۱۳۹۳/۱۲/۲۲   2:15  زيارة:2490     المقالات

بسم الله الرحمن الرحیم
الثقافات المعاصرة وثقافة القرآن الکريم

 


 

 

 

هناک العديد من التعاريف التي تعرف الثقافة ويعرفها الانسان وکما هو سائد بإن هي مجموعة من العلوم البشريه التي يجمعها الانسان من الدراسات الاکاديمية والمجتمع ومن حوله ويشمل ذلک العادات والتقاليد والقيم مثل: الملبس والمأکل والصفات.

لکن هناک تعريف اشمل واعم وهي الثقافة الاسلامية الاصلية وتعرف الثقافة بأنها «المعارف التي تعطي الانسان بصيرة في الحياة، ونورا يمشي به في الناس»[1]  أي ان جمع الکم الهائل من المعلومات دون ان تحمل أي فائدة للإنسان لا تعد بثقافة انما التعريف الثاني هو الاصح حيث ان أي علم يحمله الانسان ويجعل عنده بصيرة ووعي کافي يکفي لتلافي أي من العقبات يعد الثقافة السليمة الاصلية وهي ثقافة القرآن الکريم حيث يقول الله سبحانه: (هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون)[2] ، وتسعى ثقافة القرآن الکريم الى الاصلاح الجدري للانسان وتدليل الصعاب بان يعيش حياة سعيدة ويمکنه من خلال هذه الثقافة الا وهي ثقافى القران الکريم ان يستوعب حجم المشکلى ويضع لها الحلول المناسبة من خلال القران وبصائر الوحي.

وتختلف الثقافة القرانيه عن غيرها من الثقافات بأنها شمولية واممية وثقافة مسۆولة وغير تبريريه وهي صامدة امام جميع ظروف الحياة وتتکيف مع جميع الازمنه وغير منقطعه.

القرآن صالح لکل زمان ومکان

يقول الإمام علي (عليه السلام):«ذَلِکَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ، ولَنْ يَنْطِقَ، ولَکِنْ أُخْبِرُکُمْ عَنْهُ: أَلا إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأْتِي، والْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي، ودَوَاءَ دَائِکُمْ، ونَظْمَ مَا بَيْنَکُمْ»[3]

يتميز القران الکريم بأنه يتکيف مع جميع الظروف والازمنة مهما تغيرت الظروف فهو يضع للانسان الحلول لحل المشکلات بعکس الثقافات الاخرى فهي لا شک انها تتهاوى مع مرور الزمن ويتبين الخلل فيها لانها ثقافة وضعية قد وضعها الانسان والانسان بطبيعة الخلق ناقص وغير کامل، وفي حديث عن النبي صلى الله عليه واله: «انا اقاتل على التنزيل وعلي يقاتل على التأويل» [4]  ولو تدبرنا في ايات القران الکريم ترى بان القران يذکر حوادث قد وقعت في زمن الرسول صلى الله عليه وآله أو قبل يذکرها القران ثم يضع لها الحل والنظرية والقاعد ثم تاتي وتأول الايات في زمن غير الزمن التي نزلت فيه لتطبق الاية فترى بان الايات قد وضعت الحل فبذلک يصبح القران صالح لکل زمان، ومثال على ذلک: إنّ امرأة من بني همدان اسمها «سودة بنت عمارة» شکت إليه والياً فعزله الإمام (عليه السلام) والتفصيل کما يلي:

ذکر الإربلي في «کشف الغمّة» عن کتاب ابن طلحة، عن سودة بنت عمارة الهمْدانية ـ في حديث دخولها على معاوية ـ قالت: «والله لقد جئته ـ تعني أمير المۆمنين (عليه السلام) ـ في رجل کان قد ولاّه صدقاتنا، فجار علينا.

فصادفته قائماً يصلّي، فلما رآني انفتل من صلاته ثم أقبل علي بلطف ورفق ورحمة وتعطف وقال:

ألک حاجة؟

قلت: نعم، فأخبرته الخبر.

فبکى (عليه السلام) ثم قال: ـ رافعاً طرفه إلى السماء ـ: «اللهم أنت الشاهد عليّ وعليهم، وأني لم آمرهم بظلم خلقک، ولا بترک حقک».

ثم أخرج (عليه السلام) قطعة جلد فکتب فيها:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (قَدْ جَاءتْکُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّکُمْ فَأَوْفُواْ الْکَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِکُمْ خيْرٌ لَّکُمْ إِن کُنتُم مُّۆْمِنِين)«85 - الاعراف».

فإذا قرأت کتابي هذا فاحتفظ بما في يدک من عملنا حتى يقدم عليک من يقبضه منک. والسلام».

قالت: ثم دفع الرقعة إلي، فوالله ما ختمها بطين، ولا خذمها، فجئت بالرقعة إلى صاحبه، فانصرف عنّا معزولاً» [5]  أن الاية السابقة التي طبقها أمير المۆمنين بحق الوالي لم تنزل بحق الوالي بل نزلت بحق قوم نبي الله شعيب (عليه السلام) لکن الامام (عليه السلام) طبق الاية بحق الوالي فبذلک لا يکون القرآن وقف على زمان غير زمان بل يطبق في کل الازمنة والاماکن والظروف.

الصبغة الحقيقية لثقافة القرآن «التقوى»

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وکونوا مع الصادقين) [6] 

وقال تعالى: (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) [7]

اول ما يقوم به القرآن الکريم هي زرع التقوى عند الانسان والخشية من الله سبحانه وتربيته على ذلک وجعل الوعيد والعذاب عقاب المخالف والجنة هي ثواب المتقين لذلک ثقافة القرآن هي الوحيدة القادرة على ان تضبط سلوک الانسان من خلال التقوى والخشية من الله.

الحق ميزان الثقافة الرسالية

ان ثقافة القران الکريم لا تعترف لا بعرف ولا تقاليد ولا جنس ولا نوع ولا اکثرية ولا اقلية ولا أي امتيازات اخرى وتعتبر الحق والعدل هم الميزان الحقيقي، وهذا ما قد وقعت فيه الثقافات الآخرى فقد اعتبرت الاکثرية هي الميزان حتى وان کان الاکثرية هم الخاطئون وجاء في حديث عن رسول الله صلى الله عليه واله: ««ياعمار!» فان سلک الناس کلهم واديا وسلک عليا واديا، فاسلک وادي علي بن ابي طالب (عليه السلام) وخل الناس» [8]  ويتبين لنا من الرواية بان يتبع الحق المتمثل في علي حتى وان کان في مقابل الحق الناس کلهم فلا يعطيهم الشرعية والحق.

المصادر:

[1] الثقافة الرسالية

[2] سورة الجاثية - 20

[3] نهج البلاغة، الخطبة 156.

[4] رواها العلامة الاميني عن مصادر في رد مخاريق ابن تيمية وحکم قتال الجمل وصفين من کتاب الغدير: ج3 ص174

[5] کشف الغمّة: ج1 ص174، ورواه ابن عساکر في تاريخ دمشق، ج69 ص225 في ترجمة سودة رقم9363، والاستيعاب لابن عبد البر: ج3 ص1111، عن أبي اسحاق السبيعي، نحوه.

[6] سورة التوبة 119

[7] سورة البقرة 24

[8] فرائد السمطين للعلامة الجويني الشافعي ج1 ص178

 

 

 


انتهای پیام