۱۳۹۸/۴/۶   5:28  زيارة:1453     ارشیو خطبات نماز جمعه


13 شعبان 1440ق، الموافق 19 نیسان 2019م.

 


الخطبة الاولی للجمعة 30  فروردین 1398ش، الموافق 13 شعبان 1440ق، الموافق 19  ابریل 2019م.

بسم الله الرحمن الرحیم.

عباد الله! اوصیکم و نفسی بتقوی الله. أهمیة التقوی لا تخفی لمن اراد الله و رضاه.

قال أمیر المؤمنین علی ابن ابی طالب علیه السلام: عِبَادَ اللَّهِ أُوصِيکُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهَا حَقُّ اللَّهِ عَلَيْکُمْ .... فَإِنَّ التَّقْوَى فِي الْيَوْمِ الْحِرْزُ وَ الْجُنَّةُ وَ فِي غَدٍ الطَّرِيقُ إِلَى الْجَنَّةِ. (نهج البلاغة، الخطبة 191)

فالتقوی حافظ عبودیتنا. مسار الدنیا مملو من البلایا و المشاکل و المصیبات المختلفة الکثیرة و التقوی یضمن لنا السعادة و الفلاح و النجاح فی هذا الطریق الصعب. هذا فی الدنیا، و أما فی الآخرة فهو یوجب ان ندخل الجنة. فقال الله سبحانه و تعالی:

وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُون‏. (البقرة، 189)

إِنَّ الْمُتَّقينَ في‏ جَنَّاتٍ وَ عُيُون‏. (الحجر، 45)

فطریق السعادة و الفلاح الأخروی الذی فی الحقیقة سعادة هذه الدنیا ایضا، انما هو التقوی. نحن قد اخترنا التقوی فی التعامل مع العائلة موضوعا لخطب الجمعات فی هذه الأسابیع. لأن من أهم انواع التقوی هو التقوی فی التعامل مع الأسرة. سعادة العائلة، و رضی الزوجین، و العشق و المحبة و استحکام بنایة الأسرة و تحکیم أعمدة الأسرة کلها ترتبط بهذا النوع من التقوی.

قال الله سبحانه و تعالی: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذي خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً کَثيراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ کانَ عَلَيْکُمْ رَقيبا. (النساء، 1)

فی الاسبوع الماضی قد وصلنا الی إحدی أهم مقدمات التقوی التی هی التوجه الی ممیزات کل واحد من الزوج و الزوجة. و ایضا قلت خطابا للزوجین الشابین أن عدم التنبه الی هذه الممیزات بین الرجل و المرأة یوجب الخلاف بین الزوجین، و التقلیل فی المحبة. و قد ذکرنا هذه الممیزات فی الاسبوع الماضی. و عرفنا ان الاعتقاد الاسلامی فی هذا المجال یختلف تماما عن اعتقاد الغربیین مع أنهم قد کتبوا کتبا کثیرة فی هذا المجال، لأنهم قد جعلوا الزوجین کجزیرتین مختلفتین لا ربط بینهما. مثلا کتب مصنف غربی کتابا باسم الرجال المریخیة و النساء الونوسیة. هو یعتقد ان الرجل جزیرة مستقلة و المرأة جزیرة مستقلة. و بعد ذلک ذکر بعض الممیزات لکل واحد منهما، و یمکن ان یستفاد منها بعض الاستفادة، و لکن هذا لا یعنی ان الرجل و المرأة کجزیرتین مستقلتین لا ربط لإحداهما بالأخری. و قرأنا لکم آیة من القرآن الکریم التی تبین ان الرجل و المرأة حقیقتهما واحدة. فقال تعالی:

یا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذي خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ. (النساء، 1)

فخلق الله سبحانه الناس اجمعین من نفس واحدة ثم جعل بعضهم رجالا و بعضهم الآخر نساء. فکل واحد من الرجال و النساء قد نشأ من منشأ واحد. و هذا نفهم مما قال سبحانه:

وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً کَثيراً وَ نِساءً. فکل واحد منهم خُلق من نفس واحد، ثم جعل منهم رجال و نساء. لماذا جعل بعضهم رجالا و بعضهم الآخر نساء؟ حتی یتشکل نظام حیاتنا. و هذا لا بدّ منه لانه لو لم یخلقهما رجالا و نساء لما تشکل نظام الحیاة، فخلق بعضهم رجالا بممیزات رجالیة و بعضهم الآخر نساء بممیزات نسوانیة. و هذا ادی الی ان یوجد فوارق اساسیة بین الرجل و المرأة. و لو لم تکن هذه الفوارق، و قد جاء فیها الروایة التی قد قرأت لکم فی الاسبوع الماضی أیضا:

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا تَفَاوَتُوا فَإِذَا اسْتَوَوْا هَلَکُوا‏. (ابن بابویه، محمد بن علی، عيون أخبار الرضا عليه السلام‏، 2/53)

فلو اعتقد أحد ان هذا التفاوت بین الرجل و المرأة یوجب الخلاف بینهما، (و الحق ان هذا التفاوت لا یوجب الخلاف و انما عدم التوجه الی هذا التفاوت یوجب الخلاف و النزاع بینهما)، و اعترض: أ و لم یکن أفضل ان یخلق الله سبحانه الرجال و النساء مساوین؟ فسوف نبین أنه اذا استووا فهذا یوجب أن الحیاة لا یتشکل اصلا.

توجب هذه الفوارق اولا: الرقیة و النمو فی حیاة الانسان. و قد بینت لکم فی الاسبوع الماضی أن هذه الفوارق توجب ان یترقی الانسان فی حیاته، و یتکامل، و یتقوی مادیا و معنویا. لان هذه الفوارق فی عین ان تطلب قضاء حاجة من أحدهما، تقضی حاجة له. و هذا الارتباط بین قضاء الحاجة و طلب قضاء الحاجة فی نفس الوقت، یشکل الحیاة، و یوجد الحرکة.

و ثانیا: جعلت هذه الفوارق فی الرجال و النساء لأن وظائفهم فی عالم التکوین تختلف. الله تبارک و تعالی قد جعل نظام هذا العالم علی وجه، کلما ولد طفل فی هذه الدنیا، فقد خلق له من قبل مراقب یراقبه بقضاء حوائجه. و بصورة کلیة لکل انسان نوعان من الحوائج، الحوائج المادیة کالحاجة الی اللباس والغذاء و السکن و و و... و الحوائج المعنویة کحاجته الی الصلاة و المناجات، و الحاجة الی ان یربّی کشخصیة معنویة و الحاجة الی اطمئنان مقدس و التقرب الی الله سبحانه، فهذه حوائج الناس اجمعین. و نظرا الی هذا قد جعل الله تعالی لکل واحد من الناس مراقبان الأب و الأم. و من حیث أن وظیفة کل واحد من الأب و الأم تختلف من وظیفة الآخر، فقد جعل فی کل واحد منهما ممیزات و طاقات تختلف عن ممیزات و قوات الآخر تناسب وظیفته. هذه الممیزات و الفوارق تستطیع ان توجد ارضیة التربیة الصحیحة المطلوبة. فاذا احتاج الطفل الی اللباس و الغذاء و السکن و سائر الامور المادیة، فیؤدی الوالد وظیفته و یحاول ان یقضی حوائجه المادیة هذه. و لو احتاج الطفل الی المعنویة و التربیة السلیمة الالهیة فوظیفة الأم ان تحاول ان تقضی حوائجه المعنویة و الفطریة و قد حباها الله سبحانه وسائل تستخدمها المرأة حتی تقضی الحوائج المعنویة الفطریة لطفلها. فهذه هی الحکمة فی خلق کل واحد من الرجل و المرأة بممیزات تختص به. و قلنا إن هذه الفوارق تقضی حوائج و تطلب قضاء حوائج أخری.

الیوم ارید ان ابین لکم هذه الحوائج و کیف تُقضی هذه الحوائج علی اساس ممیزات الرجال و النساء. ذکرنا دور الرجل فی الأسرة. یستطیع الرجل ان یؤدی دوره فی ساحة الإنتاج حسب الطاقات التی اعطاه الله. و لهذا من حاجات الاساسیة للرجال أنه یرید ان یُعتمد علی قوته، هو یحبّ ان تعترف زوجته بثراه. الله سبحانه و تعالی قد خلق الرجل اقوی من النساء، فبنایة جسد الرجل اقوی من بنایة جسد النساء. لم هذا؟ لأن دور الرجل فی الأسرة و المجتمع هو الانتاج المادی و قضاء الحوائج المادیة و هذا لا یحصل الا اذا کان الرجل قویا. و لهذا خلقه الله سبحانه و تعالی قویا. و حاجة المرء ان یُعترف قوته من قبل زوجته. فحدیث قلب رئیس الأسرة هو ان تعترف زوجته بثراه و تعتمد علیه. فالرجل الذی لا تعترف زوجته بقوته و قدرته هذه و لا تعتمد علیه، فهذا الرجل قد یفقد اعتماده علی النفس، و هذا خطیر. فلو قیل لرجل أنک ضعیف لا تستطیع ان تعمل شیئا، أو تحصل علی هدف و أنک قطیع الهمة، فهو ایضا یبدو یقبل هذا و یری ان قواته لا تستطیع ان تقضی حوائج عائلته لا سیما زوجته، و بالنتیجة یقبل ان وجوده لا فائدة له و هو قطیع الهمة. فایتها النساء الأعزات الحاضرات فی الجلسة! علیکن ان تتوجهن الی ذلک أن هذا من حوائج الاساسیة لزوجکم، علیکم ان تقروا بثراه و لا ینبغی ان تنکرین تخصصه أو ثراه و طاقاته، و لا ان تستخدمین عبارات ک «أنک لا تستطیع» أو «أنک قطیع الهمة»، و و و ... لأن العبارات من هذا القبیل کالسمّ المهلک فی الحیاة. ایتها الاخوات الاعزات! ایاکن ان تبتهرن بطاقات و قوات ازواج نساء أخری أما ازواجکنّ. لعلکن لا تقصدین من ذکر ازواج نساء أخری شیئا، و لکن مع ذلک تتنبهن الی انکن عندما تتفاخرن عن ازواج نساء أخری مثلا تقلن أن زوج أختک، أو زوج صدیقتک، أو زوج إمرأة أخری اشتری لها سیارة او ذهب بها رحلة تفریحیة الی مکان کذائی، أو اشتری لها حلیة کذائیة و و و... فهذا سوف یبغض زوجک لأنه یظنّ کأنک تتکلمین عن ضعفه و قطع همته و عدم استطاعته لقضاء حوائجک. هذا الموضوع قد لا تراعیه بعض الأخوات، و تتفاخر أمام زوجهنّ بازواج نساء أخری، و هذا یبغض الرجل، و لیس هذا الا لأن الله منحه قوة و قدرة و طبعا صارخا. و لو لم یصبر الرجل فهو سوف یستفید من هذه القوة بصورة سلبیة، و هذا یؤدی الی الخلاف بین الرجل و زوجته و یسبب نتائج سلبیة کثیرة. ماذا کان سبب هذا الخلاف و النزاع؟ عدم رعایة هذا الموضوع من قبل الزوجة. فما هو الحل، و ماذا ینبغی ان یفعل حتی لا تقع هکذا الحوادث السلبیه؟ اذکر هذا خطابا للأخوات الحاضرات فی الجلسة: قلن لأزواجکنّ أنکنّ قد اعترفتنّ بقوته و محاولاته، و تجاربه، و و و... نعم یمکن ان حاولت للوصول الی شیئ طلبناه منک، و لکنک لم تنجح، و لکن هذا لیس معناه انک ضعیف او قطیع الهمة، لا بأس بهذا. الله سوف ینصرنا، و اذا شاء الله سبحانه سوف نصل الی ما نرید، و ... فعلی الزوجة ان تُفهم زوجها أنها تعتمد علی قوة زوجها و محاولاته و تجاربه و تخصصه و و و... ایها الأخوات الحاضرات فی الجلسة! اذا رأیتن ان زوجک لم یستطع ان یحقق أمنیتکِ فلا تحملن هذا علی قطع همته أو ضعفه. و لا ینبغی ان تقلن له شیئا لا یحبه حتی بأعینکنّ و آثار وجوهکنّ. اعلمن انکنّ اذا طلبتنّ من زوجک شیئا فهو یحاول ان یحقق ما طلبتنّ بکل ما استطاع، لأنه خُلق علی هذه الصفة و المیزة، فلو لم یستطع، فهذا لا یدل علی ضعفه. فلا تستخدمن عبارات من قبیل «أنک قطیع الهمة» أو «أنک لو استطعت، لفعلت» أو « لم تستطع اصلا ان تحقق أمنیتی حتی الآن» أو «متی استطعت ان تقضی طلبتی حتی یکون هذا مرة ثانیة» و ... العبارات من هذا القبیل مهلکة و مخربة. المرأة التی اکرمت زوجها، و اعترفت بقواته و طاقاته و ثراه فطوبی لها. جاء فی روایة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ علیهم السلام قَال‏: طُوبَى لِامْرَأَةٍ رَضِيَ عَنْهَا زَوْجُهَا. (عيون أخبار الرضا عليه السلام‏، ابن بابويه، محمد بن على‏، 2/11)

فقد ذکرتُ إحدی حوائج الرجال. و الآن أرید ان اذکر حاجة من حوائج النساء نظرا لممیزاتهنّ. و علی الرجال ان یراعوا هذه الممیزات و یحاولوا ان یقضوا لهنّ هذه الحاجة التی سوف اذکر.

جاء فی روایة عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَا أَظُنُّ رَجُلًا يَزْدَادُ فِي الْإِيمَانِ خَيْراً إِلَّا ازْدَادَ حُبّاً لِلنِّسَاءِ. (کلينى، محمد بن يعقوب‏، الکافی، 10/561)

حب النساء من الحوائج الرئیسیة للنساء فیجب ان تقضی هذه الحاجة. المرأة تحتاج الی المحبة. لماذا؟ لأن الله سبحانه قد جعل فیها صفة و هی الإحتماء. المرأة دائما تطلب الحمایة و الأمن. فیجب ان تقضی لها هذه الحاجة. کیف نقضی هذه الحاجة؟ بإبراز المحبة. فی کثیر من الأحیان یأتی الینا رجال یتشاورون حول مشاکلهم الأسریة، و بعد البحث نحصل علی نتیجة أن علیهم ان یبرزوا حبهم لزوجاتهم،  لأن زوجاتهم یعترضن أن ازواجهنّ لا یبرزون حبهم لهنّ. فهؤلاء الرجال یجیبون: أنا قد هیّئت لها جمیع ما تحتاج فی الحیاة و اشتریت کل ما شائت و طلبت، فماذا کان علیّ ان افعل غیر کل ما فعلت لها؟ أیها الإخوة! هذا لا یکفی، علیکم ان تبرزوا حبّکم لهنّ. جاء فی روایة عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم: قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّکِ لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً. (شيخ حر عاملى، محمد بن حسن‏، وسائل الشیعة، 20/23)

فإبراز الحبّ لازم. قال الله سبحانه و تعالی:

وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ في‏ ذلِکَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَکَّرُون‏. (الروم، 21)

فالله سبحانه و تعالی قد جعل فی بین الزوجین مودة، و المودة تختلف عن المحبة، لأن المراد منها ابراز المحبة. کون المحبة عینیا لازم، و علی الرجل ان یُری إمرأته محبته عینیا بالکلام، و الافعال و الابراز. فجعل الله تبارک و تعالی بین الزوجین هذه المودة حتی تقضی حاجة المرأة ای طلب الاحتماء و المحبة، و طلب الأمن. و ابراز المحبة عندهن لطیف و عذب الی حد لا یخرج من قلبهنّ ابدا. و هذا ما قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّکِ لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً. (شيخ حر عاملى، محمد بن حسن‏، وسائل الشیعة، 20/23)

فعلی الرجال ان یحبوا نسائهم، و یقضوا لهنّ هذه الحاجة العاطفیة. فلو لم تقض لهنّ هذه الحاجة فیمکن (و العیاذ بالله) ان یخسر خسارات جسیمة یتعذر اصلاحها. حب النساء أهم الی أنه قد جعل میزانا لحبنا أهل البیت علیهم الصلاة و السلام. جاء فی روایة عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: کُلُّ مَنِ اشْتَدَّ لَنَا حُبّاً اشْتَدَّ لِلنِّسَاءِ حُبّا. (شيخ حر عاملى، محمد بن حسن‏، وسائل الشیعة، 20/24)

فابراز الحب بالنسبة لنسائنا لازم و لا تشکوا فی هذا و أبرزوا الحب بالنسبة لنسائکم قبل ان تتضیع الفرصة. فیجب ان نبرز الحب لنسائنا بکل ما استطعنا من الکلام و الابتسامة و اشتراء الهدایا و ... جاء فی روایة عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْهَدِيَّةُ تَجْلِبُ الْمَحَبَّة. (مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل‏، نوری، حسین بن محمد تقی، 13/207)

ألخص لکم کلامی فی بضعة کلمات. إنّ طریق السعادة فی أمور الأسرة هو رعایة التقوی فی التعامل مع العائلة. و لکل واحد من الزوج و الزوجة وظائف، و علی اساس هذه الوظائف قد اعطاهما الله ممیزات و صفات. هذه الممیزات ادّت الی ایجاد حوائج فی الرجال و النساء. و کلما حاول واحد من الزوج و الزوجة ان یقضی حاجة صاحبه، فهذا فی نفس الوقت یقضی حاجته ایضا. و من حوائج الرجال أن تعتمد الزوجة علی قوته و لیاقته و استعداده. و من حوائج النساء أنهن یحتجن الی المحبة و ابرازها. ان شاء الله سوف نذکر سائر الحوائج فی الجلسات الآتیة.

اللهم بحق محمد و آل محمد، کثّر حبنا لعائلتنا لا سیما زوجاتنا، اللهم ارزقتنا توفیق رعایة التقوی لا سیما التقوی فی التعامل مع الأسرة، و عجل فی فرج مولانا صاحب العصر و الزمان، اللهم اغفر لنا، و انصر الاسلام و أهله و أعز الاسلام و أهله، و اجعل عاقبتنا خیرا، و ارزقنا حلالا طیبا.

اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرج آل محمد.

الخطبة الثانیة للجمعة 30  فروردین 1398ش، الموافق 13 شعبان 1440ق، الموافق 19  ابریل 2019م.

عباد الله! اوصیکم و نفسی بتقوی الله.

الاسبوع القادم اسبوع مبارک و معنوی و قیم. و قد وصلنا الی قروب النصف من شعبان. شعبان فرصة قیمة لتقویة معنویاتنا، حتی ندرک الشهر العظیم، شهر رمضان المبارک. و لم یبق مدة مدیدة الی شهر رمضان، طوبی لمن استفاد من شهر شعبان و استطاع ان یهیّئ نفسه لضیافة الله سبحانه. فی الاسبوع القادم مولد قطب دائرة الامکان، صاحب العصر و الزمان، بقیة الله الاعظم، حجة بن الحسن العسکری علیه الصلاة و السلام فأبارک لکم أجمعین بمناسبة مولده الشریف. و أیضا الیوم و الغد و الیوم بعد الغد هی أیام البیض، و هناک اعمال خاصة قد نقل لهذه الأیام، منها الصیام و زیارة الامام الحسین علیه السلام. و أرجو ان تراجعوا الی کتاب مفاتیح الجنان حتی تعرفوا اعمال هذه الایام المبارکة، لکی تستطیعوا ان تستفیدوا من برکات هذه الایام. فهذه فرصة قیمة و علینا ان نستغلها، قبل ان تفوت. لاننا لا نعلم ان هذه الفرصة تتکرر لنا مرة أخری أو لا، و لا نعرف اننا نبقی حیا الی السنة الآتیة او لا. فعلینا ان نستغل الفرصة و نستفید منها.

