۱۳۹۳/۸/۲۳   2:0  زيارة:1296     القرأن

بسم الله الرحمن الرحیم
الصحة النفسية في القرآن الکريم

 



تتوافق بعض الدراسات النفسيّة على اعتبار الآتي مبادئ وأسس الصحّة النفسيّة، وقد لا يکون هذا استقصاءً لکلّ تلک المبادئ، لکنّنا نتمشّى مع ما هو ثابت أو مثبّت منها:
1-    البوح بالأسرار لشخصية حاکمة عاقلة:
مثالهُ القرآني: زليخا زوجة العزيز التي اعترفت بذنبها قائلة(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي) (يوسف/ 53)، وقالت في حضرة الملک أيضاً(الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ) (يوسف/ 51).
وکذلک اعتراف إخوة يوسف في حضرة الوزير يوسف(إِنْ کُنَّا لَخَاطِئِينَ) (يوسف/ 91).
والشخصية الحاکمة ليست بالضرورة تلک التي تتمتّع بمنصب حکومي، بل لها موقع النفوذ والتأثير.
أمّا لماذا البوح لمثل هذه الشخصيّة، فلأنّها تتفهّم وتقدِّر وتتعاون في حل المشکلة کالوالدين، أو المعلِّم، أو المرشد الروحيّ، أو الصديق الخبير الثقة.
2-    الهروب من متاعب الحياة إلى نشاط ممتع کمشاهدة الطبيعة:
مثالهُ القرآني: دعوة إخوة يوسف أباهم ليرسل معهم يوسف للنزهة واللهو(أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(يوسف/ 12).
3-    وضع تخطيط للمنشّطات الروحية بنحو عام:
دليلهُ قوله تعالى(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَکَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة/ 45).
4-    إستنفار الطاقة للقيام بعمل ما:
دليلهُ القرآني قوله عزّ وجلّ:(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُکِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام/ 162).
5-    العمل على تحقيق الأهداف واحداً واحداً:
مثالهُ القرآني دعوة الخضر (ع) موسى (ع) للصبر حتى النهاية حتى يدرک المغزى من تلک المواقف(قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَکَ مِنْهُ ذِکْرًا) (الکهف/ 70).
6-    الإستسلام أحياناً بغير عناد:
مثاله القرآني استسلام يونس (ع) في بطن الحوت(فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَکَ إِنِّي کُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء/ 87).
7-    عدم التفکير في تحقيق المُعجز:
دليلهُ القرآني:(إِنَّکَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا(الإسراء/ 37).
8-    عدم القسوة في النقد وتخيّر الإيجابيات عند الآخرين:
مثاله القرآني: إخوة يوسف (ع) بعدما تعرّفوا عليه(قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَکَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ کُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْکُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَکُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف/ 91-92).
9-    القيام بدور المبادأة:
مثاله القرآني: مبادرة موسى (ع) لخدمة شعيب:(قَالَ مَا خَطْبُکُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ کَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ) (القصص/ 23-24).
هذه المبادئ – کما تلاحظ – تلتقي عند نقطة واحدة کبيرة أو عنوان عريض هو: لا تکلِّف نفسک فوق طاقتها، فکما أنّ الحمل الثقيل يجعلک تشعر بآلام في الظهر أو الکتفين والعضلات، فکذلک الحمل أو العبء النفسي الثقيل يتمظهر بآلام نفسية: شکوى تذمّراً وقلقاً وأرقاً وکآبة وقرفاً وحروباً نحو الأسوأ في العلاج، أو التخلّص من المتاعب النفسية بطريقة خاطئة، إمّا مسيئة للنفس وإمّا مدمّرة لها، وکلاهما يزيدان الطين بلّة.
 


انتهای پیام