنفسنا أين تنتهي حدود الرحم فهل هي مختصة بطبقة من الأقارب دون الأخرى أو تشمل کل من ربطنا به النسب؟ والجواب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول: "لما أسري بي إلى السماء رأيت رحماً معلّقة بالعرش تشکو رحماً إلى ربها، فقلت لها: کم بينک وبينها من أب؟ فقالت: نلتقي في أربعين أباً"9.
الرحم غير المومنة:
ويتجدد سوال آخر أنه هل يشترط أن تکون الرحم مومنة أو مسلمة حتى يکون الوصل واجباً؟ إن هذا هو الذي سأله جهم بن حميد لمولانا الصادق عليه السلام فأجابه بالإثبات بعد سواله: "يکون لي القرابة على غير أمري ألهم عليّ حق؟ قال: نعم حق الرحم لا يقطعه شيء، وإذا کانوا على أمرک کان لهم حقّان: حقّ الرحم وحقّ الإسلام"10.
المصادر:
1- ميزان الحکمة، ح7072.
2- م.ن، ح7078.
3- م.ن، ح7069.
4- م.ن، ح7076.
5- م.ن، ح7075.
6- الرعد:25.
7- ميزان الحکمة، ح7070.
8- م.ن، ح7066.
9- الخصال 2/347.
10- مرآة الکمال، ج1، ص70.
26- نفس المصدر.
انتهای پیام
ملف المرفقات: