۱۳۹۸/۵/۲۵   13:8  زيارة:1507     ارشیو خطبات نماز جمعه


14 ذی الحجة 1440ق، الموافق 16 آب 2019م.

 


الخطبة الاولی للجمعة 25  مرداد 1398ش، الموافق 14 ذی الحجة 1440ق، الموافق 16  آب 2019م.

بسم الله الرحمن الرحیم.

ولد من ذریّة فاطمة سلام الله علیها.

واحدة من أهم وصایا دين الإسلام هي مراعاة التقوى ...

بعبارة أخرى ، من المستحيل تحقيق الإسلام التام والمطلوب من الله وأهل البيت علیهم السلام دون التقيد بالتقوى، والإسلام بالتقوى سيؤدي إلى الخير و السعادة فی العاقبة. هذا هو السبب في أن القرآن يوصي مرارا وتکرارا بمراعاة التقوی.

إنّ کلمة التقوی و مشتقاتها قد استخدمت في آيات القرآن الکريم، 2436 مرة. و أکثرها جائت بصیغة «اتَّقُوا اللَّه»‏. و هذا العدد الکبیر  من استخدام کلمة التقوی یکشف بصراحة عن أهمية التقوى. وإلى أي مدى يهمل و یغفل الإنسان التقوى. واحدة من هذه الأوامر القرآنية هي ما قال الله سبحانه و تعالی: فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُون‏. (المائدة، 100)

أیها الإخوة الأعزاء!

الاسلام شیء و الإیمان مع مراعاة التقوی شیء آخر. هذان الأمران یختلفان.

الإسلام هو مقدمة والإيمان وظیفة. لهذا يقول الله تعالى في القرآن الکريم: يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا آمِنُوا... (النساء، 136)

تعني هذه الآية أن منکم الذين أسلموا باقرار الشهادتین، و لما یدخل الایمان فی قلوبهم، و لهذا لم یتقوا ربهم، فعلیهم  أن یؤمنوا برعایة التقوى ...

لا يمکن الوصول الی الفلاح و السعادة إلا بمراعاة التقوى. لهذا السبب ، يقول الإمام علی الهادي علیه السلام الذي غدا مولده الشریف نقلا عن آبائه عن الامام الصادق علیه السلام: عَلَيْکُمْ بِالْوَرَعِ فَإِنَّهُ الدِّينُ الَّذِي نُلَازِمُهُ وَ نَدِينُ اللَّهَ تَعَالَى بِهِ وَ نُرِيدُهُ مِمَّنْ يُوَالِينَا لَا تُتْعِبُونَا بِالشَّفَاعَةِ. (الشيخ حر العاملى، محمد بن حسن‏، وسائل الشیعة، 15/248)

نستکشف من هذا الحدیث المبارک للإمام الهادي علیه السلام أن شفاعة أهل البيت علیهم السلام لا ننالها الا برعایة التقوی.

لذا ینبغی ان نغتنم الفرص المتبقية في حياتنا للوصول إلى التقوى باتباع نصائح أهل البيت علیهم السلام، لأنه لا توجد طريقة أخرى الی الفلاح و السعادة سوی التقوى.

ومن حیث أن مولد الإمام علی النقي الهادي علیه السلام قریب، فلو سمحتمونی ارید أن أذکر لکم بعض وصایا هذا الإمام النبيل علیه السلام. الوصایا التی یقرّبنا العمل بها الی تقوی الله و إلی أهل البیت علیهم السلام.

قال الإمام الهادي علیه الصلاة و السلام:

مَنْ تَوَاضَعَ فِي الدُّنْيَا لِإِخْوَانِهِ- فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصِّدِّيقِينَ، وَ مِنْ شِيعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع حَقّاً. الطبرسی، أحمد بن علی، الإحتجاج على أهل اللجاج‏، 2/460)

فکل من يتواضع في التعامل مع إخوته، فهو سوف یکون عند الله من الصدیقین، و طبعا من شیعة علی بن أبی طالب علیه السلام.

فأیها الأعزاء! إحدى الطرق لتحقيق التقوى هي التواضع في التعامل مع المؤمنين.

طبيعة هذا العالم الدنیوی هي أن أفراد البشر یختلفون فیه في الجمال، و في الخصائص الشخصية والاجتماعية، و في المسائل المالية ، وهلم جرا.... و هذه الخاصية والاختلاف في مظاهر الحياة تخص هذا العالم الدنیوی الفانی. کل واحد منا في کلّ مکانة اجتماعية و مع کلّ ثروة وجمال، سوف یترک هذا الدنیا و یسافر الی الله للقائه بکفن، و فی قبر بضعة أمتار أرض. و لا یکون معنا شیئ سوی أعمالنا. و لا یکون هناک أیّ فرق بين الفقراء و الأغنیاء و لا بین الضعفاء و الأقویاء. و انما یکون الفرق بین التقوی و عدمه، و کذلک بین العمل الصالح و غیره.

ولکن في هذا العالم توجد فروق في المال و الثروة ، و المکانة الإجتماعیة، و بین القدرة الفردية و الإجتماعیة ... فإذا کنا نريد أن نکون من المتقین، يجب أن نکون حريصين على ألا نکون فخورين بأن نکون متفوقين على الآخرين في العالم بما لدینا من زخارف الدنیا، ولا حتى بمکانتنا الروحية العالية ...

فالتقوی یعني إذا کنت عالما، لن أباهی علی أي شخص ... إذا کنت صاحب أموال و ثروة، فلن أتفاخر أمام الآخرین... إذا کنت جمیلا، فلن أتفاخر بجمالی ... و لن أشعر بالإحباط فی مجالسة الفقراء والمحتاجين ...

و لا یکفی مجرد ان لا اتباهی، بل یجب أن اتواضع لهم ... و أن أکون حريصًا على ألا أفعل ما یجعل المحرومين یشعرون بالأسف لرؤيتي لما لدیّ من زخارف الدنیا... بل ینبغی أن أعین من اراد ان یستعین بی قبل ان یستعین ... و أسبق فی السلام علی الآخرین کلما ذهبت الیهم.

أيها الأصدقاء الأعزاء! لقد سمعتم مرارًا وتکرارًا أن نبینا المکرم محمد المصطفی صلی الله علیه و آله و سلم علی ما هو منقول فی التاریخ کان متواضعا الی حد لم یسبقه أحد فی السلام. و هذا معناه أنه صلی الله علیه و آله و سلم کان یسبق الآخرین من الصغار و الکبار فی التحیة و السلام.

التقوی هو أنه لو وقع نزاع بینه و بین شخص، فهو یستبق فی التصالح.

روى عن الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) أنه: کلما تشاجر شخصان ، فمن تقدم فی التصالح، یدخل الجنة قبل الآخر.

فکما ذکرت في خدمتکم الليلة الماضية، يجب أن نسعى جاهدين لتطهير أنفسنا من سوء أعمالنا من خلال رعایة التقوی فی التعامل مع الآخرین حتى نتقرب إلى الله. و فی الآخرة نصل الی الفلاح و السعادة تحت ظلال شفاعة أهل البیت علیهم السلام.

 

و وفقًا لآيات القرآن ، فإن التقوى توجب الازدیاد فی الرزق. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الکريم: ِ وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا. وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ. (الطلاق، 3-2)

فلنحاول أن نراعی التقوی حتی یفتح الله لنا ابواب رحمته فی هذه الدنیا و فی الآخرة. ان شاء الله.

نسأل الله بحق إمام زماننا صاحب العصر و الزمان عجل الله تعالی فرجه الشریف، أن یرحمنا و یغفرنا فی هذه الدنیا و فی الآخرة.

اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرج آل محمد.

الخطبة الثانیة للجمعة 25  مرداد 1398ش، الموافق 14 ذی الحجة 1440ق، الموافق 16  آب 2019م.

بسم الله الرحمن الرحیم.

ولَد من ذریّة فاطمة سلام الله علیها.

أرجو أن نتمکن جمیعا أن نتقرب الی الله یوما بعد یوم بالحضور فی هذه المحافل و المجالس کالحضور فی دعاء الندبة، و دعاء الکمیل، و دعاء التوسل، و کذالک بالحضور فی صلاة الجمعة، و صلاة الجماعة و و و .... لأنّ المحافل من هذا القبیل توجب لنا التقوی.

أستأذنکم أن أتکلم فی هذه الخطبة حول مناسبات هذا الأسبوع.

المناسبة الأولی هی غداً السبت مولد الإمام الهادی علیه السلام، و کما قلت لکم أمس، حسب ما قال علماء الشیعة، أقوی الزیارات سندا، الزیارة الجامعة، التی قد تلقیناها من الإمام الهادی علیه السلام. و أوصیکم أیها الأصدقاء، أن تقرؤوا هذه الزیارة لا أقل مرة واحدة فی کل أسبوع. العلماء و العظماء وصّونا بقرائة الزیارة الجامعة الکبیرة و بالدوام علیها. نقل، أن الأمام الخمینی رضوان الله تعالی علیه، کان من عادته لمدة خمسة عشر سنة، بالنجف الأشرف، أنه کان قد خصّ ساعة کاملة من کل لیلة لقرائة الزیارة الجامعة الکبیرة. فکان رحمه الله یذهب الی قبر مولا المتقین أمیر المؤمنین علیه السلام کل لیلة لقرائة هذه الزیارة المبارکة سوی اللیالی التی کان یذهب الی کربلا لزیارة الإمام الحسین علیه السلام أو کان مریضا شدیدا. و سائر علمائنا العظماء ایضا قد وصّوا و یوصون بقرائة هذه الزیارة العظیمة. آیة الله القاضی ذلک العالم الکبیر الذی زار الامام الزمان عج الله تعالی فرجه الشریف، عدة مرات، کان یوصی أن لا یترک قرائة هذه الزیارة المبارکة أیام الجمعة.

و کذلک آیة الله المظاهری المعروف بين علماء الشيعة کرمز للتقوى و الأخلاق الحسنة، کان یوصی أن تُقرأ الزیارة الجامعة الکبیرة لا أقل مرة فی کل أسبوع.

المناسبة الثانیة هی یوم الثلثاء، و هی الثامن عشر من ذی الحجة و هو یوم غدیر خم الذی سمی فی الروایات بعید الله الأکبر. فقال أهل البیت علیهم السلام و فحول العلماء أن عید غدیر خم، هو أکبر عید الشیعة. فجاء فی روایة عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يَقُولُ: الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ عِيدُ اللَّهِ الْأَکْبَرُ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ شَمْسٌ فِي يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْهُ، وَ هُوَ [الْيَوْمُ‏] الَّذِي أَکْمَلَ اللَّهُ فِيهِ دِينَهُ لِخَلْقِهِ وَ أَتَمَّ عَلَيْهِمْ نِعَمَهُ وَ رَضِيَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً، وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلَّا أَقَامَ وَصِيَّهُ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ دُونَ سَائِرِ الْأَيَّامِ. (الحسکاني، عبيد الله بن عبد الله‏، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏، 1/203)

فأیها الأعزاء! أکرموا هذا الیوم السعید مهما استطعتم. فهذا یوم یفتح الله فیه جمیع ابواب الجنة لعباده. قال الإمام الصادق علیه السلام فی فضل هذا الیوم السعید لابن ابی بصیر: يَا ابْنَ أَبِي نَصْرٍ أَيْنَمَا کُنْتَ فَاحْضُرْ يَوْمَ الْغَدِيرِ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِکُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ وَ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ ذُنُوبَ سِتِّينَ سَنَةً وَ يُعْتِقُ مِنَ النَّارِ ضِعْفَ مَا أَعْتَقَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ لَيْلَةِ الْفِطْرِ وَ الدِّرْهَمُ فِيهِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ لِإِخْوَانِکَ الْعَارِفِينَ وَ أَفْضِلْ عَلَى إِخْوَانِکَ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَ سُرَّ فِيهِ کُلَّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ ثُمَّ قَالَ يَا أَهْلَ الْکُوفَةِ لَقَدْ أُوتِيتُمْ خَيْراً کَثِيراً وَ أَنْتُمْ مِمَّنِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ مُسْتَذَلُّونَ مَقْهُورُونَ مُمْتَحَنُونَ لَيُصَبُّ الْبَلَاءُ عَلَيْکُمْ صَبّاً ثُمَّ يَکْشِفُهُ کَاشِفُ الْکَرْبِ الْعَظِيمِ وَ اللَّهِ لَوْ عَرَفَ النَّاسُ فَضْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِحَقِيقَتِهِ لَصَافَحَتْهُمُ الْمَلَائِکَةُ فِي کُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ لَوْ لَا أَنِّي أَکْرَهُ التَّطْوِيلَ لَذَکَرْتُ مِنْ فَضْلِ هَذَا الْيَوْمِ وَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَنْ عَرَفَهُ مَا لَا يُحْصَى بِعَدَدٍ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ تَرَدَّدْتُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَا وَ أَبُوکَ وَ الْحَسَنُ بْنُ جَهْمٍ أَکْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ مَرَّةً وَ سَمِعْنَا مِنْه‏. (المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، 94/119)

