۱۳۹۳/۷/۱۸   2:55  زيارة:1121     الاخبار


اهمية الغىير في التاريخ

 


 
 
أهميّة الغدير في التاريخ
 

لا يستريب أيّ ذي مُسْکة في أنَّ شرف الشي‏ء بشرف غايته ، فعليه أنَّ أوّل ما تکسبه الغايات أهميّة کبرى‏ من مواضيع التاريخ هو ما أُسِّس عليه دين ، أو جرت‏به نِحلة ، واعتلت عليه دعائمُ مذهب ، فدانت به أُمم ، وقامت به دول ، وجرى‏ به ذکرٌمع الأبد ، ولذلک تجد أئمة التاريخ يتهالکون في ضبط مبادئ الأديان وتعاليمها ، وتقييدما يتبعها من دعايات ، وحروب ، وحکومات ، وولايات ، التي عليها نَسَلت الحُقُب‏والأعوام ، ومضت القرون الخالية ( سُنَّةَ اللَّهِ في الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ‏تَبْديلاً )، وإذا أهمل المؤرِّخ شيئاً من ذلک فقد أوجد في صحيفته فراغاً لا تسدّه أيّة مهمّة ، وجاء فيها بأمر خِداج؛ بُتِر أوّلُه ، ولا يُعلم مبدؤه ، وعسى‏ أن يوجب ذلک جهلاً للقارئ في مصير الأمر ومنتهاه .
إنَّ واقعة غدير خُمّ هي من أهمّ تلک القضايا ؛ لما ابتنى‏ عليها - وعلى‏ کثير من‏الحُجج الدامغة - مذهبُ المقتصِّين أثر آل الرسول - صلوات اللَّه عليه وعليهم - وهم‏معدودون بالملايين ، وفيهم العلم والسؤدد ، والحکماء ، والعلماء ، والأماثل ، ونوابغ في‏علوم الأوائل والأواخر ، والملوک ، والساسة ، والأمراء ، والقادة ، والأدب الجمّ ،والفضل الکُثار ، وکتب قيِّمة في کلّ فنّ ، فإنْ يکن المؤرِّخ منهم فمن واجبه أن يفيض‏على‏ أمّته نبأ بَدْء دعوته ، وإن يکن من غيرهم فلا يعدوه أن يذکرها بسيطة عندمايسرُد تاريخ أمّة کبيرة کهذه ، أويشفعها بما يرتئيه حول القضيّة من غميزة في الدلالة ،إن کان مزيج نفسه النزول على‏ حکم العاطفة ، وما هنالک من نعرات طائفته ، على‏ حين أنّه لا يتسنّى‏ له غمزٌ في سندها ، فإنَّ ما ناء به نبيّ الإسلام يومَ الغدير من الدعوةإلى‏ مفاد حديثه لم يختلف فيه اثنان ، وإن اختلفوا في مؤدّاه ؛ لأغراضٍ وشوائبَ غيرخافية على النابه البصير .
فذکرها من‏أئمّة المؤرِّخين :
 البلاذري في أنساب الأشراف ،وابن قتيبة في المعارف والإمامة والسياسة ، والطبريّ في کتاب مفرد ، وابن زولاق الليثي المصري  في تأليفه ، والخطيب‏البغدادي  في تاريخه ، وابن عبدالبَرّ في الاستيعاب ،والشهرستاني في الملل والنحل ، وابن عساکر في‏تاريخه ، وياقوت الحَمَوي  معجم الأدباء من الطبعةالأخيرة ، وابن الأثير في أُسد الغابة ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، وابن خلّکان في تاريخه ، واليافعي في مرآة الجنان ، وابن الشيخ البَلَوي  في ألف باء، وابن کثيرالشامي في البداية والنهاية ، وابن خلدون في مقدّمةتاريخه ، وشمس الدين الذهبي في تذکرة الحفّاظ ، والنويري  في نهاية الأَرَب في فنون الأَدَب ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة وتهذيب التهذيب ، وابن الصبّاغ المالکي في‏الفصول المهمّة ، والمقريزي  في الخطط ، وجلال الدين السيوطي في غير واحد من کتبه ، والقرماني الدمشقي في أخبارالدول ، ونور الدين الحَلَبي في السيرة الحَلَبيّة ، وغيرهم .
وهذا الشأن في علم التاريخ لا يقلّ عنه الشأن في فنّ الحديث ، فإنَّ المحدِّث إلى‏أيّ شطرٍ ولّى‏ وجهه من فضاء فنِّه الواسع ، يجد عنده صحاحاً ومسانيدَ تثبت هذه‏المَأثُرة لوليّ أمر الدين عليه السلام ، ولم يزل الخَلَف يتلقّاه من سلفه حتى‏ ينتهي الدور إلى‏ جيل‏الصحابةالوعاة للخبر ، ويجد لها مع تعاقب‏الطبقات‏بَلَجاً ونوراً يَذهب بالأبصار ،فإن أغفل المحدِّث ما هذا شأنه ، فقد بخس للأمّة حقّاً ، وحرمها عن الکثير الطيّب ممّاأسدى‏ إليها نبيُّها نبيّ الرحمة من برّه الواسع ، وهدايته لها إلى الطريقة المثلى‏ .
فذکرها من أئمّة الحديث :
