۱۴۰۰/۷/۲۲   2:42  زيارة:961     المقالات


التمهيد للظهور

 


لقد اضحى من المشهور في عصرنا هذا ومن الأمور التي لا يشک فيها عاقل أن هناک نوعين من الإنتظار احدهما يعبر عنه بالإنتظار السلبي وهو يعني القعود وترک العمل للظروف وحوادث الأيام والثاني هو الإنتظار الإيجابي الذي يقترن بالعمل والجهاد واعداد العدة والإستعداد لظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه المبارک.
وبنظر هؤلاء فإن الإمام انما غاب نتيحة عدم نضوج الظروف الموضوعية لقيامه بالأمر فالإنتظار إذن هو العمل على انضاج الظروف الموضوعية للمشروع المهدوي بمعنى العمل عل استرجاع الغائب من غيبته ولذا کان التعبير في التوقيع المذکور انفا.
"... ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا..."
الإنتظار يعني العمل والتمهيد، تمهيد الأرض لقيام دولة العدل الإلهي.
وإنه لشرف أعظم الشرف ان يکون المرء فاعلاً في تحقق المشروع الإلهي هذا.

هل تستقيم للإمام عليه السلام الأمور بلا عمل؟

والجواب:
عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال له احدهم: إنهم يقولون: إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفواً ولا يهريق محجمة دم، فقال‏عليه السلام: "کلا، والذي نفسي بيده لو استقامت عفواً لاستقامت لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم حين أدميت رباعيته وشج في وجهه، "کلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وانتم العرق والعلق ثم مسح جبهته".
واللافت ان الإمام استخدم القسم مرتين بالذي نفس المعصوم بيده مکرراً النفي بکلا بعد کلا القسمين الأولى لنفي التوهم الوارد في السؤال عن عدم الحاجة الى العمل والجهاد للتمهيد والثاني لتأکيد احتياج الأمر الى جهاد وجهد وبذل دماء.
وهذا يعني وجود افراد على جهوزية عالية عقائدياً ونفسياً وبدنياً ومن حيث الکفاءات لإستقامة امر القائم‏عجل الله تعالى فرجه.

