۱۳۹۷/۵/۲۳   1:7  زيارة:1222     ارشیو خطبات نماز جمعه


خطبة الصلاة الجمعة 27 ذی القعده موافقا ل 10 أغسطس 2018

 


الخطبة الاولی للجمعة 19 مرداد 1397ش، الموافق 27 ذی القعدة 1439ه، الموافق 10 أغسطس 2018م.

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمین والصلاة و السلام علی محمد و آله طیبین الطاهرین المعصومین. امام بعد:

أرحب جمیع الإخوة و الأخوات الکرام فی یوم الجمعة هذا. الذین قد أتوا من قریب و بعید لصلاة الجمعة إجابةً لنداء الله تعالی.

ففی هذا الوقت الشریف ندعو الله لإمام زماننا.

بسم الله الرحمن الرحیم. اللّهمّ کن لوليّک الحجّة بن الحسن صلواتک عليه و على آبائه في هَذه السّاعة و في کلّ ساعة وليّاً و حافظاً و قائداً و ناصراً و دليلًا و عيناً حتّى تسکنه أرضک طوعاً و تمتّعه فيها طويلا.

اللهم بلغ سلامنا إلی سیدنا و مولانا إمام زماننا.

قد تعلمنا من دعاء دحو الارض أنه ینبغی أن یکون من جملة دعائنا هذا الدعاء: اللهم بلغ سلام مولانا القیم إلینا.

أوصی نفسی و الإخوة و الأخوات اجمعین بتقوی الله. اتقوا الله و أدّوا الواجبات و اجتنبوا المحرمات.

قال الله تبارک و تعالی فی سورة الزلزلة:

«يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها» (الزلزلة، 4)

أنّ الأرض ستحدث یوما أخبارها التی تخفیها. ورد روایة عن النبی الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم:

«تَحَفَّظُوا مِنَ الْأَرْضِ فَإِنَّهَا أُمُّکُمْ وَ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ يَعْمَلُ خَيْراً أَوْ شَرّاً إِلَّا وَ هِيَ مُخْبِرَةٌ بِهِ» (المجلسى، محمد باقر بن محمد التقى‏، بحار الأنوار، 7/97)

«و قال ابو سعيد الخدري: إذا کنت بالبوادي فارفع صوتک بالأذان، فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: لا تسمعه جن و لا انس و لا حجر الا يشهد له» (العروسى الحويزى، عبد على بن جمعة، تفسیر نور الثقلین، 5/649)

فلو ارتکبنا ذنبا أو معصیة فی الأرض (أعاذنا الله منها)، فهی تشهد علینا یوم القیامة بهذا الذنب الذی قد ارتکبنا فیها إلّا أن نتوب...

قد ورد فی حدیث عن أمیر المؤمنین علیه السلام أذکر لکم مضمونها: لو تاب أحد و کان فی توبته صادقا و نادما علی ما فعل من الذنوب و المعاصی، و عزم أنه لن یرجع الی المعصیة فی المستقبل فالله تعالی یأمر شاهدی الاعمال أن ینسوا ما شاهدوه.

فالملک الکاتب ینسی، الارض الشاهدة تنسی، فالله تعالی یتوب علیه و یغفر ذنوبه و یمحوها کأنه لم یفعل أی ذنب و الشاهدون قد نسوا بأمر الله و هذا کله لتوبته الصادقة. و هذا من فضل الله تعالی علی عباده.

قد تکلمنا فی الاسابیع الستة الماضیة حول ممیزات الاسلام. فقد ذکرت لکم بعض الممیزات فی هذه الاسابیع. الیوم سأتکلم بمناسبة شهر ذی الحجة فی میزة قد تکلمت حولها قبل اسبوعین، و هی العبودیة. فالیوم اتکلم فی العبودیة بمثال جدید. قد ذکرت لکم قبل ذلک أنّ الکون لم یخلق عبثا بل لخلقته هدف و غرض.

قال العلامة المرحوم سماحة محمد حسین الطباطبائی: لا نقول: إنّ لله تعالی هدف. لیکون نقصا فی ذات الله. بل نقول: الخلقة ذو هدف و غرض. و الهدف المذکور فی القرآن هو العبودیة کما قال الله تعالی:

«وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون‏» (الذاریات، 56)

تلمیذ العلامة المرحوم، آیة الله الجوادی (دامت برکاته) یقول: هذا الهدف هدف متوسط لأنه مقدمة لهدف آخر هو ارفع منه درجة، کما فی القرآن:

«يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ الَّذي خَلَقَکُمْ وَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُون‏» (البقرة، 21)

فعلی هذه الآیة تکون العبودیة مقدمة للتقوی. فالتقوی هدف ارفع درجة من العبودیة. و لکننا نقرء فی الآیات الأخری أنّ الله تعالی یقول:

«اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُون‏» (آل عمران، 130)

فعلی هذه الآیه نقول: إنّ التقوی ایضا لیس هدفا نهائیا بل هو مقدمة لهدف آخر و هو الفلاح..

فإلی الآن عرفنا أنّ من اهداف الخلقة العبودیة. و المراد من العبودیة أن نطیع کل ما أمرنا مولانا. فلو قال: هذا واجب، نفعله. و اذا قال هذا حرام فنترکه. هذا هو معنی العبد و العبودیة.

ابن ابی العوجاء کان رجلا مادیا و بتعبیر عصرنا کان ماتریالیستیا.

«فَأَتَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَلَسَ إِلَيْهِ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ نُظَرَائِهِ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ الْمَجَالِسَ أَمَانَاتٌ وَ لَا بُدَّ لِکُلِّ مَنْ بِهِ سُعَالٌ أَنْ يَسْعُلَ أَ فَتَأْذَنُ فِي الْکَلَامِ فَقَالَ تَکَلَّمْ فَقَالَ إِلَى کَمْ تَدُوسُونَ هَذَا الْبَيْدَرَ وَ تَلُوذُونَ بِهَذَا الْحَجَرِ وَ تَعْبُدُونَ هَذَا الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ بِالطُّوبِ وَ الْمَدَرِ وَ تُهَرْوِلُونَ حَوْلَهُ هَرْوَلَةَ الْبَعِيرِ إِذَا نَفَرَ إِنَّ مَنْ فَکَّر فِي هَذَا وَ قَدَّرَ عَلِمَ أَنَّ هَذَا فِعْلٌ أَسَّسَهُ غَيْرُ حَکِيمٍ وَ لَا ذِي نَظَرٍ فَقُلْ فَإِنَّکَ رَأْسُ هَذَا الْأَمْرِ وَ سَنَامُهُ وَ أَبُوکَ أُسُّهُ وَ تَمَامُهُ.

 فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عدة جملات فی جوابه اذکر لکم واحدة منها:

هَذَا بَيْتٌ اسْتَعْبَدَ اللَّهُ بِهِ خَلْقَهُ لِيَخْتَبِرَ طَاعَتَهُمْ فِي إِتْيَانِه‏» (ابن بابويه، محمد بن على‏، من لا یحضره الفقیه، 2/249)

فلا یعبد الناس البیت بل جعله الله وسیلة و طریقا لامتحان الناس لیعلم المطیع من العاصی.

و ورد فی روایة أخری:

«أَنَّهُ لَمَّا رَجَعَ مَوْلَانَا زَيْنُ الْعَابِدِينَ علیه السلام مِنَ الْحَجِّ اسْتَقْبَلَهُ الشَّبْلِيُّ فَقَالَ علیه السلام لَهُ: حَجَجْتَ يَا شَبْلِيُّ؟ قَالَ نَعَمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ علیه السلام أَ نَزَلْتَ الْمِيقَاتَ وَ تَجَرَّدْتَ عَنْ مَخِيطِ الثِّيَابِ وَ اغْتَسَلْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ علیه السلام فَحِينَ نَزَلْتَ الْمِيقَاتَ نَوَيْتَ أَنَّکَ خَلَعْتَ ثَوْبَ الْمَعْصِيَةِ وَ لَبِسْتَ ثَوْبَ الطَّاعَةِ قَالَ لَا قَالَ فَحِينَ تَجَرَّدْتَ عَنْ مَخِيطِ ثِيَابِکَ نَوَيْتَ أَنَّکَ تَجَرَّدْتَ مِنَ الرِّيَاءِ وَ النِّفَاقِ وَ الدُّخُولِ فِي الشُّبُهَاتِ قَالَ لا قَالَ علیه السلام فَحِينَ اغْتَسَلْتَ نَوَيْتَ أَنَّکَ اغْتَسَلْتَ مِنَ الْخَطَايَا وَ الذُّنُوبِ قَالَ لَا قَالَ علیه السلام فَمَا نَزَلْتَ الْمِيقَاتَ وَ لَا تَجَرَّدْتَ عَنْ مَخِيطِ الثِّيَابِ وَ لَا اغْتَسَلْتَ ثُمَّ قَالَ علیه السلام تَنَظَّفْتَ وَ أَحْرَمْتَ وَ عَقَدْتَ بِالْحَجِّ قَالَ نَعَمْ قَالَ علیه السلام فَحِينَ تَنَظَّفْتَ وَ أَحْرَمْتَ وَ عَقَدْتَ الْحَجَّ نَوَيْتَ أَنَّکَ تَنَظَّفْتَ بِنُورَةِ التَّوْبَةِ الْخَالِصَةِ لِلَّهِ تَعَالَى قَالَ لَا قَالَ علیه السلام فَحِينَ أَحْرَمْتَ نَوَيْتَ أَنَّکَ حَرَّمْتَ عَلَى نَفْسِکَ کُلَّ مُحَرَّمٍ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لَا قَالَ فَحِينَ عَقَدْتَ الْحَجَّ نَوَيْتَ أَنَّکَ قَدْ حَلَلْتَ کُلَّ عَقْدٍ لِغَيْرِ اللَّهِ قَالَ لَا قَالَ لَهُ علیه السلام مَا تَنَظَّفْتَ وَ لَا أَحْرَمْتَ وَ لَا عَقَدْتَ الْحَجَّ قَالَ علیه السلام لَهُ أَ دَخَلْتَ الْمِيقَاتَ وَ صَلَّيْتَ رَکْعَتَيِ الْإِحْرَامِ وَ لَبَّيْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ علیه السلام فَحِينَ دَخَلْتَ الْمِيقَاتَ نَوَيْتَ أَنَّکَ بِنِيَّةِ الزِّيَارَةِ قَالَ لَا قَالَ فَحِينَ صَلَّيْتَ الرَّکْعَتَيْنِ نَوَيْتَ أَنَّکَ تَقَرَّبْتَ إِلَى اللَّهِ بِخَيْرِ الْأَعْمَالِ مِنَ الصَّلَاةِ وَ أَکْبَرِ حَسَنَاتِ الْعِبَادِ قَالَ لَا قَالَ فَحِينَ لَبَّيْتَ نَوَيْتَ أَنَّکَ نَطَقْتَ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ بِکُلِّ طَاعَةٍ وَ صُمْتَ عَنْ کُلِّ مَعْصِيَةٍ قَالَ لَا قَالَ لَهُ علیه السلام مَا دَخَلْتَ الْمِيقَاتَ وَ لَا صَلَّيْتَ وَ لَا لَبَّيْتَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَ دَخَلْتَ الْحَرَمَ وَ رَأَيْتَ الْکَعْبَةَ وَ صَلَّيْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَحِينَ دَخَلْتَ الْحَرَمَ نَوَيْتَ أَنَّکَ حَرَّمْتَ عَلَى نَفْسِکَ کُلَّ غِيبَةٍ تَسْتَغِيبُهَا الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ قَالَ لَا قَالَ فَحِينَ وَصَلْتَ مَکَّةَ نَوَيْتَ بِقَلْبِکَ أَنَّکَ قَصَدْتَ اللَّهَ قَالَ لَا قَالَ علیه السلام فَمَا دَخَلْتَ الْحَرَمَ وَ لَا رَأَيْتَ الْکَعْبَةَ وَ لَا صَلَّيْتَ ثُمَّ قَالَ طُفْتَ بِالْبَيْتِ وَ مَسِسْتَ الْأَرْکَانَ وَ سَعَيْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ علیه السلام فَحِينَ سَعَيْتَ نَوَيْتَ أَنَّکَ هَرَبْتَ إِلَى اللَّهِ وَ عَرَفَ مِنْکَ ذَلِکَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ قَالَ لَا قَالَ فَمَا طُفْتَ بِالْبَيْتِ وَ لَا مَسِسْتَ الْأَرْکَانَ وَ لَا سَعَيْتَ ثُمَّ قَالَ لَهُ صَافَحْتَ الْحَجَرَ وَ وَقَفْتَ بِمَقَامِ إِبْرَاهِيمَ علیه السلام وَ صَلَّيْتَ بِهِ رَکْعَتَيْنِ قَالَ نَعَمْ فَصَاحَ علیه السلام صَيْحَةً کَادَ يُفَارِقُ الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ آهِ آهِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام مَنْ صَافَحَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فَقَدْ صَافَحَ اللَّهَ تَعَالَى‏» (نورى، حسين بن محمد تقى‏، مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل‏، 10/166-168)

الحدیث طویل، فلو رزقنی الله تعالی عمرا إلی الجمعة الآتیة فأستطرد الحدیث و اذکر لکم اسرار الحج بلسان الامام السجاد علیه السلام إن شاء الله تعالی.

الآن أرید أن أذکر جملة عن الامام أبی جعفر محمد الباقر علیه السلام استکمالا لجواب فکرة ابن ابی العوجاء، قال الامام علیه السلام:

«إِنَّمَا أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَأْتُوا هذِهِ الْأَحْجَارَ، فَيَطُوفُوا بِهَا، ثُمَّ يَأْتُونَا، فَيُخْبِرُونَا بِوَلَايَتِهِمْ، وَ يَعْرِضُوا عَلَيْنَا نَصْرَهُم‏» (الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، 9/246)

تطوفون البیت سبعة أشواط. فإذا وصلتم الحجر، فبایعوا الله تعالی و اعرضوا نصرکم علی الإئمة الطاهرین علیهم السلام، و فی زماننا هذا، نعرض نصرنا علی إمام زماننا الغائب عجل الله تعالی فرجه الشریف، فإذا وصلنا إلی الحجر فنقول لإمام زماننا: یا بقیة الله و نصرتی لکم معدّة.

اللهم اغفر للمؤمنین و المؤمنات و المسلمین و المسلمات الاحیاء منهم و الاموات.

الخطبة الثانیة للجمعة 8 تیر 1397ش، الموافق 15 شوال 1439ه، الموافق 29 یونیو 2018م.

بسم الله الرحمن الرحیم

اللهم اجعلنا و ذریتنا و والدینا و إخوتنا و أخواتنا شاملین فی دعاء إمام زماننا الخیر.

أوصینی و أیاکم و الإخوة و الأخوات اجمعین بتقوی الله.

ذکر الامام السجاد علیه السلام  فی دعائه مکارم الاخلاق بضعة و عشرین میزة للمتقین، قد ذکرنا منها بعضها.

و الیوم سنتکلم فی میزة أخری. فقال الامام علیه السلام:

«وَ أَلْبِسْنِي زِينَةَ الْمُتَّقِين‏ ... وَ خَفْضِ الْجَنَاح‏» (الصحیفة السجادیة، و کان من دعائه علیه السلام فی مکارم الأخلاق و مرضی الأفعال، ص96)

«الخفض» ضد «الرفع» و المراد منه التواضع مع المحبة. فمن اراد أن یتقی فیلزم أن یکون متواضعا. التقوی لا یتعاطف مع التکبر. فقال الله تعالی:
«إِنَّ الَّذينَ کَذَّبُوا بِآياتِنا وَ اسْتَکْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ في‏ سَمِّ الْخِياط» (الأعراف، 40)

فلا یمکن أن یکون أحد متقیا إلا مع التواضع المقارن بالمحبة. فیجب أن نکون مشفقین و لطیفین للآخرین کدجاجة تأخذ دیوکها تحت جناحیه.

الیوم سأذکّرکم بثلاث:

الاول: شهر ذی الحجة قریب. نقل المرحوم الشیخ عباس القمی فی مفاتیح الجنان عن النبی صلی الله علیه و آله و سلم:

«ما من أيّام العمل الصالح فيهنّ أحبّ إلى اللَّه من هذه الأيّام العشرة» مفاتیح الجنان، فصل أعمال شهر ذی الحجة، 277)

قال الله تعالی:

«لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَ يَذْکُرُوا اسْمَ اللَّهِ في‏ أَيَّامٍ مَعْلُومات‏» (الحج، 28)

و قد ورد فی تفسیر «ایام معلومات»: أنّ المراد منها العشرة الاولی من شهر ذی الحجة. (طوسى محمد بن حسن‏، التبیان فی تفسیر القرآن، 7/310(

الایام التی ذهب موسی کلیم الله علیه السلام لمیقات ربه، قد بدئت من أول ذی القعدة فأقام هناک ثلاثین لیلة کما وعده الله تعالی ثم أتمّها الله تعالی بعشر و هذا العشر کان من أول ذی الحجة إلی عاشرها، فتمّ میقات ربه أربعین لیلة. (الأعراف، 142)

لو اردنا أن ندرک ثواب الحاجین فقد ذکر له عدة طرق فی الروایات، منها:

الاول: نظر المحبة إلی الوالدین. کان النبی صلی الله علیه و آله و سلم یخطب فقال: من رأی إلی وجه والدیه بالمحبة فکتب الله له ثواب حجة. فقام رجل و قال: یا رسول الله! لو نظرت إلی والدیّ مأة مرة بالمحبة فیکتب الله لی ثواب مأة حجة؟ فقال صلی الله علیه و آله و سلم: نعم.

و قد ورد فی روایة أخری مضمونها: لو ضرب الوالدان الولد ظلما (ای لم یکن الولد مستحقا للعقاب)، فنظر الیهما نظرة مغضب، فهو عقوق الوالدین.

فلهما حرمة عظیمة. یکتب الله علی النظر الی وجهما ثواب حجة.

الثانی: هذا العمل العبادی الذی قد جئتم لأدائه ای الجمعة ایضا یساوی الحج. فقد ذکرت لکم روایة فی الجلسة الماضیة أنّه: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله و سلم يُقَالُ لَهُ قُلَيْبٌ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي تَهَيَّأْتُ إِلَى الْحَجِّ کَذَا وَ کَذَا مَرَّةً فَمَا قُدِّرَ لِي فَقَالَ لَهُ يَا قُلَيْبُ عَلَيْکَ بِالْجُمُعَةِ فَإِنَّهَا حَجُّ الْمَسَاکِين‏» (طوسى، محمد بن الحسن‏، تهذیب الأحکام، 3/237)

الثالث: نقل المرحوم عباس القمی فی مفاتیح الجنان نقلا عن خلاصة الأذکار: قالت فاطمة سلام الله علیها: دخل عليّ رسول اللّه و قد افترشت فراشي للنوم، فقال: يا فاطمة، لا تنامي إلّا و قد عملت أربعة: ختمت القرآن، و جعلت الأنبياء شفعاءک، و أرضيت المؤمنين عن نفسک، و حججت و اعتمرت، قال هذا، و أخذ في الصلاة، فصبرت حتّى أتمّ صلاته. قلت: يا رسول اللّه، أمرت بأربعة لا أقدر عليها في هذا الحال. فتبسّم صلى اللّه عليه و آله و سلم و قال: إذا قرأت «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرّات فکأنّک ختمت القرآن؛ و إذا صلّيت عليّ و على الأنبياء قبلي کنّا شفعاءک يوم القيامة؛ و إذا استغفرت للمؤمنين رضوا کلّهم عنک، و إذا قلت: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أکبر، فقد حججت و اعتمرت‏.

فحتی الآن قد ذکرت لکم ثلاثة أعدال للحج. الاول نظر المحبة الی الوالدین. الثانی صلاة الجمعة، و الثالث قول سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اکبر.

العدل الرابع للحج: صلاة العشرة الاولی من شهر ذی الحجة. فهذه صلاة تصلی من أول ذی الحجة الی عاشرها بین صلاة المغرب و العشاء. هذه الصلاة رکعتان. و کیفیة ادائها، نکبّر و نقرء الحمد ثم آیة 142 من سورة الاعراف «وَ واعَدْنا مُوسى‏ ثَلاثينَ لَيْلَةً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ ميقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعينَ لَيْلَةً وَ قالَ مُوسى‏ لِأَخيهِ هارُونَ اخْلُفْني‏ في‏ قَوْمي‏ وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبيلَ الْمُفْسِدين‏» و کذلک فی الرکعة الثانیة.

فمن صلی هذه الصلاة فهو شریک فی ثواب الحاجین.

هذا هو التذکار الاول.

و أما التذکار الثانی: الیوم الاول من شهر ذی الحجة هو یوم تزوج فیه علی و فاطمة سلام الله علیهما. فأذکر لکم بعض نکات فی الزواج.

المسیحیة (المراد من المسیحیة هذه المسیحیة المعاصرة المحرّفة لان المسیحیة التی جاء بها عیسی علیه السلام من قبل الله تعالی فلم یکن کذلک) تعتقد بأن الزواج قبیح و شرّ فیقولون: الاصل أن لا یتزوج أحد و لکننا نجیزه لأنّنا لو لم نجزه فالناس یقعون فی ما هو اقبح من الزواج. فهذا من باب دفع الافسد بالفاسد. فهذا هو نظرة المسیحیة المحرّفة.

و لکن النبی صلی الله علیه و آله و سلم و الاسلام لا یقبله و لا یعتقد به. ورد فی روایة مضمونها أنّ إحدی نساء النبی صلی الله علیه و آله و سلم قالت له: جائت الیّ امرة قد تزوجت حدیثا فقلت لها: لما ذا لم تتزینی؟ فقالت: و لماذا اتزیّن و بعلی یصوم النهار و یقوم اللیل فلا یتوجه إلیّ و لا ینظر؟ فغضب النبی صلی الله علیه و آله و سلم الی أنّه مشی الی المسجد حافیا و لم یلبس عبائته و قال أخبروا المسلمین أن یأتوا الی المسجد اجمعین. ثم ارتفع علی المنبر و خطب: أنا لکم أسوة حسنة. فقد تزوجت و آتی نسائی. فترک الزواج أو هجران النساء لیس فی دینی. و لا رهبانیة فی دینی.

«النِّکَاحُ سُنَّتِي فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي‏» (شعيري، محمد بن محمد، جامع الأخبار، 101)

و فی روایة أخری: وَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِکٍ قَالَ: سَأَلَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله و سلم رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا فُلَانُ هَلْ تَزَوَّجْتَ قَالَ لَا وَ لَيْسَ عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ قَالَ أَ لَيْسَ مَعَکَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ قَالَ بَلَى قَالَ رُبُعُ الْقُرْآنِ قَالَ أَ لَيْسَ مَعَکَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْکَافِرُونَ قَالَ بَلَى قَالَ رُبُعُ الْقُرْآنِ قَالَ أَ لَيْسَ مَعَکَ إِذَا زُلْزِلَتْ قَالَ بَلَى قَالَ رُبُعُ الْقُرْآنِ ثُمَّ قَالَ تَزَوَّجْ تَزَوَّجْ تَزَوَّجْ. (نورى، حسين بن محمد تقى‏، مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل‏، 4/367)

و فی بعض الروایات، قال له اجعل تعلیم هذه السور زوجتَک صداق زوجتِک و تزوج. و لکننا قد جعلنا لانفسنا أغلالا. قال قائدنا العزیز آیة الله العظمی السید علی الخامنه ای (دامت برکاته): قد جعلنا لأنفسنا سبعة أو ثمانیة أغلال. هذه لیس سنة نبینا الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم، بل هذه کلها من الشیطان الرجیم. جعلوا هذه الاغلال لکی یصعّبوا حلال الله علینا و لا سیما علی شبابنا. فینبغی أن نعرف الموازین الصحیحة من ائمة أهل البیت علیهم السلام.

«جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ علیه السلام يَسْتَشِيرُهُ فِي تَزْوِيجِ ابْنَتِهِ فَقَالَ زَوِّجْهَا مِنْ رَجُلٍ تَقِيٍّ فَإِنَّهُ إِنْ أَحَبَّهَا أَکْرَمَهَا وَ إِنْ أَبْغَضَهَا لَمْ يَظْلِمْهَا» (طبرسى، حسن بن فضل‏، مکارم الأخلاق، 204)

فقد عرفنا أنّ ملاک التزویج هو التدین و الأخلاق الحسنة لا التمکن المالی. و لکننا نری التمکن المالی قبل التدین و الاخلاق. و هذا علی خلاف سیرة نبینا الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم و آله الاطیبین علیهم السلام.

سادتی الاکرمین! هیهنا مسجد، و من النشاطات التی ینبغی أن یقوم بها المسجد، ایفاء دور فی  تسهیل عملیة الزواج. فینبغی ان یختار رجال صالحون ممن یأتون الی المسجد لکی یتصدوا تقدیم عائلات الابناء الصالحات إلی عائلات البنات الصالحات. لکی یتزوج الصالحون الصالحات و بالعکس، لأن الله تعالی قال:

«الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبات‏»

أخواتنا المتصدیة فی المسجد بهذه الأمور تسجّلون أسماء العائلات التی لهم بنات صالحات و فی جانب الإخوة کذلک. ثم یقارنون الشروط و یعرّفون العائلات احداها الی الاخری. و بعد ذلک، العائلات بانفسهن تفحصون. هذا أحد الخطوات التی یمکننا أن نخطوها فی طریق تسهیل عملیة الزواج. قال امیر المؤمنین علیه السلام:

«أَفْضَلُ الشَّفَاعَاتِ أَنْ تَشْفَعَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي نِکَاحٍ حَتّى‏ يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا» (کلينى، محمد بن يعقوب‏، الکافی، 10/589، باب من سعی فی التزویج)

الزواج یحتوی برکة مادیة کما قال النبی صلی الله علیه و آله و سلم:

«اتَّخِذُوا الْأَهْلَ فَإِنَّهُ أَرْزَقُ لَکُم‏» (حميرى، عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد، 20)

و کذلک برکة معنویة. اذکر لکم حدیثین فی هذا المجال:

قال الامام الصادق علیه السلام:

«إِنَّ رَکْعَتَيْنِ يُصَلِّيهِمَا رَجُلٌ مُتَزَوِّجٌ أَفْضَلُ مِنْ رَجُلٍ يَقُومُ لَيْلَهُ وَ يَصُومُ نَهَارَهُ أَعْزَب‏» (حميرى، عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد، 20)

و قال النبی الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم:

«الْمُتَزَوِّجُ النَّائِمُ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْعَزَب‏» (شعيري، محمد بن محمد، جامع الأخبار، 101)

فلنرجع إلی سیرة أهل البیت علیهم السلام و نترک هذه الرسومات الجاهلیة التی قد صعّبت الزواج و سببت الزنا و المعاصی. فینبغی أن نسهل الزواج و نحفظ دیننا و دین أولادنا.

ورد فی بعض الروایات أن شابا لو تزوج فی شبابه فقد حفظ ثلثا دینه من الشیطان و فی أخری حفظ نصف دینه من الشیطان.

قال النبی صلی الله علیه و آله و سلم:

«مَنْ تَزَوَّجَ أَحْرَزَ نِصْفَ دِينِهِ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ فِي النِّصْفِ الْآخَرِ أَوِ الْبَاقِي» (ابن بابويه، محمد بن على‏، من لا یحضره الفقیه، 3/383)

و أما التذکار الثالث: الیوم الآخر من شهر ذی القعدة هو یوم استشهاد الامام الجواد علیه السلام.

ابتلی الناس فی الامام الجواد علیه السلام بثلاثة بلاء.

الامتحان الاول: لم یکن لإمام الرضا علیه السلام ولد الی السنة السابعة و الاربعین من عمره الشریف. الامام الذی جاء الیه مأمون و قال لا یولد لی ولد من هذه الأمة فأشار الامام علیه السلام و قال کلمة واحدة: «تلد» فرزقه الله ولدا من تلک الأمة. و لکن الله تعالی لم یرزقه ولدا لامتحان الأمة.

«عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَسَارٍ الْوَاسِطِيِّ، قَالَ: سَأَلَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ قِيَاماً الصَّيْرَفِيُّ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهُ عَلَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا صَارَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ لَهُ: أَنْتَ إِمَامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّکَ لَسْتَ بِإِمَامٍ. قَالَ لَهُ: وَ مَا عِلْمُکَ؟

قَالَ: لِأَنِّي رُوِّيتُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: «الْإِمَامُ لَا يَکُونُ عَقِيماً» وَ قَدْ بَلَغْتَ هَذَا السِّنَّ وَ لَيْسَ لَکَ وَلَدٌ. فَرَفَعَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُکَ أَنَّهُ لَا تَمْضِي الْأَيَّامُ وَ اللَّيَالِي حَتَّى أُرْزَقَ وَلَداً يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً کَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً» (طبرى آملى صغير، محمد بن جرير بن رستم‏، دلائل الإمامة، 368)

هذا الامتحان الاول، ای التأخیر فی ارزاقه الولد. فضلّ فیه بعض و فاز آخرون.

أما الامتحان الثانی: شکّ بعض من عائلته أنّ الامام الجواد علیه السلام لیس له ابنا کما ورد فی الروایة: «لَقَدْ بَغى‏ عَلَيْهِ إِخْوَتُهُ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: إِي و اللَّهِ، و نَحْنُ عُمُومَتُهُ بَغَيْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: جُعِلْتُ فِدَاکَ، کَيْفَ صَنَعْتُمْ، فَإِنِّي لَمْ أَحْضُرْکُمْ؟ قَالَ: قَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ و نَحْنُ أَيْضاً: مَا کَانَ فِينَا إِمَامٌ قَطُّ حَائِلَ اللَّوْنِ، فَقَالَ لَهُمُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هُوَ ابْنِي». قَالُوا: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَدْ قَضى‏ بِالْقَافَةِ، فَبَيْنَنَا و بَيْنَکَ الْقَافَةُ، قَالَ: «ابْعَثُوا أَنْتُمْ إِلَيْهِمْ، فَأَمَّا أَنَا فَلَا، و لَاتُعْلِمُوهُمْ لِمَا دَعَوْتُمُوهُمْ، و لْتَکُونُوا فِي بُيُوتِکُمْ. فَلَمَّا جَاؤُوا أَقْعَدُونَا فِي الْبُسْتَانِ، و اصْطَفَّ عُمُومَتُهُ و إِخْوَتُهُ و أَخَوَاتُهُ، و أَخَذُوا الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ و أَلْبَسُوهُ جُبَّةَ صُوفٍ و قَلَنْسُوَةً مِنْهَا، و و ضَعُوا عَلى‏ عُنُقِهِ مِسْحَاةً، و قَالُوا لَهُ: ادْخُلِ الْبُسْتَانَ کَأَنَّکَ تَعْمَلُ فِيهِ، ثُمَّ جَاؤُوا بِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالُوا: أَلْحِقُوا هذَا الْغُلَامَ بِأَبِيهِ، فَقَالُوا: لَيْسَ لَهُ هَاهُنَا أَبٌ، و لکِنَّ هذَا عَمُّ أَبِيهِ، و هذَا عَمُّ أَبِيهِ، و هذَا عَمُّهُ، وَ هذِهِ عَمَّتُهُ، و إِنْ يَکُنْ لَهُ هَاهُنَا أَبٌ، فَهُوَ صَاحِبُ الْبُسْتَانِ؛ فَإِنَّ قَدَمَيْهِ و قَدَمَيْهِ وَاحِدَةٌ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالُوا: هذَا أَبُوهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: فَقُمْتُ فَمَصَصْتُ رِيقَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: أَشْهَدُ أَنَّکَ إِمَامِي عِنْدَ اللَّهِ، فَبَکَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ. (کلينى، محمد بن يعقوب‏، الکافی، 2/105-106)

انظروا! ماذا یفعلون؟! یقولون: الامام الجواد علیه السلام لیس ابنا للامام الرضا علیه السلام.

الامتحان الثالث: صغر سنّ الامام الجواد علیه السلام عند استشهاد الامام الرضا علیه السلام. فاختلف کثیر من الشیعة فی إمامته لصغر سنّه الشریف حتی العلماء. فورد فی الروایات:

«لَمَّا مَضَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ ذَلِکَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَ مِائَتَيْنِ، وَ سَنُّ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام سِتُّ سِنِينَ وَ شُهُورٌ، وَ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ، وَ اجْتَمَعَ الرَّيَّانُ ابْنُ الصَّلْتِ، وَ صَفْوَانُ بْنُ يَحْيَى، وَ مُحَمَّدُ بْنُ حُکَيْمٍ، وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَ يُونُسُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَ جَمَاعَةٌ مِنْ وُجُوهِ الْعِصَابَةِ فِي دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، فِي بِرْکَةِ زَلْزَلٍ، يَبْکُونَ وَ يَتَوَجَّعُونَ مِنَ الْمُصِيبَةِ، فَقَالَ لَهُمْ يُونُسُ: دَعُوا الْبُکَاءَ، مَنْ لِهَذَا الْأَمْرِ يُفْتِي بِالْمَسَائِلِ إِلَى أَنْ يَکْبُرَ هَذَا الصَّبِيُّ؟ يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام، وَ کَانَ لَهُ سِتُّ سِنِينَ وَ شُهُورٌ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا وَ مَنْ مِثْلِي! فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّيَّانُ بْنُ الصَّلْتِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي‏ حَلْقِهِ، وَ لَمْ يَزَلْ يَلْطِمُ وَجْهَهُ وَ يَضْرِبُ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ الْفَاعِلَةِ، إِنْ کَانَ أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَلَا فَابْنُ يَوْمَيْنِ مِثْلُ ابْنِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَ إِنْ لَمْ يَکُنْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَلَوْ عُمِّرَ الْوَاحِدُ مِنَ النَّاسِ خَمْسَةَ آلَافِ سَنَةٍ مَا کَانَ يَأْتِي بِمِثْلِ مَا يَأْتِي بِهِ السَّادَةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَوْ بِبَعْضِهِ، أَ وَ هَذَا مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُنْظَرَ فِيهِ؟ وَ أَقْبَلَتِ الْعِصَابَةُ عَلَى يُونُسَ تَعْذُلُهُ» (طبرى آملى صغير، محمد بن جرير بن رستم‏، دلائل الإمامة، 388)

قال بعض العلماء: أنّ جملة یونس کانت لتذکیر الآخرین. و الله أعلم. و لکن زبدة الکلام هی أنه کان هناک إختلاف فی إمامته علیه السلام لصغر سنّه الشریف.

الآن لو سمحتمونی فأرید أن أذکر باختصار مصیبته علیه السلام.

السلام علیک یا ابا جعفر یا محمد بن علی ایها التقی الجواد یابن رسول الله یا حجة الله علی خلقه یا سیدنا و مولانا انا توجهنا و استشفعنا و توسلنا بک الی الله و قدمناک بین یدی حاجاتنا. یا وجیها عند الله اشفع لنا عند الله.

نقرء فی الزیارة الجامعة لسائر الائمة علیهم السلام:

«سُيُوفُهَا مُولَغَةٌ فِي دِمَائِکُم‏» (ابن المشهدى، محمد بن جعفر، المزار الکبیر، 298)

و ورد فی بعض الائمة علیهم السلام:

«قَدْ فَلَقَ السَّيْفُ هَامَتَه‏، (بنفسی أنت یا أمیر المؤمنین علیه السلام) وَ شَهِيدٍ فَوْقَ الْجِنَازَةِ قَدْ شُکَّتْ أَکْفَانُهُ بِالسِّهَام‏ (بأبی أنت و أمی و نفسی یا مولای الامام الحسن علیه السلام)  وَ قَتِيلٍ بِالْعَرَاءِ قَدْ رُفِعَ فَوْقَ الْقَنَاةِ رَأْسُهُ (السلام علیک یا مولای یا ابا عبد الله علیه السلام)، وَ مُکَبَّلٍ فِي السِّجْنِ قَدْ رُضَّتْ بِالْحَدِيدِ أَعْضَاؤُهُ ، وَ مَسْمُومٍ قَدْ قُطِّعَتْ بِجُرَعِ السَّمِّ أَمْعَاؤُه‏ (بنفسی أنت و أمی و أبی یا مولای ابا جعفر محمد الجواد» (ابن المشهدى، محمد بن جعفر، المزار الکبیر، 298)

  • فی البقیع، و السامراء و کربلاء و طوس                     انظروا أظهار فاطمة س قد تفرقت

لما أثّر السم بدن الامام الجواد علیه السلام فنادی: بالعطش. یا مولای یا بقیة الله علیه السلام! انا لا اعرف لماذا نادی جدک فی تلک الساعة بالعطش؟ لعله قد تذکر عطاشا کربلاء. یا مولای! قد قلتَ فی الزیارة الناحیة المقدسة:

«السَّلَامُ عَلَى الشِّفَاهِ الذَّابِلَات‏» (بنفسی أنت و أمی و أبی یا مولای ابا جعفر محمد الجواد» (ابن المشهدى، محمد بن جعفر، المزار الکبیر، 498)

إحدی هذه الشفاة الذابلات شفة صغیرة لعلیّ الاصغر. قال: ایها القوم! الا ترون کیف تضطرب شفته بالعطش....

الا لعنة الله علی القوم الظالمین.

اللهم عجل ظهور إمام زماننا، و ارض منا قلبه المقدس، اللهم ارزقنا زیارة بیتک المحرم و البقیع و کربلاء و سائر العتبات العالیات، و اجعلنا من المتمسکین بالقرآن و أهل البیت علیهم السلام، و اجعل عقبانا و ذریتنا و والدینا و عائلتنا و ذوی حقوقنا و جمیع المؤمنین و المؤمنات خیرا، و اقض حاجاتنا بحق ولیک الاعظم، و اقض عنا دیوننا من کرمک، و ابعث ثواب هذا المجلس الی روح الامام الراحل ره و ارواح جمیع الشهداء، و انصر ناصری الامام المنتظر و لا سیما القائد المعظم السید علی الخامنه ای، و أهلک أعداء إمام زماننا اینما کانوا.