۱۴۰۰/۱۰/۲۶   12:19  زيارة:1028     المقالات


أم البنين . . معالي التضحية والوفاء

 



أم البنين

 من هي تلک المرأة ؟

غلبت الکُنية على الاسم، لأمرين، الأوّل: لأنّها کُنّيت بـ « أمّ البنين » تشبّهاً وتيمّناً بجدّتها ليلى بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، حيث کان لها خمسة أبناء أکبرهم أبو براء مُلاعب الأسنّة،

وقد قال لبيد الشاعر للنعمان ملک الحيرة مفتخراً بنسبه ومشيراً إليها: نـحـن بنو أمّ البنين الأربـعه

 

ونحن خيرُ عامر بنِ صعصعه        الضاربونَ الهامَ وسطَ المجمعه

 

أمّا السبب الثاني في غلبة الکنية فهو التماسها أن يقتصر أميرُ المؤمنين عليه السّلام في ندائِه عليها، على الکنية، لئلاّ يتذکّر الحسنانِ عليهما السّلام أمَّهما فاطمة صلوات الله عليها يوم کان يناديها في الدار، إذْ أنّ اسم أمّ البنين هو ( فاطمة ) الکلابيّة من آل الوحيد، وأهلُها هم من سادات العرب وأشرافهم وزعمائهم وأبطالِهم المشهورين، وأبوها أبو المحلّ واسمُه حزام بن خَالد بن ربيعة..

فأمّ البنين عليها السّلام تنحدر من آباء وأخوال عرفهم التاريخ وعرّفهم بأنّهم فرسان العرب في الجاهليّة، سطّروا على تلک رمال الصحراء الأمجاد المعروفة في المغازي فترکوا الناس يتحدثون عن بسالتهم وسؤددهم، حتّى أذعن لهم الملوک، وهمُ الذين عناهم عقيلُ بن أبي طالب بقوله لأخيه الإمام عليّ سلام الله عليه: « ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس ».

فأمّ البنين عليها السّلام تنحدر من آباء وأخوال عرفهم التاريخ وعرّفهم بأنّهم فرسان العرب في الجاهليّة، سطّروا على تلک رمال الصحراء الأمجاد المعروفة في المغازي فترکوا الناس يتحدثون عن بسالتهم وسؤددهم، حتّى أذعن لهم الملوک، وهمُ الذين عناهم عقيلُ بن أبي طالب بقوله لأخيه الإمام عليّ سلام الله عليه: « ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس ».

 

النشأة الکريمة

اختار الله « تعالى » لأمّ البنين سلام الله عليها أنْ تنشأ في منبت طاهر، في بيت شجاعةٍ وکرم. وقد کان أبوها حزام مسافراً يوماً ما فرأى في نومه کأنّه جالسٌ في أرض خصبة، منعزلاً عن جماعته وبيده درّة يقلّبها متعجّباً من رونقها، فإذا برجل أقبل إليه من صدر البريّة على فرس له، سلّم عليه، فردّ حزامٌ السلام عليه، ثمّ قال الرجل: بکم تبيع هذه الدرّة، قال: لا أعرف قيمتَها، ولکنْ بکم تشتريها أنت ؟ فقال الرجل: لا أعرف قيمتها لکن اهدِها إلى أحد الأمراء وأنا الضامنُ لک بشيءٍ هو أغلى من الدراهم والدنانير، قال: ما هو ؟ قال: أضمنُ لک بالحظوة عنده والزلفى والشرف والسؤدد أبد الآبدين. قال له حزام: وتکون أنت الواسطة ؟ قال: نعم، أعطني إيّاها. فأعطاها، فلمّا انتبه حزام من نومه قصّ رؤياه على جماعته وطلب تأويلها، فقال له أحدهم: إنْ صدقتْ رؤياک فإنک تُرزق بنتاً يخطبها منک أحد العظماء، وتنال عنده بسببه القُربى والشرفَ والسؤدد.

فلمّا عاد من سفره بُشّر حزام بأنّ زوجته ثمامة بنت سهيل قد وضعتْ بنتاً، فتهلّل وجهه وسُرّ بها، فقيل له: ما نُسمّيها، فقال: سمّوها فاطمة، وکنّوها بـ ( أمّ البنين ). فنشأتْ بين أبوينِ شريفين عُرِفا بالأدب والعقل، وقد حباها الله « سبحانه » بجميل ألطافه، إذْ وهبها نفساً حرّةً عفيفةً طاهرة، وقلباً زکيّاً سليماً، ورزقها الفطنة والعقل الرشيد، فلمّا کبرتْ کانتْ مثالاً شريفاً بين النساء في الخُلق الفاضل الحميد، فجمعت إلى النسب الرفيع حسباً منيفاً، لذا وقع اختيار عقيل عليها لأنْ تکون قرينةَ أمير المؤمنين «عليّ» عليه السّلام.

