عن الأصبغ بن نباته، قال: لما بويع أمير المؤمنين (عليه السلام) بالخلافة خرج إلى المسجد معتماً بعمامة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لابساً برديه، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وأنذر، ثم جلس متمکناً وشبک بين أصابعه ووضعها أسفل سرته، ثم قال: يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين، أما والله لو ثني لي الوسادة لحکمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينهى کل کتاب من هذه الکتب ويقول: يا رب إن علياً قضى بقضائک.
والله إني لأعلم بالقرآن وتأوليه من کل مدّعِ علمه، ولولا آية في کتاب الله تعالى لأخبرتکم بما يکون إلى يوم القيامة.
ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية لأخبرنکم بوقت نزولها وفيم نزلت، وأنبأتکم بناسخها من منسوخها وخاصها من عامها، ومحکمها من متشابهها، ومکييها من مدنيها والله ما من فئة تضل أو تهدي إلا وأنا أعرف قائدها وسائقها وناعقها إلى يوم القيامة.
(بحار الأنوار:ج40: 144)
|