۱۳۹۳/۱۱/۲   8:53  زيارة:1158     المقالات

بسم الله الرحمن الرحیم
الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) مفجر نور الإيمان

 


 

حضرت محمد

 

ترى هل البشرية ماتزال بحاجة إلى الأنبياء ورسالات السماء؟ وأساساً؛ لماذا أنزل الله سبحانه وتعالى رسالاته في حين کان قد أودع في الإنسان العقل والوجدان والفطرة والإرادة؟ ثمّ ألم يکفِ أن يرسل الباري سبحانه هذه السلسلة النورانية من الأنبياء والرسل حتى يقضى بأن يختمهم بسيدهم ومولاهم؛ الرسول الأکرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟!

إنّ هذه تساۆلات، ولابدّ من مناقشتها بکلّ شجاعة، ذلک لأنّنا نملک الحجّة والبرهان، والمنطق الصحيح والشفّاف، باعتبارنا معتنقي المبدأ الإلهي الحقّ الذي لا يعرف للتهرّب معنىً أو مفهوم...

(بسم الله الرحمن الرحيم)

(تَبَارَکَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَکُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً * الَّذِي لَهُ مُلْکُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَکُن لَهُ شَرِيکٌ فِي الْمُلْکِ وَخَلَقَ کُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً * وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ ءَالِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِکُونَ لاَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَلاَ يَمْلِکُونَ مَوْتاً وَلاَحَيَاةً وَلاَ نُشُوراً * وَقَالَ الَّذِينَ کَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلآَّ إِفْکٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ فَقَدْ جآءُوا ظُلْماً وَزُوراً * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الاَوَّلِينَ اکْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُکْرَةً وَأَصِيلاً * قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ إِنَّهُ کَانَ غَفُوراً رَّحِيماً ) (الفرقان/1-6)

ترى هل البشرية ماتزال بحاجة إلى الأنبياء ورسالات السماء؟ وأساساً؛ لماذا أنزل الله سبحانه وتعالى رسالاته في حين کان قد أودع في الإنسان العقل والوجدان والفطرة والإرادة؟ ثمّ ألم يکفِ أن يرسل الباري سبحانه هذه السلسلة النورانية من الأنبياء والرسل حتى يقضى بأن يختمهم بسيدهم ومولاهم؛ الرسول الأکرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟!

إنّ هذه تساۆلات، ولابدّ من مناقشتها بکلّ شجاعة، ذلک لأنّنا نملک الحجّة والبرهان، والمنطق الصحيح والشفّاف، باعتبارنا معتنقي المبدأ الإلهي الحقّ الذي لا يعرف للتهرّب معنىً أو مفهوم...

وقبل الإجابة عن هذا السۆال أو ذاک، لابدّ من بحث التأريخ البشري قبل نزول الرسالات الإلهية بدءً، وبحث واقع البشرية قبل بعثة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ دراسة واقعها الراهن، وذلک من أجل تصوّر واضح وکامل عن حقيقة الحاجة إلى إرسال وبعثة الأنبياء..

فالذين قالوا بأنّ أصل الإنسان يعود إلى القرد، إنّما اعتمدوا بعض الأدلّة الخاطئة التي تنطلق من شواهد تاريخية محدودة، کعيش الإنسان القديم فوق الأشجار، أو داخل الکهوف، مستفيداً من وسائل الحياة البدائية جداً. ولکنهم في الوقت ذاته نسوا أو تناسوا الکشف عن سرّ تطور البشرية، وتشييدها للحضارات؛ حتى في العهد القديم..

.. لابدّ أن يکون لذلک سبباً، والسبب هم أنبياء الله، حيث جاۆوا للبشرية بخير الدنيا وبشّروها بخير الآخرة. فقد کانت مهمة الأنبياء الأولى إلغاء الخرافات والأساطير، من عقول الناس وتقديم ماهو حقّ وحقيقة لهم.

فبدلاً من تقديم الأولاد قرابين للآلهة المزيفة، جاء النبي إبراهيم (عليه السلام) بفريضة الحج، التي تتضمن التضحية لله والتصدق بها على الفقراء - وذلک في قصة المنام التي رأى أنّه يذبح ابنه إسماعيل (عليه السلام) - وبدلاً من الخضوع للشيطان علّم إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) الناس الخضوع لله الواحد المطلق، وذلک من خلال القصة نفسها، إذ کان الشيطان يسعى إلى الإيقاع بإبراهيم(عليه السلام) ومنعه من تنفيذ ما أمره الله تعالى، وکذلک کان سعيه بالنسبة لإسماعيل(عليه السلام)، إذ جهد في تخويفه وإرعابه لئلا يطيع ربه وأباه، ولکنّ هذين النبيين سنَّا للناس منهج مکافحة الشيطان، فکانت فريضة رمي الشيطان بالحصى من جملة أعمال الحج کصورة رمزية لذلک..

وقبل ذلک؛ أصبح النبي إدريس (عليه السلام)، وهو من أوائل الأنبياء أوّل من خطّ وخاط وعلّم الناس ارتداء الملابس.. وبعده جاء النبي نوح (عليه السلام) ليعلّم قومه أُصول الاستفادة من الخشب، وتلاه النبي داود ليعلّم الناس صهر الحديد ويکشف لهم خصائص النباتات، وبعد جاء النبي دانيال ليعرّف البشرية علم الفلک والنجوم...

لقد کانت البشرية غارقة في الظلمات، بينما جاءت الرسالات الإلهية لتنقذها من تلکم الظلمات، ثمّ لتدخلها في عالم النور والمعرفة والحياة.

وفي الوقت الذي کان الناس يتحاربون بالحجر وبالمنجنيق، وبالسهام وبالسيوف، وبالرماح، وبالحرق، وبالسمّ وبالحيوانات المفترسة وغير ذلک ممّا لا يعدّ ويحصى، جاء الأنبياء ومنحوا الناس السلام والوئام والمحبة والراحة النفسية. وقد يسأل سائل عن سبب قول النبي عيسى (عليه السلام): ((إذا ضربک أحد على خدّک الأيمن فقدّم له خدّک الأيسر)).. وأقول: لقد أراد هذا النبي العظيم أن يخلق توازناً أخلاقياً طيباً في ذلک المجتمع المشحون بالعصبيات والأحقاد والنـزاعات، وقد تمکّن من التأثير فيهم، وبمقدار ما تخلق أفراد ذلک المجتمع بما أراد استطاعوا المعيشة مع بعض..

لقد منع الأنبياء على الناس ممارسة الظلم، وأمروهم بعدم التطفيف بالمکيال وعدم الاعتداء على الغير... وهذه التعاليم وغيرها علّمت البشرية وأنزلتهم من على الأشجار، وأخرجتهم من الکهوف إلى الأراضي المنبسطة، ليزرعوا ويصنعوا ويصطادوا، ومن ثمّ نمت البشرية، ولم تکن الحاجة إلى الدين إلاّ لهذا السبب..

أمّا حاجة البشر إلى الإسلام، فإنني أتحدى کل من کتب في التأريخ أن يوعزوا تطور المدنية البشرية الحالية إلى غير الإسلام، أو ينکروا على الإسلام دوره الأکبر في صياغة النهضة العلمية الراهنة.. فالحضارة البشرية إنّما قفزت وتقدمت بعد بعثة الرسول الأکرم (صلى الله عليه وآله وسلم).

خلال الفترة الفاصلة بين عروج النبي عيسى (عليه السلام) وبين بعثة النبي الأکرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، فترة کانت مشحونة بالصراعات والحروب بين حضارتي الفرس والروم. کما کان الوضع يعجّ بظاهرة الديکتاتورية والظلم. ولم يکن الإنسان خلال ذلک يعرف للعدل والکرامة معنىً، فالقانون الرومي - مثلاً - کان لا يرى أيةّ مکانة للمرأة التي کانت تباع وتشترى وتورث کما يورث المال والأثاث. أمّا الوضع في الجزيرة العربية؛ فقد کان معلوماً، إذ کان دثار العرب سيفهم والخوف شعارهم، والغدر أول أخلاقهم، والغارة الليلية شجاعتهم، وکانوا يقولون: نعم الصهر القبر، حيث کانوا يکرهون لبناتهم وبعض بنيهم البقاء، والحياة کانت تعجّ بالقذارة والأمراض والأمّية..

.. فجاء النبي الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، ومع ولادة النبي رأى الناس في مکّة المکرمة النور يشعّ من بيت أمّ النبي، کما سقطت في المدائن شرفات قصر کسرى، وفي ساوه غاضت بحيرتها، ولا تزال آثارها باقية حتى الآن حيث تسمّى بحيرة الملح، وانطفأت نار المجوس، وصار ما صار في العالم لولادة النبي، وهو خاتم الأنبياء، وهذا کان يعني الإيذان لحرکة جديدة في العالم.

فإذا کانت الحضارة تعني البناء دون الهدم، وتعني العلم دون الجهل، وتعني القيم دون الفوضى والانفلات، فلنا أن نقول بأنّ هذا الرسول الأکرم قد کوّن مدرسة الحضارة العالمية.

لقد قال أول ما قال: ((إنّما بعثت لأتمّم مکارم الأخلاق)) وعمل أول ما عمل على تغيير المجتمع - إنّ صح التعبير- من کيان متقاتل يدين بالغدر والأنانية والجهل، إلى کيان يهدف إلى السلام وحب الآخرين والإيثار وتحصيل المعرفة. حتى ليروى أنّ النبي قد أخبر بعيد معرکة أحد بوجود عشرة جرحى من المسلمين، فأمر النبي أحدهم أن يسقيهم قليلاً من الماء، فجاء لأولهم ليسقيه وقد کان أقرب ما يکون إلى حالة الاحتضار، فقال للساقي إنّ أحد الجرحى أحوّج مني إلى الماء، فلمّا ذهب إلى الجريح الثاني أشار إلى جريح ثالث، وهکذا کان کل جريح يأمر حامل الماء بأنّ يسقي الذي يليه، ولمّا وصل إلى آخرهم وجده قد استشهد، ولکنّ حامل الماء رأى العجب العجاب حينما عاد لمن قبله فرآه قد استشهد هو الآخر، وهکذا کان کلّما يستأخر ويمرّ على السابق يراه قد فاضت روحه، فعاد وأخبر النبي الکريم، فنـزل فيهم قول الله تبارک وتعالى: (وَيُۆْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر/9) فهذا الإنسان الذي کان حتى وقت قريب يغدر حتى بأخيه، يۆثر اليوم على نفسه رغم کونه يعاني الجراحات وسکرات الموت، هذا من الناحية الأخلاقية..

أمّا من الناحية الفکرية؛ حيث کانت الأذهان تملۆها الأساطير وقصص الجن والسحر والمنامات؛ فقد جهد (صلى الله عليه وآله) في تبديلها کلها، کما جعل وجهتهم إلى العقل والفکر والعلم والحقيقة، ومثال ذلک أنه حينما توفي ولده إبراهيم صادف أن کسفت الشمس، فظن الناس أنها کسفت لموت ابن النبي، ولکنّه رغم حزنه الشديد، حينما سمع بمقولة الناس أمرهم بالحضور في المسجد ليقول لهم: ((إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله سبحانه، لا ينکسفان لموت أحد أو حياة أحد، فإذا انکسفت الشمس فافزعوا إلى مساجدکم)) وقد شرّعت صلاة الآيات في هذه الحادثة..

أمّا من الناحية السياسية أو الاجتماعية فقد علّم النبي الناس التعاون والتشاور، والتفاهم کبديل للانعزال والأنانية والعناد، وکان (صلى الله عليه وآله) على عظمته وعصمته وتلقيه الوحي المباشر من ربّه، يترک رأيه ويأخذ برأي أصحابه رغم علمه المسبق بخطأ هذا الرأي أو ذاک، لکي يعلّم الناس المشورة، فتشاور الناس وتعاونوا وبنوا وتحدوا، فکانت الحضارة قد بدأت من هنا، وقفزت البشرية قفزات کبيرة بناءً على ما شيّدته رسالة الإسلام. ومهما جاءت حکومات فاسدة وحکمت البلاد الإسلامية وعرقلت المسيرة البنّاءة الصالحة إلاّ أنّها لم ولن تستطيع إطفاء نور الله سبحانه، فالنور قد استمرّ ويستمر. واليوم إذا ا طالعنا أبحاث ودراسات المختصين بالحضارة الغربية سنجدهم کلهم يۆکدون بأنّ جذور الحضارة الغربية عند المسلمين، وماذا يملک المسلمون غير الرسول (صلى الله عليه وآله)؟!

