۱۴۰۰/۸/۲۰   6:28  زيارة:964     اجتماعیة و تربوبة


عبد العظيم الحسني

 


عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، من علماء السادة الحسنيين، ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى علیه السلام  بأربع وسائط. ويعد من کبار المحدثين، وقد عاصر أربعة من أئمة الشيعة  علیه السلام في القرنين الثاني والثالث الهجري. مدفنه في مدینة الري في إيران.

هويته الشخصية

ولد عبد العظيم الحسني سنة 173 هـ[1] وقد اختلفت کلمة المترجمين حول محل ولادته. أبوه عبد الله بن علي القافة، وأمّه بنت إسماعيل بن إبراهيم المعروفة بهيفاء.[2]

نسبه

ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى (ع)، قال النجاشي: لمّا مات وجُرّد ليغسل، وُجد في جيبه رقعة فيها ذکر نسبه، فإذا فيها: أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع).[3]

وقال محمد باقر الداماد: يکفيه ما له من النسب الطاهر والشرف الباهر.[4]

زوجته وأبناؤه

تزوج من بنت عمّه خديجة بنت القاسم بن حسن الأمير المکنى بأبي محمد، فأنجبت له ولده محمداً وابنته أم سلمة.[5]

وقال الشيخ عباس القمي في ترجمة أحد أبنائه: کان محمد رجلاً عظيماً ، اشتهر بالزهد والعبادة.[6]

معاصرته لبعض الأئمة (ع)

قال الشيخ آقا بزرک الطهراني: إن السيد عبد العظيم الحسني عاصر کلا من الإمام الرضا، والإمام الجواد، والإمام الهادي (عليهم السلام) وتوفي زمن الإمام الهادي (ع).[7] إلاّ أنّ السيد الخوئي لم يقبل بمعاصرته للإمام الرضا (ع)،[8] فيما ذهب الشيخ الطوسي إلى القول بمعاصرته للإمام العسکري (ع)،[9] وذهب عزيز الله العطاردي أنه عاصر أربعة من الأئمة (ع) وهم الکاظم، والإمام الرضا، والإمام الجواد، والإمام الهادي (عليهم السلام).[10]

فضله ومنزلته

ترجم له العلامة الحلي قائلا: «کان عابدا ورعا، له حکاية تدل على حسن حاله»، وقال محمد بن بابويه: إنّه کان مرضيا.[11]

ونقل المحدث النوري عن رسالة الصاحب بن عباد أنّه ذو ورع ودين، عابد معروف بالأمانة، وصدق اللهجة، عالم بأمور الدين، قائل بالتوحيد والعدل، کثير الحديث والرواية.[12]

کلمات الأئمة (ع) في حقّه

أثنى عليه الإمام الهادي (ع) حينما خاطبه بقوله: «مرحبا بک يا أبا القاسم أنت ولينا حقاً – دينک- دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتک الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة».[13]

منزلته العلمية

روي عن أبي حَماد الرازي: دخلتُ على علي بن محمد الهادي (ع) بسُرَّ مَنْ رأَى فسأَلتهُ عن أَشياءَ من الحلال والحرام فأَجابني فيها فلمَّا وَدَّعْتُهُ قال لي: يا حَمَّادُ إِذا أَشکلَ عليکَ شي‏ءٌ من أَمر دينک بناحيتک فسل عنهُ عبدَ العظيمِ بن عبد اللَّهِ الحسنيَّ وأَقرأْهُ منِّي السَّلام».[14]

رواياته

روي عنه في المصادر الحديثية أکثر من مائة رواية مما يکشف عن کثرة رواياته، وقد أکد الصاحب بن عباد هذه القضية بقوله: «کثير الحديث والرواية».

