۱۴۰۲/۴/۷   2:41  زيارة:1663     الاخبار

بسم الله الرحمن الرحيم
دعاء الامام الحسين (ع)في يوم عرفه

 


 

استمع الي الدعاء
روى بشر وبشير ابنا غالب الأسدي ، قالا : کنّا مع الحسين بن علي ( عليهما السلام ) عشيّة عرفة ، فخرج ( عليه السلام ) من فُسطاطه متذلّلاً خاشعاً ، فجعل يمشي هوناً هوناً حتّى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت ، ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه کاستطعام المسکين ، ثمّ قال :
( اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى لَيْسَ لِقَضآئِهِ دافِعٌ ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ ، وَلا کَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِع ، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ ، فَطَرَ اَجْناسَ الْبَدائِعِ ، واَتْقَنَ بِحِکْمَتِهِ الصَّنائِعَ ، لا تَخْفى عَلَيْهِ الطَّلائِعُ ، وَلا تَضيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ ، جازى کُلِّ صانِع ، وَرائِشُ کُلِّ قانع ، وَراحِمُ کُلِّ ضارِع ، وَمُنْزِلُ الْمَنافِعِ وَالْکِتابِ الْجامِعِ ، بِالنُّورِ السّاطِعِ ، وَهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ ، وَلِلْکُرُباتِ دافِعٌ ، وَلِلدَّرَجاتِ رافِعٌ ، وَلِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ ، فَلا اِلهَ غَيْرُهُ ، وَلا شَىءَ يَعْدِلُهُ ، وَلَيْسَ کَمِثْلِهِ شَىءٌ ، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ ، اللَّطيفُ الْخَبيرُ ، وَهُوَ عَلى کُلِّ شَىء قَديرٌ .
اَللّهُمَّ اِنّى اَرْغَبُ إِلَيْکَ ، وَاَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَکَ ، مُقِرّاً بِاَنَّکَ رَبّى ، اِلَيْکَ مَرَدّى ، اِبْتَدَأتَنى بِنِعْمَتِکَ قَبْلَ اَنْ اَکُونَ شَيْئاً مَذکوراً ، وَخَلَقْتَنى مِنَ التُّرابِ ، ثُمَّ اَسْکَنْتَنِى الاَْصْلابَ ، آمِناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ ، وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ والسِّنينَ ، فَلَمْ اَزَلْ ظاعِناً مِنْ صُلْب اِلى رَحِم ، فى تَقادُم مِنَ الاَْيّامِ الْماضِيَةِ ، وَالْقُرُونِ الْخالِيَةِ ، لَمْ تُخْرِجْنى لِرَأفَتِکَ بى ، وَلُطْفِکَ لى ، وَاِحْسانِکَ اِلَىَّ ، فى دَوْلَةِ اَئِمَّةِ الْکُفْرِ الَّذينَ نَقَضُوا عَهْدَکَ ، وَکَذَّبُوا رُسُلَکَ ، لکِنَّکَ اَخْرَجْتَنى للَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدى ، الَّذى لَهُ يَسَّرْتَنى ، وَفيهِ اَنْشَأْتَنى ، وَمِنْ قَبْلِ رَۆُفْتَ بى بِجَميلِ صُنْعِکَ ، وَسَوابِغِ نِعَمِکَ ، فابْتَدَعْتَ خَلْقى مِنْ مَنِىّ يُمْنى ، وَاَسْکَنْتَنى فى ظُلُمات ثَلاث ، بَيْنَ لَحْم وَدَم وَجِلْد ، لَمْ تُشْهِدْنى خَلْقى ، وَلَمْ تَجْعَلْ اِلَىَّ شَيْئاً مِنْ اَمْرى ، ثُمَّ اَخْرَجْتَنى لِلَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدى اِلَى الدُّنْيا تآمّاً سَوِيّاً .
وَحَفِظْتَنى فِى الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً ، وَرَزَقْتَنى مِنَ الْغِذآءِ لَبَناً مَرِيّاً ، وَعَطَفْتَ عَلَىَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ ، وَکَفَّلْتَنِى الاُْمَّهاتِ الرَّواحِمَ ، وَکَلاْتَنى مِنْ طَوارِقِ الْجآنِّ ، وَسَلَّمْتَنى مِنَ الزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ ، فَتَعالَيْتَ يا رَحيمُ يا رَحْمنُ ، حتّى اِذَا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْکَلامِ ، اَتْمَمْتَ عَلَىَّ سَوابِغَ الانْعامِ ، وَرَبَّيْتَنى آيِداً فى کُلِّ عام ، حَتّى إذَا اکْتَمَلَتْ فِطْرَتى ، وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتى ، اَوْجَبْتَ عَلَىَّ حُجَتَّکَ ، بِاَنْ اَلْهَمْتَنى مَعْرِفَتَکَ ، وَرَوَّعْتَنى بِعَجايِبِ حِکْمَتِکَ ، وَاَيْقَظْتَنى لِما ذَرَأتَ فى سَمآئِکَ وَاَرْضِکَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِکَ ، وَنَبَّهْتَنى لِشُکْرِکَ ، وَذِکْرِکَ ، وَاَوجَبْتَ عَلَىَّ طاعَتَکَ وَعِبادَتَکَ ، وَفَهَّمْتَنى ما جاءَتْ بِهِ رُسُلُکَ ، وَيَسَّرْتَ لى تَقَبُّلَ مَرْضاتِکَ ، وَمَنَنْتَ عَلَىَّ فى جَميعِ ذلِکَ بِعَونِکَ وَلُطْفِکَ ، ثُمَّ اِذْ خَلَقْتَنى مِنْ خَيْرِ الثَّرى ، لَمْ تَرْضَ لى يا اِلهى نِعْمَةً دُونَ اُخرى ، وَرَزَقْتَنى مِنْ اَنواعِ الْمَعاشِ ، وَصُنُوفِ الرِّياشِ بِمَنِّکَ الْعَظيمِ الاَْعْظَمِ عَلَىَّ ، وَاِحْسانِکَ الْقَديمِ اِلَىَّ ، حَتّى اِذا اَتْمَمْتَ عَلَىَّ جَميعَ النِّعَمِ ، وَصَرَفْتَ عَنّى کُلَّ النِّقَمِ ، لَمْ يَمْنَعْکَ جَهْلى وَجُرْأَتى عَلَيْکَ اَنْ دَلَلْتَنى اِلى ما يُقَرِّبُنى اِلَيْکَ ، وَوفَّقْتَنى لِما يُزْلِفُنى لَدَيْکَ ، فَاِنْ دَعْوَتُکَ اَجَبْتَنى ، وَاِنْ سَأَلْتُکَ اَعْطَيْتَنى ، وَاِنْ اَطَعْتُکَ شَکَرْتَنى ، وَاِنْ شَکَرْتُکَ زِدْتَنى ، کُلُّ ذلِکَ اِکْمالٌ لاَِنْعُمِکَ عَلَىَّ ، وَاِحْسانِکَ اِلَىَّ ، فَسُبْحانَکَ سُبْحانَکَ ، مِنْ مُبْدِئ مُعيد ، حَميد مجيد ، تَقَدَّسَتْ اَسْمآۆُکَ ، وَعَظُمَتْ آلاۆُکَ ، فَأَىُّ نِعَمِکَ يا اِلهى اُحْصى عَدَداً وَذِکْراً ، أَمْ اَىُّ عَطاياکَ أَقُومُ بِها شُکْراً ، وَهِىَ يا رَبِّ اَکْثرُ مِنْ اَنْ يُحْصِيَهَا الْعآدّوُنَ ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحافِظُونَ ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَدَرَأْتَ عَنّى اَللّهُمَّ مِنَ الضُرِّ وَالضَّرّآءِ ، أَکْثَرَ مِمّا ظَهَرَ لى مِنَ الْعافِيَةِ وَالسَّرّآءِ ، وَاَنَا اَشْهَدُ يا اِلهى بِحَقيقَةِ ايمانى ، وَعَقْدِ عَزَماتِ يَقينى ، وَخالِصِ صَريحِ تَوْحيدى ، وَباطِنِ مَکْنُونِ ضَميرى ، وَعَلائِقِ مَجارى نُورِ بَصَرى ، وَاَساريرِ صَفْحَةِ جَبينى ، وَخُرْقِ مَسارِبِ نَفْسى ، وَخَذاريفِ مارِنِ عِرْنَينى ، وَمَسارِبِ سِماخِ سَمْعى ، وَما ضُمَّتْ وَاَطبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتاىَ ، وَحرِکاتِ لَفظِ لِسانى ، وَمَغْرَزِ حَنَکِ فَمى وَفَکّى ، وَمَنابِتِ اَضْراسى ، وَمَساغِ مَطْعَمى وَمَشْرَبى ، وَحِمالَةِ اُمِّ رَأْسى ، وَبُلُوغِ فارِغِ حبائِلِ عُنُقى ، وَمَا اشْتَمَلَ عَليْهِ تامُورُ صَدرى ، وَحمائِلِ حَبْلِ وَتينى ، وَنِياطِ حِجابِ قَلْبى ، وَأَفْلاذِ حَواشى کَبِدى ، وَما حَوَتْهُ شَراسيفُ اَضْلاعى ، وَحِقاقُ مَفاصِلى ، وَقَبضُ عَوامِلى ، وَاَطرافُ اَنامِلى وَلَحْمى وَدَمى ، وَشَعْرى وَبَشَرى ، وَعَصَبى وَقَصَبى ، وَعِظامى وَمُخّى وَعُرُوقى ، وَجَميعُ جَوارِحى ، وَمَا انْتَسَجَ عَلى ذلِکَ اَيّامَ رَِضاعى ، وَما اَقلَّتِ الاَْرْضُ مِنّى ، وَنَوْمى وَيقَظَتى وَسُکُونى وَحرَکاتِ رُکُوعى وَسُجُودى ، اَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الاَْعصارِ وَالاَْحْقابِ لَوْ عُمِّرْتُها اَنْ أُۆَدِّىَ شُکْرَ واحِدَة مِنْ أَنْعُمِکَ مَا اسْتَطَعْتُ ذلِکَ اِلاّ بِمَنِّکَ الْمُوجَبِ عَلَىَّ بِهِ شُکْرَکَ اَبَداً جَديداً ، وَثَنآءً طارِفاً عَتيداً ، اَجَلْ وَلوْ حَرَصْتُ اَنَا وَالْعآدُّونَ مِنْ اَنامِکَ ، أَنْ نُحْصِىَ مَدى اِنْعامِکَ ، سالِفِهِ وَآنِفِهِ ما حَصَرْناهُ عَدَداً ، وَلا اَحْصَيناهُ اَمَداً ، هَيْهاتَ أنّى ذلِکَ وَاَنْتَ الُْمخْبِرُ فى کِتابِکَ النّاطِقِ ، وَالنَّبَأِ الصّادِقِ ، وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها ، صَدَقَ کِتابُکَ اَللّهُمَّ وَاِنْبآۆُکَ ، وَبَلَّغَتْ اَنْبِيآۆُکَ وَرُسُلُکَ ، ما اَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيِکَ ، وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دينِکَ ، غَيْرَ أَنّى يا اِلهى اَشْهَدُ بِجَُهْدى وَجِدّى ، وَمَبْلَغِ طاعَتى وَوُسْعى ، وَأَقُولُ مُۆْمِناً مُوقِناً ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَکُونَُ مَوْرُوثاً ، وَلَمْ يَکُنْ لَهُ شَريکٌ فى مُلْکِهِ فَيُضآدَُّهُ فيَما ابْتَدَعَ ، وَلا وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فيما صَنَعَ ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ ، لَوْ کانَ فيهِما آلِهَةٌ اِلاَّ الله لَفَسَدَتا وَتَفَطَّرَتا ، سُبْحانَ اللهِ الْواحِدِ الاَْحَدِ الصَّمَدِ الَّذى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ ، اَلْحَمْدُ للهِ حَمْداً يُعادِلُ حَمْدَ مَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبينَ ، وَاَنْبِيآئِهِ الْمُرْسَلينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى خِيَرَتِهِ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وَآلِهِ الطَّيِبينَ الطّاهِرينَ الُْمخلَصينَ وَسَلَّمَ ) .