هل الإعداد فردي؟

بمعنى ان المطلوب والکافي هو ان تکون حرکة التمهيد حرکة فردية أي ان يصلح کل فرد نفسه على حدى أو ان التمهيد عملية جماعية.
بالنظر الى مشروع الدولة المهدوية نستنتج انه مشروع شمولي يشمل ليس فقط کل البشر بل حتى باقي المخلوقات. ولا يشمل فقط الحياة الفردية بل يشمل النظام العام والحياة العامة من حکومة وانظمة وغير ذلک.
فالرواية تعبر ب: "... يملؤها قسطاً وعدلاً..."
لا تعني فقط مل‏ء الأمکنة والبلدان بل تشمل نواحي الحياة جميعاً وجميع اشکالها.
وهذا يفترض وجود افراد على کفاءة في کافة هذه الميادين.
ثم إن العقبات التي تحول دون قدومه عجل الله تعالى فرجه والتي قد تواجه مشروعه بعد قدومه المبارک ليست افراداً فقط بل دول وانظمة وجماعات بل امم منحرفة وظالمة وطاغية فهل يا ترى يمکن إزالة هذه المعوقات ومجابهتها بشکل فردي...
بل حتى الروايات التي تحدثت عن اصحابه تحدثت عنهم بأنهم واجدون لکل ما يطمح اليه فهو لا يحتاج بعد ظهوره الى اعادة اعدادهم وقد کان التعبير ب"... ويکفونه ما يريد فيهم...".
فاذن تحصل ان التمهيد عمل جماعي ومن جملة حرکة التمهيد اعداد وتجهيز الأصحاب.
من الذي يقوم بقيادة عملية التمهيد؟
إذا کانت عملية التمهيد عملية جماعية فهي تحتاج الى اجهزة کما تحتاج افراداً، وهي بما انها مشروع جماعي تفرض وحدة والوحدة تفترض قيادة موحدة. ولننظر ما يقوله التوقيع الشريف: "لو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا...".
المکاتبة تتحدث عن شرط الظهور وهو اجتماع القلوب وهو عين معنى الوحدة والإجتماع وقوام الوحدة الوفاء بالعهد للإمام عجل الله تعالى فرجه اي اجتماع على قضية المهدي عجل الله تعالى فرجه.
ومن نافل القول ان الإنتماء العقائدي لا يکفي لأنه لو کان هو الشرط لکان الخروج من زمن قديم بل إن الوحدة والإجتماع هما في اطار العمل وصب الجهد في مشروع التمهيد لا بشکل عشوائي بل بشکل منظم له قيادة وله نظام فمن هو قائد هذه الحرکة وهذا النظام.
"أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا..."
القائد لحرکة الممهدين هو الولي الفقيه، فالولي الفقيه هو قائد هذه الحرکة الجماعية والموحدة التي تحمل توقاً الى الإمام المهدي‏عجل الله تعالى فرجه وهو الذي يقوم برعاية الجماعات والأفراد والأجهزة والمؤسسات التي تعمل على التهيؤ لاستقبال واستقدام الإمام من غيبته بما يحتاج اليه من افراد واجهزة ومؤسسات ذوي کفاءة ومهارات وجهوزية للشروع في الحرکة الإصلاحية اولاً للعالم تحت لواء الإمام ‏عجل الله تعالى فرجه ثم بناء وادارة دولة العدل الإلهي على کل الأرض وقد ورد في صفتهم ودورهم: "... هم النجباء والقضاة والحکام...".
ويکفي في الختام ان نقرأ الرواية الواردة عن الإمام الرضا في حق العلماء:
"لولا من يبقى بعد غيبة قائمکم من العلماء الداعين اليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباک ابليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي احد إلا ارتد عن دين الله، ولکنهم الذين يمسکون أزمة قلوب ضفعاء الشيعة کما يمسک صاحب السفينة سکانها اولئک هم الأفضلون عند الله عز وجل".... لاحظ اشارة الرواية الى قيادة هؤلاء حيث شبههم الرضا عليه السلام بربان السفينة.
أنصار الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف
هل نحن من أنصار الحجة عجل الله تعالى فرجه؟
إِن نصرة صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه والإنضواء تحت لوائه والتشرف بخدمته توفيق إلهي.
فالحضور في ساحة الإمام والقتال بين يديه ونصرته، يحتاج الى لياقة من نوع خاص وإعداد متميز، تتناسب مع طبيعة الأهداف الکبرى. يقول الإمام الباقر عليه السلام: "فيا طوبى لمن أدرکه وکان من أنصاره".
ويمکن أن نرصد ومن خلال الروايات والاثار طبيعة هذه المواصفات ليتشرف الإنسان بخدمة الإمام عجل الله تعالى فرجه والقتال بين يديه.
کيف نکون من أنصار الحجة عجل الله تعالى فرجه؟
يمکن أن نتلمّس مواصفات أنصار الحجة من خلال الروايات التالية:

الفداء والطاعة:

عن الصادق‏ عليه السلام في وصف أنصاره عجل الله تعالى فرجه قال: "يَقُوْنَه بأنفسهم في الحروب، ويکفونه ما يريد فيهم.. ينصر اللّه بهم إمام الحق".
النشاط في العبادة والجهاد:
ورد في الحديث: "رجال لا ينامون الليل لهم دوي کدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، وهم من خشية اللّه مشفقون".
تمني الشهادة:
عن الصادق‏ عليه السلام قال: "يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل اللّه".
الإلتزام بالنظام:
ويشير الى ذلک ما ورد عن أمير المؤمنين‏ عليه السلام من أنه قال فيهم: "الزي واحد، واللباس واحد، کأنما اباؤهم أب واحد".
الثبات على الأمر:
عن الصادق‏ عليه السلام أنه قال: "ورجال کأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شک في ذات اللّه، اشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها".
وعن الإمام الصادق‏ عليه السلام أنه قال: "واللّه ليغيبن إمامکم سنينا من دهرکم، ولتمحصن حتى يقال: مات أو هلک بأي واد سلک..".
وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: "إن عليا وصيي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا، إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الکبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال: يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وللقائم من ولدک غيبة؟ قال صلى الله عليه وآله: أي وربي) "وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْکَافِرِينَ" (ال عمران/141، يا جابر إن هذا لأمر من أمر اللّه، وسر من سر اللّه، من سر علته مطوية عن عباده فإياک والشک، فإن الشک في أمر اللّه عز وجل کفر".
الإخلاص والتسليم:
سئل الإمام محمد التقي ‏عليه السلام: لم سمي القائم؟ فقال: "لأنه يقوم بعد موت ذکره وارتداد أکثر القائلين بإمامته. فقيل له: ولم سمي المنتظر؟ فقال: لأن له غيبة يکثر أيامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينکره المرتابون، ويستهزي‏ء بذکره الجاحدون، ويکذب بها الوقاتون، ويهلک فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون".
الصبر على الأذى:
عن سيد الشهداءعليه السلام: "أما أن الصابر في غيبته على الأذى والتکذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللّه ‏صلى الله عليه وآله".
الإنتظار:
عن أمير المؤمنين‏ عليه السلام أنه قال: "أفضل العبادة الصبر وإنتظار الفرج".
وعن الإمام الصادق ‏عليه السلام: "من مات منکم وهو منتظر لهذا الأمر کمن هو مع القائم في فسطاطه".
وانت أيها العزيز انظر الى هذه المواصفات العالية لأصحاب الإمام ولنقس کم لدينا من نسبة مئوية الى هذه الصفات. لا شک ان هؤلاء لم يحصلوا على هذه الصفات ولم يتحلوا بها الا بعد عمل دؤوب وکد وجهاد نفس ومعاناة وإذا کانت الجائزة هي صحبة ونصر مولانا صاحب العصر والزمان والمهر هذه الصفات فلا يغلو في سبيل ذلک ثمن.
العلاقة مع الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في زمن غيبته
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق‏ عليه السلام:
"اللهم عرفني نفسک فإنک إن لم تعرفني نفسک لم اعرف نبيک، اللهم عرفني رسولک فإنک إن لم تعرفني رسولک لم أعرف حجتک، اللهم عرفني حجتک فإنک إن لم تعرفني حجتک ضللت عن ديني".
إن هذا الدعاء يتحدث عن اول واجبات العلاقة مع الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه المقدم على کل واجب منها الا وهو معرفة الإمام التي لا تکون الا بتوفيق وتيسير من الله وبتوسط معرفة الله ورسوله.
"لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها".
إن أي علاقة مع الإمام المهدي‏عجل الله تعالى فرجه انما تختلف بعمقها وسموها بحسب نوع المعرفة وعمقها ودرجتها.
"من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية".
والواجب ان تکون علاقتنا به علاقة مأموم بإمام يرجع إليه في کل تفاصيل حياته وهناک اداب ذکرتها الروايات الشريفة سنقتضر
على ذکر ثلة منها قدمناها على غيرها للحاجة وللأهمية وهي کما يلي:
1- مؤاساته في غيبته تألماً وبکاءً والتشوق لرؤيته:
وهذه الاداب مما تواترت بها الروايات والأدعية والزيارات عن أئمة الهدى.
والتي تؤکد في النفس شدة تألمه هو نفسه من طول غيبته وغربته الموجبة لتألم وتحرق محبيه مواساتاً له فمن دعاء الندبة نقرأ:
"عزيز علي ان ارى الخلق ولا ترى، ولا اسمع لک حسيساً ولا نجوى، عزيز علي ان لا تحيط بي دونک البلوى...".
وهذا يومى‏ء الى ضرورة تأصيل ليس فقط الحرقة والغصة والألم لفراقه وطول غيابه بل المشارکة له في تحمله الم الفراق لأنه اشد شوقاً الى الإياب من غيبته من اي مشتاق اخر ولذا هو اشد الماً من اي متألم اخر. ويفترض ان تکون هذه الشکوى وهذا الألم والبکاء بشکل جماعي ومشترک:
"...هل من معين فأطيل معه العويل والبکاء، هل من جزوع فاساعد جزعه إذا خلا، هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذى".
ولقد کان أئمة أهل البيت يتحرقون شوقاً اليه ويتألمون من غيبته فهذا امير المؤمنين علي عليه السلام يضرب عند ذکره له على صدره قائلاً "هاه" من شدة شوقه، وهذا صادق أهل البيت عليهم السلام يناديه ملتاعاً متألماً:
"سيدي غيبتک نفت رقادي، وضيقت علي مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتک اوصلت مصابي بفجائع الأبد، فقد الواحد بعد
الواحد يفني الجمع والعدد فما احس بدمعة ترقى من عيني وانين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا...".
فاذا کان هذا حال أئمة الهدى فما بالنا لا نردد بالقلب قبل اللسان:
"اللهم ارني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واکحل ناظري بنظرة مني اليه..."
ولعلنا نستطيع ان نعد من ايات الشوق لرؤية طلعته البهية في دعاء الندبة أکثر من ثلاثين فقرة ينادي بها الدعاء اين... اين... اين.
وهي امنية الشائق:
"...بنفسي انت امنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة إذا حنا".
2- الصلاة عليه والدعاء له بالفرج:
وهذا ايضاً مما تمتلي‏ء به نصوص العترة الطاهرة على اختلافها فمن دعاء الإفتتاح:
"اللهم وصل على ولي امرک القائم المؤمل والعدل المنتظر...".
الوالدعاء نفسه أيضاً فيه فقرات عظيمة من الدعاء بفرجه.
وفي غير دعاء الإفتتاح نقرأ:
"وصل على الخلف الصالح الهادي المهدي... اللهم وصل على وليک المحي سنتک القائم بأمرک الداعي إليک والدليل عليک...".
3- التوسل به في المهمات وطلب الحوائج:
إن الإمام المهدي‏ عجل الله تعالى فرجه هو ولي الله في ارضه وعين الله في خلقه وهو بقية الباب المبتلى به الناس وقد وود في دعاء الندبة: "...أين باب الله الذي منه يؤتى، أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء، أين السبب المتصل بين اهل الأرض والسماء...".
وقد ورد ايضاً عن الامام الرضا عليه السلام: "إذا نزلت بکم شدة فاستعينوا بنا على الله عز وجل وهو قوله: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها".
ولقد کانت سيرة العلماء والعرفاء انهم إذا اهمهم امر ونزلت بهم حاجة او ضائقة توسلوا بأهل بيت العصمة لا سيما حجة الله عجل الله تعالى فرجه لطلب الفرج.
ونذکر في هذا الإطار حادثة: "في أثناء حرب عناقيد الغضب التي شنها الصهاينة على المقاومة الإسلامية وبعد تفاقم الأمور واشتدادها وشعور الإمام الخامنئي بالخطر الشديد قام دام ظله الوارف بالإنتقال في احدى الليالي تلک من مقر اقامته في طهران الى مسجد جمکران بالقرب من قم المقدسة واخذ يصلي ليلتها ويتوسل الى الله بالإمام الحجةعجل الله تعالى فرجه ليحفظ وينصر المقاومة فلم يتأخر الأمر الإلهي بفضل الله والطاف صاحب العصر والزمان".
فهذا الإمام القائد يقطع المسافات ليصلي وليتوسل بالإمام في الأمور الخطيرة والمهمة فما بالنا لا نتأسى به.
وقد ورد عن أئمة أهل البيت عليه السلام هذا التوسل:
"اللهم اني أسألک بحق وليک وحجتک صاحب الزمان الا اعنتني به على جميع اموري...".
العلاقة مع الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في زمن غيبته
"...هل من سبيل اليک يا ابن احمد فتلقى..." من دعاء الندبة
ذکرنا في الدرس السابق نزراً من اداب العلاقة مع الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه وفيما يلي نکمل ما بدأناه.
1- السعي والتشوق للتشرف بخدمته:
ولعل ذلک من أفضل الأعمال بل إن التشرف بخدمته‏ عليه السلام هو مقام واي مقام من خلال نشر معرفته والإيمان به وبحتمية ظهوره والتمهيد والتوطئة له واعداد النفس والناس لنصرته وهذا المقام من الشرف والعظمة بحيث يتمنى الإمام الصادق ان يناله فقد اجاب رداً على من سأله عن ولادة القائم‏ عجل الله تعالى فرجه.
"لا، ولو ادرکته لخدمته مدة حياتي".
الامام الصادق عليه السلام يطمح ويتمنى ويرجو خدمة الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه خدمة تستغرق حياته الشريفة وکأنها عبادة لا تقاربها عبادة فضلاً وشرفاً، فماذا يبقى لأمثالنا ان يتمنى...
2- الشکوى اليه والإستعانة به على قضاء الحوائج:
ورد في ذلک صلاة خاصة تسمى صلاة الإستغاثة بالحجة.
وهذه عادة المؤمنين على طول عهد الأئمة صلى الله عليه و آله ان يرجعوا إليهم في ما يعتريهم من مهمات الأمور حيث کانوا يبثونهم شکاواهم مشافهة أو عبر الکتب.
کتب رجل الى ابي الحسن عليه السلام: "ان الرجل يحب ان يفضي الى امامه ما يحب أن يفضي به الى ربه قال الرجل: فکتب عليه السلام: "إذا کانت لک حاجة فحرک شفتيک فإن الجواب يأتيک".
3- اعداد النفس واصلاحها:
واعداد النفس له ‏عجل الله تعالى فرجه يشمل تهذيبها وتکميلها بترک المحرمات والإقبال على الطاعات والتحلي بالأخلاق الحميدة کما يشمل الإستعداد البدني والتجهز لنصرته فقد ورد انه‏ عليه السلام يطلع على اعمال شيعته کل اثنين وخميس... فماذا سيکون موقفنا إذا ما کان فيما يرفع من اعمالنا ما يؤذيه ويسيئه واي حزن سندخله على قلبه الشريف إذا ما خيبنا امله فينا بسبب سوء اعمالنا الا تکفيه غربته هماً حتى نزيد همه.
وقد ورد في التوقيع الشريف الصادر منه الى الشيخ المفيد:
"...فما يحبسنا عنهم الا ما يتصل بنا مما نکرهه، ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوکيل".
يا الله... الإمام يستعين بالله على مصابه بانحراف شيعته وارتکابهم الذنوب ولعلها اسهم مسمومة تصيب قلبه الشريف فيا ايها
العزيز انت بالخيار بين أن ترمي الى قلب الحجة عجل الله تعالى فرجه والعياذ بالله سهما او ان تدخل في هذا القلب فرحة!!!
فعن صادق اهل البيت صلى الله عليه وآله: "من سره ان يکون من اصحاب القائم ‏عجل الله تعالى فرجه: فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق..."
وفي الشأن الثاني من الإعداد أي الإعداد الجهادي فهذا يتضمن مراتب من الجهوزية النفسية والبدنية والتنظيمية فما اروع ما ينقل لنا التاريخ من ان بعض الشيعة لشدة يقينهم وشوقهم لرؤيته کانوا ينامون وسيوفهم تحت مضاجعهم... وقد روي کذلک في الإعداد النفسي عن الإمام الصادق ‏عليه السلام:
"إن القائل منکم إذا قال: "إن ادرکت قائم ال محمد نصرته"، کالمقارع معه بسيفه والشهادة معه شهادتان".
بل إن للشوق لنصرته مرتبة أرقى تشمل حتى ما بعد الموت:
"فأخرجني من قبري مؤتزرا کفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي".
في روح العلاقة معه عجل الله تعالى فرجه
إن المستحبات التي ذکرتها الکتب المختصة حول اداب العلاقة مع الإمام القائم ‏عجل الله تعالى فرجه أکثر بکثير مما ورد في هذا الدرس. لکن ما يستوقف المتأمل لهذه الاداب من ادعية وصلوات وزيارات وغير ذلک هو أنها تفرض العلاقة على انها مع شخص بعينه فلان بن فلان موجود وليس حالة او مشروع او فکرة ما فهو بالإسم ابن الإمام العسکري معروف تاريخ ولادته وغيبته وهي علاقة مع حي يسمع ويرى ويرد ويعمل ويعبد ويقرأ وينادي..."السلام عليک حين تقوم... حين تقعد... حين تقرأ... حين تبين... الخ".
ولذا فان روح العلاقة هو ان تؤمن بحضوره ومخاطبته کحي حاضر وشخص ولعل ما يستوقف المتأمل ايضاً في دعاء الندبة:"...بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا...".
فمن الغائب يا ترى؟!! ومن المنتظر يا ترى...
نحن الغائبون وهو المنتظر.
"انا بقية الله في أرضه والمنتقم من اعدائه فلا تطلب أثراً بعد عين يا احمد ابن اسحاق".
ولک ان تضع مکان احمد بن اسحاق اسم من شئت!!
المصادر :
: بين يدي القائم