يروي عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى (الجواد)، وعن ابنه أبي الحسن (الهادي) صاحب العسکر (ع) ولهما إليه الرسائل.[15] وله کتب منها کتاب خطب أمير المؤمنين [16] وکتاب يوم وليلة[17] يظهر أنه في أعمال اليوم والليلة المروية عن الأئمة الأطهار (ع) مع الأذکار الخاصة التي يستحب للمکلف الإتيان بها على مدار اليوم والليلة،[18] وله کتاب مشهور بکتاب روايات عبد العظيم الحسني.[19]

وقد روى عنه الکثير من رجالات الشيعة، جمعها الشيخ الصدوق في کتاب أسماه جامع أخبار عبد العظيم الحسني.[20]

وروى عن الإمام الرضا (ع) روايتين مباشرة وبلا واسطة، وروى ست وعشرين رواية عن الإمام الجواد (ع) وتسع روايات عن الإمام الهادي (ع)، وبلغت الروايات التي يرويها بالواسطة (65) رواية.

هجرته إلى الري

عاصر الحسني فترة حکم المتوکل الذي اتسم بالتنکيل والتشديد على أهل البيت (ع) وأتباعهم وقد تعرض الرجل للتنکيل والرقابة الشديدة من قبل رجال المتوکل ولما انتقل الحکم إلى المعتز شعر الحسني بالخطر يحيط به فترک سامراء وبأمر من الإمام الهادي (ع) متوجها إلى الري.

وذهب البعض إلى أن الرجل ترک سامراء متوجها إلى خراسان لزيارة قبر الإمام الرضا (ع) ولکنه توقف في الري لزيارة حمزة بن موسى بن جعفر (ع) واختفى هناک.[21]

ونقل النجاشي القصة عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي قائلاً: «کان عبد العظيم ورد الري هاربا من السلطان، وسکن سربا في دار رجل من الشيعة في سکة الموالي، فکان يعبد الله في ذلک السرب، ويصوم نهاره، ويقوم ليله، وکان يخرج مستترا فيزور القبر المقابل قبره، وبينهما الطريق، ويقول هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر (ع). فلم يزل يأوي إلى ذلک السرب، ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد (ع) حتى عرفه أکثرهم».[22]

وفاته

قيل أن الحسني توفي في 15 شوال سنة 252 هـ في زمن الإمام الهادي (ع).[23] وفي کيفية وفاته روايتان:

  • الأولى ترى أنّ الرجل مات حتف أنفه وأن موته کان طبيعيا.
  • فيما تذهب الرواية الأخرى إلى مقتله شهيدا. وهذا ما أکدته رواية النجاشي: مرض عبد العظيم ومات.[24]

وذهب الشيخ الطوسي إلى نفس الرأي حيث قال: مات عبد العظيم بالري وقبره هناک.[25]

وللطريحي رواية أخرى يؤکد فيها أنّ الرجل مات شهيدا وأنّه دفن حيا في الري.[26]

إلا أنّ الواعظ الطهراني يصرّح بأنّه لم يعثر بعد المتابعة في کتب الرجال والأنساب على خبر صحيح يدل على موته شهيداً.[27]

قبره وثواب زيارته

حرم شاه عبدالعظیم.jpg

روى المحدث النوري أن رجلا من الشيعة رأى في المنام کأن رسول الله (ص) قال: إنّ رجلا من ولدي يحمل غدا من سکة الموالي، فيدفن عند شجرة التفاح، في بستان عبد الجبار بن عبد الوهاب .

فذهب الرجل ليشتري الشجرة، وکان صاحب البستان رأى أيضا رؤيا في ذلک، فجعل موضع الشجرة مع جميع البستان وقفا على أهل الشرف والتشيّع يدفنون فيه،[28] ومن هنا عرف مکان ضريحه بمسجد الشجرة.[29]

وروى الشيخ الصدوق في فضل زيارته: أنّ رجلا دخل على أبي الحسن علي بن محمد الهادي (ع) من أهل الري، فقال له: «أين کنت؟» قال: زرت الحسين (ع). قال: «أما إنک لو زرت قبر عبد العظيم عندکم لکنت کمن زار الحسين بن علي (ع) ».[30]

