۱۳۹۳/۸/۲۳   2:5  زيارة:1542     السیرة

بسم الله الرحمن الرحیم
الإسلام والأسرة في مجتمع متطور

 



1- التطور:
إن التطور هو نتيجة التفاعل المستمر بين الإنسان وبين الکون المحيط به، وليس ناتجًا عن حدوث عنصر جديد في مسرح حياته، ولا عن غياب عنصر عنه.
إن الإنسان يبحث فيقرأ سطرًا من کتاب الکون فيطلع على عنصر جديد، أو طاقة جديدة، أو على صفة جديدة في الشيء الذي يعرفه، وعند ذلک يحاول أن يستفيد من علمه الجديد في سبيل تحسين وضعه ليستعمل الجديد، ويطور حياته، والکون المحيط به، ويتطور هو أيضًا، ثم ينطلق من المرحلة الحياتية الجديدة للبحث عن جديد آخر، وهکذا.
والجديد في حياة الإنسان ينتقل من حقل إلى حقل، فيحصل تفاعل آخر بين مختلف قطاعات حياته، ومنطلقات جديدة للتحرک والتطور.
إن بقاء کلام الله (القرآن الکريم) بين الأمة، وهو وحي نصًا وروحًا، يعني أن أي فهم جديد للقرآن، وفي أي مستوى کان هو صحيح، عندما يحصل حسب القواعد المعتمدة في الکلام، ويمکن اعتماده والتمسک به في تنظيم شۆون الحياة.
2- الإسلام والتطور:
الإسلام دين الفطرة، وشريعة الخلق، فلا يمکن أن يعترف بالجمود بل يدعو للتطوير والتکامل.
ويوجه التطور هذا بطريقين:
الأول:
إن بقاء کلام الله (القرآن الکريم) بين الأمة، وهو وحي نصًا وروحًا، يعني أن أي فهم جديد للقرآن، وفي أي مستوى کان هو صحيح، عندما يحصل حسب القواعد المعتمدة في الکلام، ويمکن اعتماده والتمسک به في تنظيم شۆون الحياة.
وفي کلام الإنسان لا يمکن اعتماد هذه القاعدة، لأن الإنسان يعبر عن مستوى ثقافي معين لا يمکنه تخطيه، ولذلک لا يجوز فهم کلامه إلا في حدود مستوى ثقافته.
فالخلود والتطور في الإسلام مرهونان بإلهية الکلمات القرآنية، التي تقف متوازية إلى جانب الإنسان والکون، وتقدم توجيهًا محددًا حسب التفاعل المتجدد في الإنسان والکون. ويمکن استمرار التفاعل بين الإنسان وبين القرآن بالفهم المتجدد بموازاة التفاعل بين الإنسان والکون بالتطور.
الثاني:
وفي صميم التعاليم الإسلامية أحکام خاصة لتطوير العقود والأحکام: أمثال الروط التي يمکن ايرادها ضمن العقود، والتي تغير صورتها.
3- الأسرة والمجتمع:
إن الأسرة تشکل جانبًا مهمًا من حياة المجتمع البشري وتتفاعل مع المجتمع بصورة متقابلة فتتأثر بالتطورات الاجتماعية اقتصادية وسکنية وغيرهما، وتۆثر في المجتمع بدورها حيث تنعکس حالات الأسرة وأحداثها على المجتمع الکبير. ولذلک فإن دراسة هذا الموضوع لها بعدان متقابلان: تأثير المجتمع المتطور على الأسرة، وتأثير الأسرة على المجتمع.
4- الإسلام والأسرة:
في رأي بعض الباحثين أن المجتمع في نظر الإسلام يتکون من وحدات، وکل وحدة هي الأسرة، وليست الفرد. کما أن المجتمع ليس الوحدة التي تتجزأ إلى الأفراد أو الأسر أو الطبقات. والحقيقة أن مقام الأسرة وتاثيرها في المجتمع في رأي الإسلام کبير جدًا حتى عند مَن لا يلتزم بهذا الرأي. ويکفي إثباتًا لذلک الحديث الشريف: ( ما بني في الإسلام بناء أحب عند الله من الزواج ).
5- الأسرة في مجتمع متطور:
يمکن تحديد المعالم الأساسية للأسرة في مجتمع متطور معاصر في النقاط التالية:
الأولى: الحاجات المتزايدة في مختلف شۆون الحياة والتي تتطلب مزيدًا من الجهد لأجل تأمينها فيضطر الرجل إلى تطوير عمله أو تغييره، أو النزوح إلى المدينة أو العاصمة أو الهجرة، وتضطر المرأة في بعض الأحيان لأن تعمل.
وهذه العوامل تنعکس بصورة واضحة على حياة الأسرة والعلاقات الأسرية بالإضافة إلى أن مجرد تزايد الحاجات أيضًا من عوامل تغيير هذه العلاقات.
إن الوقت المطلوب لزيادة النشاط، وغياب الرجل في حالات الهجرة أو النزوح، وتغير الظروف عندما تهاجر أو تنزح الأسرة، وهکذا غياب المرأة عن البيت وبقاۆها في أجواء عملها، واستقلالها المادي، وغير ذلک من المۆثرات، لها مفعول عميق في العلاقات الأسرية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
 


انتهای پیام