تأکدوا من الاحتفال حتى في عوائلکم ... و لو استطعتم صنع الحلويات ومنحها لأطفالک فافعلوا... حاولوا أن تجعلوا هذا اليوم يومًا ممتعًا لأطفالکم من خلال برامج صحية ومفيدة وجذاب للحفاظ على ذاکرة جيدة للاحتفال في أذهانهم.

و قد أوصینا بالإطعام فی هذا الیوم المبارک، فأقرأ لکم بعض الروایات فی هذا المجال:

قال الإمام الصادق علیه السلام فی فضل اطعام المؤمنین یوم غدیر خم: مَنْ فَطَّرَ مُؤْمِناً کَانَ کَمَنْ أَطْعَمَ فِئَاماً وَ فِئَاماً وَ لَمْ يَزَلْ علیه السلام يَعُدُّ حَتَّى عَدَّ عَشْراً ثُمَّ قَالَ علیه السلام أَ تَدْرِي مَا الْفِئَامُ فَقُلْتُ لَا قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ وَ کَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَطْعَمَ بِعَدَدِهِمْ- مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ (و علی رأسهم، الأئمة المعصومون علیهم السلام) وَ الشُّهَداءِ (و منهم أبو الفضل العباس علیه السلام و سائر شهداء کربلا) فِي حَرَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَقَاهُمْ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَة... (المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، 95/322)

و جاء فی روایة أخری عنه علیه السلام ما مضمونه: من أطعم شخصا فی یوم غدیر خم، کان کمن أطعم جمیع الأنبیاء علیهم السلام و الصدیقین. (مفاتیح الجنان، 500)

و اعلموا أن لإطعام هذا الیوم فضل عظیم الی أن جعل الامام الصادق علیه السلام هذا الیوم یوم الصیام و القیام و الإطعام و صلة الأخوان. فقال علیه السلام:

ذَلِکَ يَوْمُ صِيَامٍ وَ قِيَامٍ وَ إِطْعَامِ الطَّعَامِ وَ صِلَةِ الْإِخْوَان‏. (المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، 95/323)

الروایات فی هذا المجال کثیرة جدا، و أکتفی بهذا المقدار. و لبّ جمیع هذه الروایات أن لإطعام هذا الیوم السعید فضل عظیم لم یذکر لأیّ مناسبة أخری، و أوصانا أهل البیت علیهم بالاطعام فی هذا الیوم الی ما لم یوصونا فی أی یوم آخر. فلو استطعتم، ادعوا الضیوف الی بیوتکم، و اطعموهم. و لو لم تستطیعوا، فیمکنکم ان تضعوا طعاما قلیلا فی اناء و قدموه الی فقیر. و من لم یقدر علی هذا ایضا، فیمکن له ان یسلم کل ما استطاع و لو کان درهما واحدا الی مکتب المسجد، و یقول لهم: أحبّ ان یصرف هذا فی اطعام یوم غدیر، فاصرفوا هذا النقد فی اطعام یوم غدیر. و اعلموا أن الله سبحانه و تعالی سوف یتقبل منا هذا.