أمّا عن اليوم وواقع البشرية في المرحلة الراهنة ومدى الحاجة للرسول الکريم؛ فأقول لکم: بأنّ البشرية اليوم أشدّ ما تکون محتاجة للرسول؛ بل وأکثر من أيّ يوم مضى... ولتوضيح ذلک أقول: إذا کنّا متفقين على أنّ قائد الطائرة بحاجة إلى أعصاب أقوى من سائق السيارة، للفارق الکبير بين التعقيدات العلمية لدى کلتا الوسيلتين، وللفارق الکبير بين طبيعة العمل في الوسيلتين، وللفارق الکبير بين المخاطر التي تعترض کلتا الوسيلتين، إذا کنّا متفقين على کل ذلک، فعلينا أن نتفق أيضاً على أنّ الحضارة البشرية الراهنة أقوى بکثير من الحضارات التي سبقتها، وهي أعقد بکثير من سابقاتها، ولأنّ الإنسان قد تقدّم مادّياً وفکرياً فإنّه يکون بأمسّ الحاجة للإسلام الذي يمنعه من الانفلات، بعد أن يغذيه بالإرادة القويمة وبالروح الکافية..

لقد انقضى الوقت الذي کان الناس يتحاربون بالحجارة، أو يتلفون السنين في سفرهم بين بلد وآخر، أو تقضي الأمراض البسيطة على عشرات الآلاف منهم..

فإذا تحارب البشر فيما بينهم اليوم يکفيهم أن يستفيـدوا من غرام واحد مما يسمى بسلاح الجمرة الخبيثة ليقتل حوالـي عشرة ملايين إنسان، أمّا المواد المتفجرة فالبشرية تملک منها ما لو قسم على کل إنسان حي لکان نصيبه خمسة عشر طنـاً (!!) مع أنّ الإنسان يموت بخمسة عشر غراماً فقط...

ولهذا کنّا بأمسّ الحاجة إلى الدين والروح، وإلى النبي الأعظم، وتعاليمه الفذة ليکون لنا المنقذ من الأفکار الهدامة والأساطير الجديدة، والأمراض الفتاکة، والحروب التي يکاد فتيلها يشتعل بين لحظة وأخرى..

فرسول الله هو مصداق البرکة الإلهية التي نزلت على الناس بنـزول القرآن الکريم.

وظيفتنا تجاه النبي (صلى الله عليه وآله):

إنّ أول وظائفنا تجاه نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) هو توطيد العلاقة الروحية عبر زيارته يومياً، مثلاً. ثمّ التعرّف بعمق وإمعان على حکمه ومواعظه التي ليست إلاّ وحياً کان يوحى إليه. وإذا تعرفنا على سنته توجّب علينا الالتزام بها، ليکون ذلک بمثابة الأرضية المناسبة والصلبة لنشر أفکاره وحکمه وتعاليمه بين المسلمين؛ بل بين کافة أفراد البشرية.

إنّ من المخزي أن ينتظر المسلمون من الغرب أن يصدّروا لهم أفکارهم ومناهجهم ليغزوهم بها، علماً أنّ کل کلمة من کلمات الرسول الأکرم (صلى الله عليه وآله) تعجّ بالحکمة والقانون الحضاري القويم.

وعليه؛ فإنّ من الواجب على المسلمين، ولا سيما النخبة العلمية فيهم أن يبذلوا کل جهدهم في إطار تصدير الحکمة النبوية للعالم؛ العالم الذي لمس وتأکّد من عدم جدوائية المناهج الوضعية وفشلها. وهاهي الفرصة الذهبية قد أتيحت لنا للعمل على هذا الصعيد في ظل ثورة الاتصالات وانتشار الانترنيت والفضائيات، وإنني ليملۆني اليقين أنّ شعوب العالم بأمسّ الحاجة وأشدّ التعطش إلى أفکار ورۆى وبصائر القرآن الکريم وحکمة نبينا الأکرم، هذا فضلاً عن قدرة هذه الأفکار والحکم على حلّ الأزمات العالمية والحضارية، وعلى کافة الأصعدة، لأنّها تمثّل الينبوع الصافي للفطرة التي أودعها الله في الإنسان..

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لنشر راية الإسلام في ربوع العالم أجمع. وأن يجعلنا ممن ينتصر بهم لدينه، وألاّ يستبدل بنا غيرنا، وأن يجعل حياتنا ومماتنا وفکرنا کلّه تابعاً للرسول الأکرم. اللّهم اجعل محيانا محيى محمد وآل محمد، ومماتنا ممات محمد وآل محمد، اللّهم اجعلنا في الدنيا نتبعهم ونطيع أوامرهم، وفي الآخرة نکون معهم، إنّک سميع الدعاء.

المصدر: الرسول قدوة واسوة – محمد تقي المدرسي


انتهای پیام