۱۳۹۳/۸/۲۳   2:8  زيارة:2983     اجتماعیة و تربوبة

بسم الله الرحمن الرحیم
مشاکل المراهقة

 




"إن المراهقة تختلف من فرد إلى آخر، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى، ومن سلالة إلى أخرى، کذلک تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق، فهي في المجتمع البدائي تختلف عنها في المجتمع المتحضر، وکذلک تختلف في مجتمع المدينة عنها في المجتمع الريفي، کما تختلف من المجتمع المتزمت الذي يفرض کثيراً من القيود والأغلال على نشاط المراهق، عنها في المجتمع الحر الذي يتيح للمراهق فرص العمل والنشاط، وفرص إشباع الحاجات والدوافع المختلفة.
کذلک فإن مرحلة المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالاً تاماً، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات في المرحلة السابقة، والنمو عملية مستمرة ومتصلة".
ولأن النمو الجنسي الذي يحدث في المراهقة ليس من شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى حدوث أزمات للمراهقين، فقد دلت التجارب على أن النظم الاجتماعية الحديثة التي يعيش فيها المراهق هي المسؤولة عن حدوث أزمة المراهقة، فمشاکل المراهقة في المجتمعات الغربية أکثر بکثير من نظيرتها في المجتمعات العربية والإسلامية،
 
وهناک أشکال مختلفة للمراهقة، منها:
 
1- مراهقة سوية خالية من المشکلات والصعوبات.
2- مراهقة انسحابية، حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة، ومن مجتمع الأقران، ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه، حيث يتأمل ذاته ومشکلاته.
3- مراهقة عدوانية، حيث يتسم سلوک المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء.
 
والصراع لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية، الجسدية والنفسية التي تطرأ عليه في هذه المرحلة، فجسدياً يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقاً وإرباکاً، وينتج عنه إحساسه بالخمول والکسل والتراخي، کذلک تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحرکية عند المراهق غير دقيقة، وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً، ونفسيا يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس، وبناء المسؤولية الاجتماعية، وهو في الوقت نفسه لا يستطيع أن يبتعد عن الوالدين؛ لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لديه، وهذا التعارض بين الحاجة إلى الاستقلال والتحرر والحاجة إلى الاعتماد على الوالدين، وعدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وکيفية التعامل مع سلوکيات المراهق، وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد مجتمع الکبار والصغار، إذا تصرف کطفل سخر منه الکبار، وإذا تصرف کرجل انتقده الرجال، مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق، ويزيد من حدة المرحلة ومشاکلها.
 
إن أهم ما يعاني الآباء منه خلال هذه المرحلة مع أبنائهم:
 
* الخوف الزائد على الأبناء من أصدقاء السوء.
* عدم قدرتهم على التميز بين الخطأ والصواب باعتبارهم قليلو الخبرة في الحياة ومتهورون.
* أنهم متمردون ويرفضون أي نوع من الوصايا أو حتى النصح.
* أنهم يطالبون بمزيد من الحرية والاستقلال.
* أنهم يعيشون في عالمهم الخاص، ويحاولون الانفصال عن الآباء بشتى الطرق.
 
 أبرز المشکلات والتحديات السلوکية في حياة المراهق:
1-الصراع الداخلي:
حيث يعاني المراهق من جود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفکيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفکار والجيل السابق.
2- الاغتراب والتمرد:
فالمراهق يشکو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلک يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين کوسيلة لتأکيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور کافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوکيات التمرد والمکابرة والعناد والتعصب والعدوانية.
3-الخجل والانطواء:
فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشکلاته، لکن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.
4-السلوک المزعج:
والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يرکل الصغار ويتصارع مع الکبار، يتلف الممتلکات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاکل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر غيره.
5- العصبية وحدة الطباع:
فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويکون متوتراً بشکل يسبب إزعاجاً کبيراً للمحيطين به.
وتجدر الإشارة إلى أن کثيراًَ من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية کبيرة على شکل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذکور، وغضب واکتئاب عند الإناث.
 


انتهای پیام