ما کُتب عن شخصيته

هناک مجموعة مؤلفات کُتبت حول شخصية السيد عبد العظيم رضي الله عنه قامت مؤسسة دار الحديث بطباعتها في موسوعة باسم مؤتمر السيد عبد العظيم عليه السلام الذي أقيم في مينة الري في شعبان 1434 / خرداد 1392 ش، وهي في 29 مجلداً، منها:

  • رسالة في فضل سيدنا عبد العظيم الحسني المدفون بالري، تأليف الصاحب بن عباد.
  • أخبار عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)، تأليف الشيخ الصدوق، سمّاه في الذريعة "حياة عبد العظيم الحسني".
  • جنات النعيم في أحوال سيدنا الشريف عبد العظيم، عربي، تأليف الملا إسماعيل الکزازي الأراکي المتوفى سنة 1236 هـ .
  • التذکرة العظيمية، عربي، تأليف الحاج الشيخ محمد إبراهيم الکلباسي المتوفى سنة 1362 هـ .
  • عبد العظيم الحسني حياته ومسنده، عزيز الله عطاردي القوچاني، المتوفى في رمضان 1435 هـ .
  • الخصايص العظيمية في أحوال السيد أبى القاسم عبد العظيم بن عبد الله الحسنيعليه السلام، تأليف الشيخ جواد بن الشيخ مهدي اللاّريجاني المتوفى سنة 1355 هـ .
  • مسند حضرت عبد العظيم حسني، فارسي، تأليف الشيخ عزيز الله عطاردي قوچانی، مترجم من کتابه السابق.
  • مجموعة مقالات (فارسية وعربية) لمؤتمر السيد عبد العظيم الحسنيعليه السلام.
  • عبد العظيم الحسني، العالم الفقيه والمحدّث المؤتمن سيرته ومسنده، عربي، تأليف أحمد بن حسين العبيدان، معاصر.

الهوامش

  1. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ آقا بزرک الطهراني، الذريعة، ج 7، ص 169.
  2. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ ابن عنبة، عمدة الطالب، ص 94.
  3. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص 248.
  4. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الميرداماد، الرواشح السماوية ص 86.
  5. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الواعظ الکجوري، جنة النعيم، ج 3، ص 390؛ ابن عنبة، عمدة الطالب، ص 94
  6. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ القمي، منتهى الآمال، ج 1، ص 585.
  7. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ آقا بزرک الطهراني، الذريعة، ج 7، ص 190.
  8. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 11، ص 53.
  9. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الطوسي، رجال الطوسي، ص 401.
  10. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ العطاردي، عبد العظيم الحسني حياته ومسنده، ص 37.
  11. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ العلامة الحلي، خلاصه الأقوال، ص 226.
  12. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ المحدث النوري، خاتمه المستدرک، ج 4، ص 404.
  13. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الصدوق، الأمالي، ص 419 ــ 420؛ ابن فتال النيشابوري، روضة الواعظين، ص 31 ــ 32.
  14. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ المحدث النوري، مستدرک الوسائل، ج 17، ص 321.
  15. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ العطاردي، مسند الإمام الجواد، ص 302.
  16. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص 247.
  17. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ آقا بزرک الطهراني، الذريعة، ج 7، ص 190.
  18. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الواعظ الکجوري، جنه النعيم، ج 5، ص 182.
  19. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ المحدث النوري، خاتمه المستدرک، ج 4، ص 404.
  20. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الصدوق، الهداية، ص 174 (المقدمة).
  21. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الواعظ الکجوري، جنة النعيم، ج 4، ص 131.
  22. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص 248.
  23. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ آقا بزرک الطهراني، الذريعة، ج 7، ص 290.
  24. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص 248.
  25. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الطوسي، الفهرست، ص 193.
  26. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الطريحي، المنتخب، ص 8.
  27. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الواعظ الکجوري، جنة النعيم، ج 5، ص 360.
  28. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ المحدث النوري، خاتمة المستدرک، ج 4، 405.
  29. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ ابن عنبة، عمدة الطالب، ص 94.
  30. تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة↑ الصدوق، ثواب الأعمال، ص 99.