 

 

الاقتران المبارک

أراد الإمام عليّ سلام الله عليه أن يتزوّج من امرأة تنحدر عن آباء شجعان کرام، يضربون في عروق النجابة والإباء، ليکون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية، لهذا طلب أميرُ المؤمنين عليه السّلام من أخيه عقيل ـ وکان نسّابة عارفاً بأخبار العرب ـ أنْ يختار له امرأةً من ذوي البيوت والشجاعة، فأجابه عقيل قائلاً:

ـ أخي، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الکلابيّة، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها(1). ثم مضى عقيلُ إلى بيت حزام ضيفاً على فراش کرامته، وکان خارج المدينة المنوّرة، فأکرمه حزام ذلک الإکرام، حتّى إذا مضت ثلاثة أيّام مدّة الضيافة سأل حزام عن حاجة عقيل، فأخبره أنّه قادمٌ عليه بالشرف الشامخ، والمجد الباذخ، يخطبُ ابنتَه الحرّة إلى سيّد الأوصياء « عليّ » عليه السّلام. فلمّا سمع حزام ذلک هشّ وبشّ، وشعر بأنّ الشرف ألقى کلاکله عليه إذْ يصاهر ابنَ عمّ المصطفى صلّى الله عليه وآله، ومَنْ يُنکر علياً وفضائله، وهو الذي طبّق الآفاق بالمناقب الفريدة.

وکأنّ حزاماً تمهّل قليلاً وهو لا يرى امرأةً تليقُ بأمير المؤمنين عليه السّلام، فذهب إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة، فرأى ابنته بين يديها وهي تقصّ عليها رؤياها.. فاستمع إليها دونَ أن تراه وهي تقول: کأنّي جالسة في روضة ذات أشجار مثمرة، وأنهار جارية، وکانت السماء صاحية والقمرُ مشرقاً والنجوم طالعة، وأنا أفکّر في عظمة الله من سماءٍ مرفوعةٍ بغير عمد، وقمرٍ منير وکواکب زاهرة، وإذا بي أرى کأنّ القمر قد انقضّ من کبد السماء ووقع في حِجري وهو يتلالأ نوراً يَغشى الأبصار، فعجبتُ من ذلک، وإذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعن في حجري، وقد أغشى نورُهنّ بصري، فتحيّرتُ في أمري ممّا رأيت، وإذا بهاتفٍ قد هتف بي، أسمعُ منه الصوت ولا أرى شخصه، وهو يقول:

بـُشراکِ فـاطمـة بـالسادةِ الغُررِ أبـوهـمُ سيّدٌ في الخلْق قـاطبـةً ثلاثةٍ أنـجمٍ والـزاهـرِ الـقمـرِ بعد الرسول کذا، قد جاء في الخبرِ

فعاد حزام يبشّر نفسه وعقيلاً وقد غمره السرور وخفّت به البشارة، وکان الزواج المبارک على مهرٍ سَنّه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في زوجاته وابنته فاطمة عليها السّلام، وهو خمس مئة درهم.

أضافت أمّ البنين عليها السّلام إلى أصالتها ملَکاتٍ شريفةً تفتّقت بعد اقترانها بأمير المؤمنين عليه السّلام حيث عاشتْ معه اياماً انتفعتْ فيها من نفحاتهِ العاطرة،

 

مجمع المکارم

أضافت أمّ البنين عليها السّلام إلى أصالتها ملَکاتٍ شريفةً تفتّقت بعد اقترانها بأمير المؤمنين عليه السّلام حيث عاشتْ معه اياماً انتفعتْ فيها من نفحاتهِ العاطرة، فکانت کما وصفها الشيخ جعفر النقديّ « رحمه الله » بقوله: « من النساءِ الفاضلاتِ، العارفات بحقّ أهل البيت عليهمُ السّلام، وکانتْ فصيحة بليغةً ورعة ذات زهدٍ وتقىً وعبادة، ولجلالتها زارتها زينبُ الکبرى سلام الله عليها بعد منصرفها مِن واقعة الطفّ، کما کانتْ تزورها أيّام العيد، أو کما قال السيّد المقرّم « رحمه الله »: « کانت أمّ البنين من النساء الفاضلات، مخلصةً في ولائها لأهل البيت عليهم السّلام ممحضةً في مودّتهم، ولها عندهُم الجاهُ الوجيه، والمحلُّ الرفيع، وقد زارتْها زينبْ الکبرى عليها السّلام بعد وصولها المدينة تُعزّيها بأولادها الأربعة(2).