و قلت إن فی الاسبوع القادم نصف شهر شعبان، و لیلة النصف من شعبان فرصة عظیمة. و قد أوصینا بإحیاء هذه اللیلة من قبل أهل البیت علیهم السلام. فروی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: سُئِلَ الْبَاقِرُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ فَضْلِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ: هِيَ أَفْضَلُ لَيْلَةٍ بَعْدَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فِيهَا يَمْنَحُ اللَّهُ (تَعَالَى) الْعِبَادَ فَضْلَهُ، وَ يَغْفِرُ لَهُمْ بِمَنِّهِ، فَاجْتَهِدُوا فِي الْقُرْبَةِ إِلَى اللَّهِ (تَعَالَى) فِيهَا، فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ آلَى اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ أَلَّا يَرُدَّ سَائِلًا لَهُ فِيهَا مَا لَمْ يَسْأَلْ مَعْصِيَةً، وَ إِنَّهَا اللَّيْلَةُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بِإِزَاءِ مَا جَعَلَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِنَبِيِّنَا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ وَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ)، فَإِنَّهُ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ (تَعَالَى) فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ وَ حَمَّدَهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ کَبَّرَهُ مِائَةَ مَرَّةٍ، غَفَرَ اللَّهُ (تَعَالَى) لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ مَعَاصِيهِ، وَ قَضَى لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، مَا الْتَمَسَهُ مِنْهُ، وَ مَا عَلِمَ حَاجَتَهُ إِلَيْهِ وَ إِنْ لَمْ يَلْتَمِسْهُ مِنْهُ، کَرَماً مِنْهُ (تَعَالَى) وَ تَفَضُّلًا عَلَى عِبَادِهِ. (طوسى، محمد بن الحسن‏، الأمالی، 297)

و ایضا جاء فی روایة أخری: کَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ يُعْجِبُنِي أَنْ يُفَرِّغَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ فِي السَّنَةِ أَرْبَعَ لَيَالٍ- لَيْلَةَ الْفِطْرِ وَ لَيْلَةَ الْأَضْحَى وَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ. (طوسى، محمد بن الحسن‏،  مصباح المتهجّد و سلاح المتعبّد، 2/852)

فارجو ان نسفید من هذه اللیلة المبارکة، و نقوم بأعمال أوصینا بأدائها فی هذه اللیلة. هذه الایام منسوبة الی صاحب عصرنا، فهذه الایام فرصة لنزید فی معرفتنا بالنسبة الی صاحب عصرنا. فی بعض الاحیان، لا تسمح مشاغل حیاتنا ان نؤدی بعض وظائفنا الاساسیة، و من هذه الوظائف الاساسیة و الحوائج الاصلیة، معرفتنا إمام زماننا، لاننا لو لم نعرفه و متنا فسوف یکون موتنا علی الجاهلیة. جاء فی روایة: مَنْ مَاتَ وَ لَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. (خزاز رازى، على بن محمد، کفاية الأثر في النصّ على الأئمة الإثني عشر، 296)

فهذا تهدید شدید، لأن الموت من دون معرفة الامام، هو میتة الجاهلیة. هذه الایام فرصة قیمة لمعرفة امام زماننا. و یمکننا ان نقوم بهذه المهمة بمطالعة الکتب حول صاحب عصرنا، و بالمشارکة فی الحفلات المقامة بهذه المناسبة. و ایضا ینبغی ان ننشر معرفته علیه السلام الی کل من حولنا، و لهذه المهمة طرق عدیدة، منها نقل الاحادیث حول امام زماننا، و بیان اسرار و حکمة غیبته علیه السلام، و بیان آثار و فوائد وجوده المبارک و لو فی الغیبة و تقسیم الحلویات مع توضیح أن هذه الحلویات بمناسبة مولد منجی البشریة صاحب عصرنا ووو...

و ایضا ارید ان اتکلم عن السیول فی المناطق المختلفة من بلدتنا. مع ان هذه السیول اضرتنا کثیرا، و لکن مع ذلک نشکر الله علی انه سقی بلدتنا بالأمطار بعد جفاف سنوات عدیدة. و الناس من المناطق التی تأثرت بهذه السیول، قد تضرروا اضرارا کثیرة، و هم یحتاجون الی نصرتنا، فعلینا ان ننصرهم بکل ما استطعنا من نصرة مادیة و معنویة. و نحن سوف نکون نائب زیارة فی قم و جمکران و المشهد المقدس عن کل من ساهم فی الحمایة عن هؤلاء الإخوة المتأثرین المتضررین بالسیول، هذا ما بأیدینا، و علیکم ما بأیدیکم.

اللهم ننشدکم بنورانیة وجود إمام زماننا المقدس ارزقتنا جمیعا توفیق خدمة المسلمین، و نصرتهم، و تفضل علینا بتوفیق الاستفادة من بقیة شهر شعبان المعظم، و أعز الاسلام و أهله، و اجعل عاقبة أمورنا أجمعین خیرا.

اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرجهم.