۱۳۹۷/۵/۱۵   3:25  زيارة:1184     أدعیة الایام


خطبة الصلاة الجمعة 20 ذی القعده موافقا ل 03 أغسطس 2018

 


الخطبة الاولی للجمعة 20 ذی القعده موافقا ل 03 أغسطس 2018

بسم الله الرحمن الرحیم

السلام علیکم و رحمة الله و برکاته!

أرحبکم أیها الأخوة و الأخوات! فی مسجد الامام الحسین علیه الصلاة و السلام فی یوم الجمعة عید المسلمین هذا. تقبل الله إتیانکم إلی المسجد فی یوم الجمعة هذا فی هذا الجوّ الحارّ من الأماکن القرین و البعیدة.

أوصیکم و نفسی بتقوی الله و خشیته.

أذکر لکم حدیثا من نهج البلاغة الشریف کان الامام الراحل ره یقول: نحن نفتخر علی نهج البلاغة. یا أهل العالم! لنا إمام قد أعطانا نصائح و نظام التربیة بصورة نهج البلاغة. فهل لکم مثله؟

فالامام أمیر المؤمنین علیّ علیه السلام یقول فی نهج البلاغة:

«اتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّهِ فِي الْخَلَوَاتِ فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاکِم‏»

فالذی یقضی و یحکم یوم القیامة فهو بنفسه یشاهد ما نعمل فی خلواتنا فلا یحتاج إلی ای شاهد آخر. فاذا قطعنا بأن الله تعالی یری أعمالنا و کل ما نصنع فی الظاهر و الخفاء فلا نعصیه.

البحث الذی قد قدمت فی خمسة خطب ماضیة، أخذت عناوینه من العلامة الشهید الاستاذ مرتضی المطهری ره. قد ذکر العلامة الشهید فی کتابه «وحی و نبوت» بضعة و عشرین میّزة للاسلام. فلو سئَلنا یهودی أو نصرانی أو أیّ غیر مسلم آخر ما هی ممیزات اسلامکم؟ و ما هو الذی یمیّزکم المسلمین من غیرکم؟ فقد تعلمنا من العلامة الأستاذ الشهید بعضها. و سنتعلم الباقی فی الاسابیع الآتیة إن شاء الله تعالی.

الیوم أذکر لکم میّزة أخری من الاستاذ الشهید، و هو أنّ المسلم یعتقد بأنّ هذا العالم یبتنی علی نظام عِلّی و معلولی.

فلکل فعل یقع فی هذا العالم، علة یتوقف علیها و لا یمکن أن یقع الفعل بدون هذه العلة و کذلک إذا جائت العلة التامة لفعل من أو شیء فوجود المعلول تصیر واجبا و محال أن لا یوجد المعلول بعد أن تمّ علته.

ففضل الله تعالی و رحمته أیضا یرتبط بهذا النظام العِلّی و المعلولی. إلی هنا لا فرق بیننا و بین غیرنا ای غیر المسلمین. لأنّ غیر المسلمین أیضا یعتقدون بهذا النظام. و لکن یوجد فرق اساسی بیننا و بینهم و هو إنهم یقصرون و یحصرون العلل فی العلل المادیة و لا یعتقدون بأیّ علة أخری وراء المادة، و لکننا المسلمین لا نعتقد بانحصار العلل و الاسباب فی العلل المادیة.

أذکر لکم بعض الأمثلة، لکی یتوضح هذا الفرق بین اسلامنا العزیز و سائر الادیان بصورة جیّدة.

المثال الاول: لو سئلنا عالما کیمیائیا غیر مسلم، کیف یتشکل و ینزل المطر؟ فیجیب بأنّ لنزول المطر مراحل عدیدة و هی عبارة عن:

مرحلة تبخر الماء: وتساعد حرارة الشمس المرتفعة وحرکة الهواء بالقرب من سطح المياه على تبخر المياه وارتفاعها على شکل ذرات غاز نحو السماء، کما تعمل الفراغات الموجودة بين الهواء على حمل عدد من ذرات المياه القريبة من السطح في الجو ورفعها نحو الأعلى بسبب وزنها وکثافتها الخفيفة.

مرحلة تشکل الغيوم: فور وصول المواد الأولية المکوّنة للأمطار من بخار وذرات ماء إلى ارتفاعات عالية من السماء تتجمّع حول ذرات الغبار والأملاح المبخرة مع الماء في السماء مشکلةً ما يعرف بالغيوم، بحيث يسمح وزن ذرات الهواء الخفيف لهذه الغيوم بالتحرّک والتنقّل في الهواء.

مرحلة لقاح الغیوم: فی هذه المرحلة یحرک الهواء الغیم التی لها ثقل مثبت إلی الغیم التی لها ثقل منفی فلو وصل أحد هذین إلی الأخری فتقع عملیة اللقاح. تصل حرارته الی خمسة عشر الف درجة فیوجد الرعد و البرق....

مرحلة تکون المطر: يؤدّي تجمّع ذرات الماء وبخار الماء المتکاثف في الغيوم حول بعضه البعض إلى زيادة وزنه بشکل واضح، فتصبح کثافة ذرات الماء المجتمعة أکبر من کثافة الهواء ممّا يسمح لها بالسقوط نحو الأرض على شکل مطر.

هذا تحلیل مادی لنزول المطر. و هو صحیح و لکن العالِم المادی الکیمیائی یحصر عوامل نزول المطر فی هذه العوامل المادیة و لا یقبل أی عامل آخر غیر مادی وراء هذه العوامل المادیة.

هذا کله صحیح لا اشکال فیه. فلا ننکرها بل نقبلها و نؤیدها کما قد أشار الله تعالی إلیه فی بعض آیات القرآن کما فی سورة الحجر:

«وَ أَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماء ماءا»

و أیضا یقول فی سورة الشوری:

«وَ هُوَ الَّذي يُنَزِّلُ الْغَيْث‏»

فهذه الاسباب نقبلها و لکن حصر أسباب المطر فی هذه الاسباب المادیة لیس بصحیح. بل هناک عوامل أخری غیر مادیة. و أهمیة هذه العوامل غیر المادیة لیست أقل من هذه العوامل المادیة لو لم نقل بکثرتها.

اقرءوا کتاب «الرسالة» مثلا، فهناک یذکر صلاة باسم صلاة الاستسقاء. هی صلاة لطلب المطر. الامام الراحل ره و سائر العلماء قد ذکروا نکت قبل أن یذکروا آداب هذه الصلاة. قالوا: نصلی لأن السماء قد منع قطرها لأجل شیوع المعاصی و کفران النعم و منع الحقوق و التطفیف فی المکیال و المیزان و الظلم و الغدر و ترک الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر و منع الزکوة و الحکم بغیر ما انزل الله تعالی و غیر ذلک مما یوجب غضب الرحمن.

و قد جاء فی روایة نقله الشیخ المرحوم الصدوق ره فی کتابه «ثواب الاعمال و عقاب الاعمال»:

«عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَتْ سَنَةٌ أَمْطَرَ مِنْ سَنَةٍ وَ لَکِنْ يَصِفُهُ [يَضَعُهُ‏] حَيْثُ يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا عَمِلَ قَوْمٌ بِالْمَعَاصِي صَرَفَ عَنْهُمْ مَا کَانَ قَدَّرَ لَهُمْ مِنَ الْمَطَرِ فِي تِلْکَ السَّنَةِ إِلَى غَيْرِهَا مِنَ الْفَيَافِي وَ الْبِحَارِ وَ الْجِبَالِ»

فنستنتج من هذا المثال أنّ نظام هذا العالم نظام العلل و المعالیل. و هذه العلل تنقسم إلی مادیة و معنویة. و العلل المعنویة أهم من غیرها.

فلا یصح ان ینکر أحد بعض هذه العلل کما یفعل غیر المسلمون و ینکرون العلل المعنویة و یحصرون العلل فی علل مادیة.

المثال الآخر: افرضوا أنّ اقتصادنا قد ضعفت و قد جعلنا فی معیشة ضنک. فیبحث المسؤولون عن علله المادیة. هذا صحیح و لا بدّ بدونها. یلزم أن یکون هناک لجنة اقتصادیة تتدبر فی علل الضعف الاقتصادی. و ایضا یلزم أن تقدم هذه اللجنة الاقتصادیة حلاّ لهذه المشکلة الاقتصادیة و رفع الضعف الاقتصادی.

فمن کان مسئولا عن عمل أو کان رئیسا فی إدارة أو مجتمع فیجب أن یراعی کل ضابط یعِین و یؤثر علی رفع الضعف الاقتصادی. کذالک یجب علی من یشتغل فی إدارة یجب أن یراعی ساعاته الإداریة و أن لا یضیع الوقت فی ساعاته الاداریة.

و لکن مع کل هذا نحتاج إلی عوامل أخری معنویة. قال الله تعالی فی سورة طه من کلامه المتین:

«وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِکْري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنْکاً‏»

و هذا لا یختص بأفراد بل یعم البلاد و الجوامع ایضا. فمن أسباب معیشة ضنک هو الاعراض عن ذکر الله تعالی. فعندما یعرض شخص أو قوم أو مجتمع أو بلد عن ذکر فالله تعالی یقاطعه اقتصادیا و یجعل معیشته ضنکا.

أیها الأعزاء الکرام! المقاطعة الاقتصادیة من حکومة جائرة لیست مخوّفة بل مقاطعة الله هی مخوّفة. فعندما أعرضنا عن ذکر الله فهذا مقام خوفنا. لأنه لو قاطعنا الله تعالی اقتصادیا لإعراضنا عن ذکره و لمعاصینا فلا بدّ لنا ألا أن نرجع الی ذکر الله تعالی و التوبة علی ما ارتکبنا من المعاصی و الذنوب.

فالعوامل المادیة مهمة و لکنها لیست کافیة و بدون العوامل المعنویة لا فائدة فیها.

قد ذکرت فی بعض المجالس بعد صلاة الصبح أحادیث من الشیخ المرحوم عباس القمی. یقول الشیخ المرحوم: من عوامل الوسعة فی الرزق حکایة الأذان، و قرائة سورة الملک و لیس بعد صلاة الصبح و قرائة سورة الواقعة بعد صلاة العشاء، و قول «لا اله الا الله الحق المبین» مأة مرة، و أن لا نسرف علی المائدة أکل ما سقط من الخوان و إجابة المؤذن (ای الصلاة فی أول وقتها)، و حسن الجوار و هکذا...

کل هذه عوامل معنویة للزیادة فی الرزق. و هناک عامل أهم من کل هذه و هو الارتباط و التوسل بالامام. قد جاء فی الزیارة الجامعة: «بکم ینزل الغیث».

و لهذا العامل الأخیر تحلیل منطقی و هو کما ذکرت فی خطبة من خطب الجمعة أنّ العلامة الشهید مرتضی المطهری ره یقول فی کتابه «آزادی معنوی» من شاء أن یکون عبدا، فعلیه أن یوجد فی نفسه خمسة سیطرة.

السیطرة علی النفس، السیطرة علی الخیال، السیطرة علی خلع الروح من البدن، السیطرة علی التصرف فی نفسه و السیطرة علی التصرف فی العالم.

العبد الصالح لله تعالی یستطیع ان یتصرف فیما ذکر. فأنتم أیها الأخوة و الأخوات تستطیعون أن تسیروا هذه المراحل و تصلو إلی مرحلة العبودة. فلما کان العبد الصالح الذی سار هذه المراحل، یستطیع أن یتصرف عالم التکوین فإمام الزمان بطریق أولی یستطیع ذلک.

اللهم اجعلنا أن نعتقد بالعوامل المعنویة مع العوامل المادیة الساریة فی هذا العالم و أن لا نقصر نظرنا فی العوامل المادیة. اللهم اجعل أمام زماننا منا راضیا.

و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.

الخطبة الثانیة للجمعة 12 مرداد 1397 موافقا ل 06 أغسطس 2018

بسم الله الرحمن الرحیم

اللهم بلغ منا سلاما إلی إمام زماننا و اجعل لنا جمیعا نصیبا من دعاء خیره. و هب لنا رأفته و رحمته.

أوصیکم و نفسی بتقوی الله.

قال الامام السجاد علیه السلام فی الدعاء العشرین من الصحیفة السجادیة: «أَلْبِسْنِي زِينَةَ الْمُتَّقِين‏»

قد ذکرنا بعض مصادیق التقوی فی ضوء کلام الامام السجاد علیه السلام فی الجمعات الماضیة. الیوم سأذکر لکم مصداقا آخر للتقوی. قال الامام السجاد علیه السلام:

«وَ لِينِ الْعَرِيکَة» الرجل ینبغی أن یکون رحیما و متسامحا بالنسبة إلی زوجته و الزوجة ینبغی أن تکون کذلک بالنسبة إلی زوجها. الاولاد بالنسبة إلی والدیهم و الوالدان بالنسبة الیهما. هذا الدین الذی قد جاء به النبی الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم إلینا، یأمرنا أن نکون راحمین و متسامحین فیما بیننا. و هکذا المؤمنون و المؤمنات، یجب أن یکونوا مشفقین فیما بینهم.

کان النبی الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم شفیقا و لیّنا بالنسبة إلی الناس و لهذا تمکن علی نشر الاسلام. قد جعل الله تعالی فی کلامه المتین هذه الشفقة و الرحمة و التودد عاملا اصلیا لنجاحه صلی الله علیه و آله و سلم فی نشر الاسلام. قال الله تعالی:

« فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ کُنْتَ فَظًّا غَليظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِک‏»

فکأنّ الله تعالی یقول، یطوفونک کالفراش لأنک لست غلیظ القلب. فلو کنت فظا غلیظ القلب فلم یکونو بک مؤمنین مع أنک جئت بکتاب عظیم کالقرآن و معجزات عظیمة. فالسر الاصلی فی نجاحک فی أمر التبلیغ هو شفقتک و رحمتک و محبتک.

و النبی الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم لنا أسوة فی کل مجالات الحیاة و من جملتها الرحمة و المحبة فی التبلیغ و التربیة و کل الأمور الاجتماعیة. فعلینا أن نکون مشفقین فیما بیننا.

 أرید أن أذکر بعض النکات حول مناسبتین فی الاسبوع القادم.

المناسبة الاولی فی الاسبوع القادم هی الیوم الثالث و العشرین من شهر ذی القعدة، و المناسبة الثانیة هی الیوم الخامس و العشرین منه.

أما المناسبة الاولی فهی کما أشرت الیها قبل هذا فی خطبة من الخطب الماضیة، هی یوم مخصوص لزیارة الامام الرضا علیه السلام من قریب أو بعید. فلا یلزم أن نکون فی حرم الامام الرضا علیه السلام فنزوره، بل یمکننا زیارته من بعید ایضا. فأوصیکم بقرائة زیارة أمین الله، و الزیارة الجامعة الکبیرة، و الصلوة الخاصة للامام الرضا علیه السلام. و لو وُفّق أحد منکم أن یقیم صلاة اللیل فی هذه الیله فیصلیها نیابة عن الامام الرضا علیه السلام.

من جملة الاعمال الحسنة التی ینبغی أن نجعلها عادة لنا، هی أن نعمل الاعمال المستحبة نیابة عن الائمة المعصومین علیهم السلام. و هذا المطلب قد ورد فی بعض الاحادیث

و علماء الأخلاق ایضا أوصوا بذلک. فلو أردت أن یکثر ثواب عملک المستحب إلی ما لا یحصی فاعمله نیابة عن محمد و آل محمد علیهم السلام.

قال لی أحد المصلین أن ابین کیفیة أداء صلاة اللیل، فابینها.

صلاة اللیل أحد عشر رکعة. نصلی ثمانی رکعات منها بنیة نافلة اللیل، کل رکعتین منها بتشهد و سلام کصلاة الصبح. و بعدها رکعتان بنیة الشفع، و الاولی أن نقرأ فی الرکعة الاولی من هذین الرکعتین بعد الحمد سورةُ الناس و فی الرکعة الثانیة سورة الفلق. و الرکعة الأخیرة التی یقال لها «الوتر»، فنقرأ بعد الحمد سورة التوحید (قل هو الله أحد) ثلاث مرات و سورة الفلق مرة و سورة الناس کذلک، ثم نرفع الیدین للقنوت و نأخذ السبحة فی الیمین و نستغفر الله سبعین مرة (هذا مستحب ای مستحب فی المستحب، فلو کان الوقت قلیلا أو لم نقدر علی قرائتها فلا بأس به)، ثم نسئل الله العفو ثلاث مأة مرات (ای نقول: الهی العفو. هذا ایضا مستحب)، ثم نستغفر الله لأربعین مؤمنا أو مؤمنة (مثلا نقول: اللهم اغفر لعلی، اللهم لفاطمة، اللهم اغفر لابی، اللهم اغفر لأمی، اللهم اغفر لزوجتی، اللهم اغفر لأخی و أختی، اللهم اغفر لأولادی، اللهم اغفر لاصدقائی، اللهم اغفر لمن علّمنی و هکذا...) قال العلماء: لا یلزم أن یکون هذا العدد اربعین بل یجوز أن تدعو لأکثر من أربعین.

قد ورد فی روایة عن النبی الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم مضمونها: من صلی صلاة اللیل تقوم الملائکة ورائه تسعة صفوف. و عدد کل صف لا یحصی. و لما اکمل المصلی صلاة لیله، یرفع الله لهذا المصلی درجات ما لا تحصی.

النکتة الثانیة: صلو علی الامام الرضا علیه السلام بصلاة خاصة. أحکی لم تذکارا حول هذه الصلوة الخاصة للامام الرضا علیه السلام. قد ذکرت فی الخطبة الاولی، أن نظام هذا العالم نظام العلة و المعلول. و العلل تنقسم إلی مادیة و معنویة. فتذکروه لکی تفهمو ما سأذکر لکم. (المثال الثالث)

إعتقل الساباط قائدنا الکبیر الامام الخمینی ره فی سنة 1342ش و اجعلوه فی السجن. و کان خوف أن یحکمو بإعدام الامام الراحل ره و یقتلوه. فکتب علماء ذلک الزمان رسالة إلی السلطان و قالوا فیها: نشهد أن الامام الراحل مرجع تقلید و لیس أستاذا عادیا فی الحوزة. و کان قانون إیران، أنّ السلطان (کان فی ذلک الزمان محمد رضا پهلوی) لا یستطیع أن یحکم بإعدام مرجع تقلید.

کان هذا عاملا مادیا لانقاذ الامام الراحل ره. و لکن العلماء لم یکتفو بذلک و تمسکوا بعوامل معنویة ایضا.

یقول أحد العلماء (لا أرید أن أذکر اسمه هنا لمصلحة تقتضی ذلک) قلت لأحد العرفاء:إنی خائف علی الامام الراحل. فقال هذا العالم العارف، عندی بعض الاذکار من ائمة اهل البیت علیهم السلام، لو قرأتموها سیحفظ الله تعالی الامام الراحل. یقول هذا العالم: تعلمت هذه الاذکار من ذلک العالم العارف الجلیل، و قرأتها فتحرر الامام الراحل ره بفضل الله تعالی بعد شهور.

و بعد ذلک قد طرح بحث الحصانة القضائیة لأمیرکیین، فاتخذ الامام الراحل ره موقفا صارما فنفوه إلی ترکیا. فأقام الامام فی ترکیا ثمانیة شهور ثم نفوه إلی العراق فأقام هناک أربعة عشر سنة ثم نفوه إلی فرنسا فأقام هناک قریب ستة شهور.

هذا العالم الذی ذکرته، یقول: کنت أقرء هذه الاذکار فی طیلة هذه المدة لیحفظ الله الامام الراحل ره. فحفظه الله تعالی مع أنه کان محتملا أن یقتلوه فی المطار عند رجوعه إلی ایران، أو یفجروا المطار فی الهواء أو بأی طریق آخر.

یقول هذا العالم، لما رجع الامام الراحل إلی ایران، و أسس الحکومة الاسلامیة فأوقفت تلک الاذکار إلی أن ذهبت فی یوم من الایام إلی جماران (منطقة فی تهران)، فرأیت قد جعلوا صفائح الأسمنت مرتفعة علی جدران بیت الامام ره فسئلت ابن الامام السید احمد الخمینی: لِم صفائح الأسمنت هذه؟ فقال نحن نبحث کل من یأتی إلی جماران.  و لکنه لو ألقی أحد قنبلة من بعید إلی بیت الامام ره فما ذا نفعل؟ فصفائح الأسمنت هذه لذلک.

یقول هذا العالم: بعد أن شهدت هذا، بدئت تلک الاذکار مرة أخری إلی أن ارتحل الامام ره، و بعد رحلته رحمه الله، اوقفت تلک الاذکار. فرأیت الامام الراحل فی لیلة من اللیالی فی المنام یقول لی: لما کنت حیا فی الدنیا کنت تهدی إلیّ أذکارا فلم اوقفتها الآن. قلت: سیدی! کنت أقرء هذه الاذکار لیحفظک الله من الاعداء، و الآن أنت عند الله فانتفی الموضوع. فقال الامام لا بأس و لکن اسئلک أن تهدی لی کل یوم الصلاة الخاصة للامام الرضا علیه السلام.

و الآن سأقرء لکم ذلک الصلوة فاقرؤها معی.

اللهم صل علی علیّ بن موسی الرضا المرتضی الامام التقی النقی و حجتک علی من فوق الارض و من تحت الثری، الصدیق الشهید، صلاة کثیرة تامة ذاکیة متواصلة متواترة مترادفة کافضل ما صلیت علی أولیائک.

و أما المناسبة الثانیة فهی الیوم الخامس و العشرین من ذی القعدة یقال له یوم دحو الارض. أذکر لکم توضیحا مختصرا حول یوم دحو الارض الیوم الخامس و العشرین من ذی القعدة.

ذکر الله تعالی دحو الارض فی آیتین من القرآن.

أولهما فی سورة الشمس:

«وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها»

اليوم الخامس و العشرين من ذی القعدة، دحيت الأرض من تحت الکعبة المشرفة.

و الآیة الثانیة التی ذکر فیها دحو الارض هی فی سورة «النازعات»:

«وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِکَ دَحاها»

قد وردت روایات خاصة ذکر فیها اللیلة و الیوم الخامس و العشرون من ذی القعدة و أعمال خاصة لهذا الیوم و اللیلة .

عن عبد الرحمن السلمي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه‏ عليه يقول: انّ أوّل رحمة نزلت من السّماء إلى الأرض في خمس و عشرين من ذي القعدة، فمن صام ذلک اليوم و قام تلک اللّيلة فله عبادة مائة سنة، صام نهارها و قام ليلها، و أيّما جماعة اجتمعت ذلک اليوم في ذکر ربّهم عزّ و جلّ لم يتفرّقوا حتّى يعطوا سؤلهم، و ينزّل في ذلک اليوم ألف ألف رحمة يضع منها تسعة و تسعين في حلق الذّاکرين، و الصائمين في ذلک اليوم، و القائمين في تلک الليلة.

فلو أمکن لکن فصوموا هذا الیوم. (و لو کان فی ذمة أحد صوم واجب فینوی هذا الواجب و لا ینوی الاستحباب و لکنه یحصل علی ثواب صوم هذا الیوم و یتأدی واجبه ایضا).

و قد ورد صلاة خاصة لهذا الیوم، نقرأ فیها بعد الحمد سورة الشمس (لأن دحو الارض قد ذکر فی هذه السورة)  خمس مرات.  قد ذکر الشیخ المرحوم عباس القمی فی مفاتیح الجنان، أنّ وقته الساعة العاشرة صباحا و لکن المرحوم الملکی قال أن وقته هو وقت الظهر.

اللهم عجل لنا ظهور أمام زماننا، و اجعله منا راضیا، أوجد عوامل ظهوره و ادفع موانع ظهوره، و قو ناصریه لا سیما السید القائد الخامنه ای، ذلّ أعدائه، و اجعلنا جمیعا، و ذریتنا و اصدقائنا و کل من له حق علینا، من انصار الامام المنتظر. و اجعل عقبانا خیرا، و اشف مرضانا. و اقض حاجاتنا المادیة و المعنویة جمیعا.