إمام الشافعية أبو عبداللَّه محمد بن إدريس الشافعي  کما في نهاية ابن الأثير ، وإمام الحنابلة أحمد بن حنبل في مسنده ومناقبه ، وابن ماجة  في سننه ، والترمذي في صحيحه ، والنسائي  في الخصائص ، وأبو يعلى‏الموصلي في مسنده ، والبغوي  في السنن ، والدولابي في الکنى‏ والأسماء ، والطحاوي في مشکل الآثار ،والحاکم  في المستدرک ، وابن المغازلي الشافعي  في‏المناقب ، وابن مندة الأصبهاني  بعدّة طرق في تأليفه ، والخطيب‏الخوارزمي  في المناقب ومقتل الإمام السبط عليه السلام ، والکنجي  في کفاية الطالب ، ومحبّ الدين الطبريّ  في الرياض‏النضرة وذخائر العقبى‏ ، والحمّوئي  في فرائد السمطين ، والهيثميّ  في مجمع الزوائد ، والذهبي في التلخيص ، والجَزْري  في أسنى المطالب ، وأبو العبّاس القسطلاني  في المواهب‏اللدنيّة ، والمتّقي الهندي في کنز العمّال ، والهَرَويّ القاري في المرقاة في شرح المشکاة ، وتاج الدين المناوي في‏کنوز الحقائق في حديث خير الخلائق وفيض القدير ، والشيخاني‏القادري في الصراطالسويّ في مناقب آل النبيّ ، وباکثير المکّي  في وسيلة المآل في مناقب‏الآل ، وأبو عبداللَّه الزرقاني المالکي  في شرح المواهب ، وابن حمزةالدمشقي الحنفي في کتاب البيان والتعريف ، وغيرهم .
کما أنَّ المفسِّر نُصْبُ عينيه آيٌ من القرآن الکريم نازلة في هذه المسألة يرى‏
من واجبه الإفاضة بما جاء في نزولها وتفسيرها ، ولا يرضى‏ لنفسه أن يکون عمله‏مبتوراً ، وسعيه مُخدَجاً ، فذکرها من أئمّة التفسير : الطبريّ في تفسيره ،والثعلبي  في تفسيره ، والواحدي  في أسباب‏النزول ، والقرطبي  في تفسيره ، وأبو السعود في تفسيره ، والفخرالرازي  في تفسيره الکبير ، وابن کثير الشامي في‏ تفسيره ، والنيسابوري : المتوفّى‏ في القرن الثامن في تفسيره ، وجلال الدين السيوطي‏في تفسيره ، والخطيب الشربيني في تفسيره ، والآلوسي البغدادي  في‏تفسيره ، وغيرهم .
والمتکلّم حين يقيم البراهين في کلّ مسألة من مسائل علم الکلام ، إذا انتهى‏ به‏السير إلى مسألة الإمامة ، فلا مُنتدح له من التعرّض لحديث الغدير حجّةً على المُدّعى‏أو نقلاً لحجّة الخصم ، وإن أردفه بالمناقشة في الحساب عند الدلالة ، کالقاضي أبي بکرالباقلّاني البصري في التمهيد ، والقاضي عبدالرحمن الإيجي‏الشافعي في المواقف ، والسيِّد الشريف الجرجاني  في‏شرح المواقف ، والبيضاوي  في طوالع الأنوار ، وشمس الدين‏الأصفهاني في مطالع الأنظار ، والتفتازاني  في شرح المقاصد ،والقوْشَجي المولى‏ علاء الدين  في شرح التجريد . وهذا لفظهم :
إنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قد جمع الناس يوم غدير خُمّ - موضع بين مکة والمدينة بالجُحْفة
- وذلک بعد رجوعه من حجّة الوداع ، وکان يوماً صائفاً حتى‏ إنَّ الرجل لَيضع رداءه‏تحت قدميه من شدّة الحرّ ، وجمع الرحال ، وصعد عليها ، وقال مخاطباً : « معاشرَالمسلمين ألستُ أولى‏ بکم من أنفسکم ؟ قالوا : اللّهمّ بلى‏ .
قال : من کنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُرْمن نَصره ، واخذُلْ من خَذله » .
ومن المتکلّمين القاضي النجم محمد الشافعي في بديع المعاني ،وجلال الدين السيوطي في أربعينه ، ومفتي الشام حامد بن عليّ العمادي في الصلات‏الفاخرة بالأحاديث المتواترة ، والآلوسي البغدادي في نثر اللآلي ،وغيرهم .
واللغويّ لا يجد مُنتدَحاً من الإيعاز إلى‏ حديث الغدير عند إفاضة القول في‏معنى ( المولى‏ ) أو ( الخُمّ ) أو ( الغدير ) أو ( الوليّ ) ، کابن دُرَيد محمد بن‏الحسن  في جمهرته ، وابن‏الأثير في‏النهاية ، والحموي في معجم‏البلدان في ( خُمّ ) ، والزبيدي الحنفي في تاج العروس ، والنبهاني في المجموعة النبهانية .
 

انتهای پیام