وإذا تميّزت هذه المرأة الطاهرة بخصائصها الأخلاقية، فإنّ مِن صفاتها الظاهرة المعروفة فيها: الوفاء، فعاشت مع أميرِ المؤمنين عليه السّلام في صفاءٍ وإخلاص، وعاشتْ بعد شهادته سلام الله عليه مدّة طويلةً لم تتزوّج من غيره، کما أنّ زوجاته الآخرَيات: أمامة وأسماء بنت عميس وليلى النهشليّة لم يخرجنَ إلى أحدٍ بعده(3)، وقد خطب المغيرةُ بنُ نوفل أمامة، ثمّ خطبها أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث فامتنعتْ، وروت حديثاً عن عليّ عليه السّلام أنّ أزواج النبيّ والوصيّ لا يتزوّجن بعده(4).

وإذا کان بعضُ أزواج النبيّ صلّى الله عليه وآله تُدرکُهنّ الغيرةُ من خديجة عليها السّلام بعد وفاتها لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله کان يذکرها فيُحسن الثناء عليها، فانَّ أمّ البنين کانتْ تحبُّ الزهراء سلام الله عليها أشدَّ الحبّ وکانتْ على غاية الوفاءِ والإخلاص مع سيّدة نساءِ العالمين فاطمة عليها السّلام، فحينما اقترنتْ بمولاها عليّ عليه السّلام، ودخلتْ بيتَه الشريف رأتِ الحسنَ و الحسين صلوات الله عليهما مريضين، فأخذتْ تُلاطفهما وتضاحکهما وتُحسن القول معهما وتُطيّبه، وکأنّها تُريد أنْ تَجبرَ يُتْمَهما بأمّهما الزهراء عليها أفضل السّلام،وترجّت أميرَ المؤمنين عليه السّلام أن يناديَها بأمّ البنين کنيتها، لا فاطمة اسمها فيتذکّرا أمَّهما ويحزنا عليها.

ومضتْ على تلک السيرة الحسنة معهما تنکَبُّ عليهما کالأمّ الحنون، هما واختهما زينب عليها السّلام بل ذکر بعضُ أصحاب السير أن شفقتها على أولاد الزهراء عليها السّلام. وعنايتها بهم کانتْ أکثر من شفقتها وعنايتها بأولادها الأربعة: العبّاس وإخوته، عليها وعليهم السّلام، بل هي التي دفعتهم لنصرة إمامهم وأخيهم أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، والتضحية دونه والاستشهاد بين يديه.

وکان من وفائها أنّها لمّا دخل بشْر بنُ حذلم إلى المدينة ناعياً سيّد الشهداء الحسين عليه السّلام خرجتْ تسأل عن الحسين عليه السّلام مذهولةً عن أبنائها الأربعة، فلمّا سأل عنها بشْر قيل له: هذه أمّ البنين، فقال لها: عظّم الله لکِ الأجر بولدِک جعفر.. وعثمان.. وعبدالله، وهي تقول له في کلّ مرة: خبّرْني عن الحسين، أحيٌّ هو أم لا ؟ فتعجّب بشرٌ منها وهو الذي دخل المدينة ينادي بأهلها ـ کما أمره الإمام زينُ العابدين عليه السّلام ـ :

يا أهلَ يثربَ لا مُقامَ لکم بها الجسمُ منه مضرّجٌ في کربلا قُتل الحسين، فأدمعي مِدرارُ والرأسُ منه على القناةِ يُدارُ

فقال لها: عظّمَ اللهُ لکِ الأجرَ بأبي الفضل العباس، فسقط مِن يدها طفلٌ لعلّه هو « عبيدالله بن العباس » وکان رضيعاً تحملُه معها، فقالتْ له: قطّعتَ نياطَ قلبي، هل سمعتني سألتُک عن أحد، خبّرني عن الحسين، فاضطُرّ بشرٌ هنا لأنْ يقول لها: عظّم اللهُ لکِ الأجر بأبي عبدالله الحُسين. فسقطت مغشيّاً عليها.