المناسبة الأخری هی یوم الأربعاء. و هو یوم المسجد العالمی. و یکفی لفضل الذهاب الی المسجد ما قال أمیر المؤمنین علیه السلام: الْجَلْسَةُ فِي الْمَسْجِدِ خَيْرٌ لِي مِنَ الْجَلْسَةِ فِي الْجَنَّةِ فَإِنَّ الْجَنَّةَ فِيهَا رِضَا نَفْسِي وَ الْجَامِعَ فِيهِ رِضَا رَبِّي. (الدیلمی، حسن بن محمد،  إرشاد القلوب إلى الصواب‏، 2/218)

فأیها الأعزاء! اهتموا بالمسجد. قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ما مضمونه: المسجد غريب بين الناس الذين لا يصلون فیه، وسيحرمهم الله رحمته يوم القيامة.

و من ناحیة أخری ورد عنه صلی الله علیه و آله و سلم: کل من مشی الی المسجد، فعلی کل خطوة یکتب له عشر حسنات، و یغفر له عشرة من سیئاته، و یرفع له عشر درجات فی الجنة.

و قال صلی الله علیه و آله و سلم فی حدیث آخر: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَلَا إِنَّ بُيُوتِي فِي الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ تُضِي‏ءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ کَمَا تُضِي‏ءُ النُّجُومُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ أَلَا طُوبَى لِمَنْ کَانَتِ الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُ أَلَا طُوبَى لِمَنْ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي أَلَا إِنَّ عَلَى الْمَزُورِ کَرَامَةَ الزَّائِرِ أَلَا بَشِّرِ الْمَشَّاءِينَ فِي الظُّلُمَاتِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. (النورى، حسين بن محمد تقى‏، مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل، 3/363)

و قال صلی الله علیه و آله و سلم فی حدیث آخر: قَالَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى أَلَا إِنَّ بُيُوتِي فِي الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ تُضِي‏ءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ کَمَا تُضِي‏ءُ النُّجُومُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ أَلَا طُوبَى لِمَنْ کَانَتِ الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُ أَلَا طُوبَى لِعَبْدٍ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي أَلَا إِنَّ عَلَى الْمَزُورِ کَرَامَةَ الزَّائِرِ أَلَا بَشِّرِ الْمَشَّاءِينَ فِي الظُّلُمَاتِ إِلَى الْمَسْجِدِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. (النورى، حسين بن محمد تقى‏، مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل، 3/360)

و قد ورد روایات کثیرة فی فضل تنویر المسجد و إعانته و السعی فی إعماره. قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم:

مَنْ أَدْخَلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً سِرَاجاً فِي الْمَسْجِدِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَ سَبْعِينَ سَنَةً وَ کَتَبَ لَهُ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مَدِينَةٌ وَ إِنْ زَادَ عَلَى لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ فَلَهُ بِکُلِّ لَيْلَةٍ يَزِيدُ ثَوَابُ نَبِيٍّ فَإِذَا تَمَّ عَشْرُ لَيَالٍ لَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ فَإِذَا تَمَّ الشَّهْرُ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ. (النورى، حسين بن محمد تقى‏، مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل، 3/385)

و قال فی حدیث آخر: مَنْ أَحَبَّ أَنْ لَا يُظْلَمَ لَحْدُهُ فَلْيُنَوِّرِ الْمَسَاجِدَ. (نفس المصدر، 386)

و لو اردتُ ان ألخّص لکم مضمون الروایات، اقول: أعینوا المساجد بکل ما استطعتم. فلو باعوا طوبا بمالکم و استخدموه فی المسجد، فسوف تشترکون فی ثواب جمیع الاعمال الصالحة التی سوف یُعمل فیه.

و المناسبة الأخیرة فی هذا الأسبوع هی یوم الخمیس المصادف بالیوم العشرین من ذی الحجة، و هو یوم ولد فیه الامام موسی بن جعفر الکاظم علیه و علی آبائه آلاف التحیة و الثناء. و سوف نعرف فی الاحتفال البهیج الذی سوف یقام بمناسبة مولده علیه السلام حیاته و سیرته. ان شاء الله.

نسأل الله ان یجعلنا اجمعین من اتباع أهل البیت علیهم السلام.

اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرج آل محمد.