۱۳۹۳/۸/۲۳   1:45  زيارة:3412     اجتماعیة و تربوبة

بسم الله الرحمن الرحیم
الإسلام دين التواصل

 


الإسلام دين التواصل‏

إن المراجع لمصادر الإسلام، من خلال القرآن الحکيم والأحاديث الشريفة، يرى بکلّ‏ِ وضوح وجلاء، حقيقة وهي: أن کثيراً من وصايا الإسلام وواجباته وأحکامه تدعو إلى إزالة الحجب القائمة بين الأفراد، بين الإنسان وأخيه الإنسان.
إن الإسلام لم يأتِ لهدمِ الإنسانية، إنما جاء بهدف هدم الحواجز التي يمکن أن تفصل الإنسان عن أخيه في الإنسانية، أو أخيه في الإيمان، مثل العصبيات بسائر أقسامها وأسمائها، والکبر والغرور والحقد والحسد وسوء الظن... هذه القائمة الطويلة السوداء من الصفات السيئة التي جاء الإسلام للقضاء عليها واجتثاثها من جذورها.
وقد تتعجب من قول الرسول صلى الله عليه وآله:
"إنما بعثت لأتمم مکارم الأخلاق".
ولکن المجتمع الذي لا أخلاق له، والذي يفصل بين أبنائه الحسد والبغضاء والکبر، ولا يثق المرء بأخيه، والذي لا يقوم على قاعدة الحب والإخلاص والصفاء، هذا المجتمع لا يمکن أن يرتقي أو يبني حضارة، إن مجتمع التقاطع والحقد والحسد والبغضاء ليس مجتمعاً إسلامياً وإن سُمّي کذلک...
إذن فالإسلام يدعو إلى مجتمع المحبة والتواصل والتعاون والإخاء والتکافل مجتمع ليس فيه الحواجز النفسية والاجتماعية بين أبنائه، متشابک داخلياً، وآنئذ يستطيع هذا المجتمع أن يکون مصداقاً لقوله تعالى:
"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا".
وأن يکون:
"وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ"1.
وأن يکون:
"مثل المۆمنين في توادّهم وتراحمهم کمثل الجسد الواحد إن اشتکى منه عضو تداعت سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
فإذا ما تکاتف المجتمع داخلياً، وأمِن من داخله، فحينئذ من السهولة أن ينتصر على أعدائه، أما إذا کان المجتمع مقاطعاً بعضه بعضاً، فحينئذ على هذا المجتمع السلام، ولن يستطيع أن ينتصر على أعدائه.
والتاريخ، والإسلامي منه بالخصوص، يۆکِّد لنا هذه الحقيقة، أن المسلمين تراجعوا حينما تقاطعوا، وإذا أرادوا الرجوع إلى ميدان قيادة الأمم فما عليهم إلا أن يتواصلوا ويتکاتفوا.
وهذا التواصل ينبغي أن يبدأ في الأسرة والعائلة، أي بين الأرحام، ليکون البيت الداخلي آمناً، ومن ثمّ‏َ ينجرّ
الکلام إلى الوحدة والتواصل الاجتماعي الإسلامي بشکل عام والإنساني بشکل أعم.
عبادات تواصلية
حتى العبادات الإسلامية التي ظاهرها الفردية، فإنّها تضمنت معان اجتماعية، خذ مثالاً الصلاة: فعندما يصلي الإنسان المسلم بمفرده، هل يعني ذلک أن هذه الصلاة هي صلاة فردية؟ لا، لأن الصلاة وإن کانت إقامتها بصورة فردية أحياناً، إلا أن مضمونها اجتماعي.
خذ مثلاً: عندما يقرأ المصلي سورة الفاتحة، فإنه يصل إلى آيات:
"مَلِکِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاکَ نَعْبُدُ وإِيَّاکَ نَسْتَعِينُ".
فهنا نجد أن الصيغة صيغة الجماعة، نعبد نستعين إهدنا، وليست هي صيغة المفرد، أعبد أستعين إهدني.
فضلاً عن أن الإسلام حثّ على إقامة الصلاة جماعة وفي المسجد، وهذا يشير إلى أهميّة التحرک والنشاط الاجتماعي التواصلي في الإسلام الحکيم.
وهکذا عبادة الحج، فإن الحج صورته صورة جماعية، فمنذ انطلاق الإنسان من بلده إلى عودته من الحج ترافقه المعاني الاجتماعية، والإشارات التواصلية.
وهکذا الصوم والزکاة، ترى فيهما المعاني الاجتماعية التواصلية فإذن الإسلام اجتماعي تواصلي، يدعو إلى المحبّة والتکاتف والتعاون.
الغرب المتقاطع‏
إذا عرفت منهجية الإسلام في العلاقة مع الآخر، وکونه اجتماعياً، فعرِّج بنظرک صوب الغرب لترى کيف يعيش الغرب من هذه الناحية.
إن مراجعة دقيقة للمجتمع الغربي يۆکِّد لک، بما ليس فيه شک، إلى أنه مجتمع فرداني وأناني الإتجاه، فإنه لا يفهم إلا من خلال مصالحه الضيقة، والفرد فيه مکلّف بتحسين حاله بمفرده، وليس مسۆولاً عن الآخرين، وبالنتيجة فإن قيمه ومصالحه متعلقة به، ولا يخدم بها بني الإنسان، مهما بعد منه أو قرب، حتى ولو کان ابنه من صلبه أحياناً، ولا تعدو أن تکون القيم والمصالح آلة اقتصادية مثلها مثل بقية الآلات، لا دخل لمعنى الإنسان أو الإنسانية ومصيره فيها بشي‏ء.
والمۆسف المبکي أن روحيّة الغربيين قد غزتنا، وأصبحت هويّة المسلمين وأصالتهم وروحيتهم الاجتماعية والتواصلية في مهب الرياح الغربية الفاسدة، فالهجوم الثقافي شرس واسع النطاق.
فينبغي على المسلم في هذا الصراع إثبات الذات وصون الهوية الثقافية والتمسک بمبادئ الإسلام الأصيلة.
 


انتهای پیام