وکانتْ تخرج إلى البقيع کلَّ يوم وقد عملتْ خمسة قبور رمزيّة، أربعةً لأولادِها وواحداً لابن الزهراء الحسين عليه السّلام ترثيه، فيجتمع لسماع رثائها نساءُ المدينة، فيبکي الناس ـ وفيهم مروانُ بنُ الحکم ـ لشجيّ ندبتها

قال الشيخ عبدُالله المامقاني « رحمه الله »: « يُستفاد قوةُ إيمانها وتشيّعها أنَّ بشراً کلّما نعى إليها واحداً من أولادها قالتْ: أخبرني عن أبي عبدالله.. أولادي ومَن تحت الخضراء کلّهم فداءٌ لأبي عبدالله الحسين. إنّ عُلقتها بالحسين عليه السّلام ليس إلاّ لإمامته، وتهوينها على نفسها موت هؤلاءِ الأشبال الأربعة إنْ سلم الحسين يکشف عن مرتبة في الديانة رفيعة »(5).

وبعد ذلک.. أقامتْ أمُّ البنين العزاءَ على الحسين عليه السّلام، واجتمع عندها نساء بني هاشم يندبنه وأهل بيته(6). وکانتْ تخرج إلى البقيع کلَّ يوم وقد عملتْ خمسة قبور رمزيّة، أربعةً لأولادِها وواحداً لابن الزهراء الحسين عليه السّلام ترثيه، فيجتمع لسماع رثائها نساءُ المدينة، فيبکي الناس ـ وفيهم مروانُ بنُ الحکم ـ لشجيّ ندبتها(7)، وهذا يدلّ على عِظم فاجعتها، وصدق حديثها، ووفائها وإخلاصها، فلو صحّ بکاءُ مروان فتلک کرامةٌ لها وقد أبکتْ مَنْ قلبُه أشدُّ من الحجارة قسوة.

ولقد کانتْ أمّ البنين عليها السّلام تشاطر زينب عليها السّلام في مصيبتها، حيث استقبلتْها في المدينة واعتنقتها وبکتْ معها طويلاً، وجلستْ معها مجالس العزاء. ولذا رأينا أهل البيت عليهم السّلام ينظرون إليها بعين الکرامةِ والإکبار، وتحظى عندهم بتلک المنزلة العظيمة في قلوبهم ويذکرونها بالتبجيل والإکرام.

 

ممّا لابُدّ منه

وبعد عمرٍ طاهر قضتْه أمُّ البنين عليها السّلام بين عبادةٍ لله « جلّ وعلا » وأحزانٍ طويلةٍ على فقد أولياء الله « سبحانه »، وفجائع مذهلة بشهادة أربعة أولادٍ لها في ساعةٍ واحدة مع حبيب الله الحسين عليه السّلام، وبعد شهادة زوجها أمير المؤمنين عليه السّلام في محرابه.. بعد ذلک کلّه وخدمتها لسيّد الأوصياء وولديه الإمامين سبطَي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسيّدي شباب أهل الجنّة، وخدمتها لعقيلة بني هاشم زينب الکبرى صلوات الله عليها، أقبل الأجَلُ الذي لابُدَّ منه، وحان موعدُ الحِمام النازل على ابن آدم.

فکانتْ وفاتُها المؤلمة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة 64 من الهجرة النبوية الشريفة ـ کما ذکر البيرجنديّ في کتابه ( وقائع الأيّام )، (8)، و السيد محمد باقر القره باغي في کتابه ( کنز المطالب ) ، وغيرهما ـ حيث جاء في ( الاختيارات ) عن الأعمش قال: « دخلتُ على الإمام زين العابدين ( عليّ بن الحسين ) عليه السّلام في الثالث عشر من جمادى الآخرة، وکان يوم جمعة، فدخل الفضلُ بنُ العبّاس وهو باکٍ حزين، يقول له: لقد ماتتْ جَدّتي أمُّ البنين ».

فسلامٌ على تلک المرأة النجيبة الطاهرة، الوفيّة المخلصة، التي واست الزهراء عليها السّلام في فاجعتها بالحسين عليه السّلام، ونابتْ عنها في إقامة المآتم عليه، فهنيئاً لها ولکلّ من اقتدت بها من المؤمنات الصالحات.

--------------------------------------------------------------------------

الهوامش:

1 ـ السيّد الداووديّ في العمدة.

2 ـ العباس بن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام ص 72، عن مجموعة الشهيد الأول.

3 ـ کشف الغمّة، للإربليّ 32. الفصول المهمة، لابن الصبّاغ للمالکيّ: 145. المناقب، لابن شهرآشوب 76:2.

مطالب السؤول، لابن طلحة الشافعي 63.

4 ـ المناقب 76:2.

5 ـ تنقيح المقال 70:3.

6 ـ رياض الأحزان، لمحمد حسن القزويني 60.

7 ـ مقاتل الطالبيين، لأبي الفرج الاصفهاني ـ في مقتل العباس عليه السّلام.

إبصار العين، للسماوي 31.

8 ـ ص 107، طبع 1352 هـ، وقد نقل الخبر عن الأعمش.