ثمّ اندفع في المسألة واجتهد في الدعاء ، وقال وعيناه سالتا دموعاً :
( اَللّهُمَّ اجْعَلْنى اَخْشاکَ کَاُنّى اَراکَ ، وَاَسْعِدْنى بِتَقوايکَ ، وَلا تُشْقِنى بِمَعْصِيَتِکَ ، وَخِرْلى فى قَضآئِکَ ، وَبارِکْ لى فى قَدَرِکَ ، حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجيلَ ما اَخَّرْتَ وَلا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ غِناىَ فى نَفْسى ، وَالْيَقينَ فى قَلْبى ، وَالاِْخْلاصَ فى عَمَلى ، وَالنُّورَ فى بَصَرى ، وَالْبَصيرَةَ فى دينى ، وَمَتِّعْنى بِجَوارِحى ، وَاجْعَلْ سَمْعى وَبَصَرىَ الْوارِثَيْنِ مِنّى ، وَانْصُرْنى عَلى مَنْ ظَلَمَنى ، وَاَرِنى فيهِ ثَاْرى وَمَآرِبى ، وَاَقِرَّ بِذلِکَ عَيْنى .
اَللَّهُمَّ اکْشِفْ کُرْبَتى ، وَاسْتُرْ عَوْرَتى ، وَاغْفِرْ لى خَطيئَتى ، وَاخْسَأْ شَيْطانى ، وَفُکَّ رِهانى ، وَاْجَعْلْ لى يا اِلهى الدَّرَجَةَ الْعُلْيا فِى الاْخِرَةِ وَالاُْوْلى ، اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ کَما خَلَقْتَنى فَجَعَلْتَنى سَميعاً بَصيراً ، وَلَکَ الْحَمْدُ کَما خَلَقْتَنى فَجَعَلْتَنى خَلْقاً سَوِيّاً رَحْمَةً بى ، وَقَدْ کُنْتَ عَنْ خَلْقى غَنِيّاً ، رَبِّ بِما بَرَأْتَنْى فَعَدَّلْتَ فِطْرَتى ، رَبِّ بِما اَنَشَأْتَنى فَاَحْسَنْتَ صُورَتى ، رَبِّ بِما اَحْسَنْتَ اِلَىَّ وَفى نَفْسى عافَيْتَنى ، رَبِّ بِما کَلاَتَنى وَوَفَّقْتَنى ، رَبِّ بِما اَنَعْمَتَ عَلَىَّ فَهَدَيْتَنى ، رَبِّ بِما اَوْلَيْتَنى وَمِنْ کُلِّ خَيْر اَعْطَيْتَنى ، رَبِّ بِما اَطْعَمْتَنى وَسَقَيْتَنى ، رَبِّ بِما اَغْنَيْتَنى وَاَقْنَيْتَنى ، رَبِّ بِما اَعَنْتَنى وَاَعْزَزْتَنى ، رَبِّ بِما اَلْبَسْتَنى مِنْ سِتْرِکَ الصّافى ، وَيَسَّرْتَ لى مِنْ صُنْعِکَ الْکافى ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاَعِنّى عَلى بَوائِقِ الدُّهُورِ ، وَصُرُوفِ اللَّيالى وَالاَْيّامِ ، وَنَجِّنى مِنْ اَهْوالِ الدُّنْيا وَکُرُباتِ الاْخِرَةِ ، وَاکْفِنى شَرَّ ما يَعْمَلُ الظّالِمُونَ فِى الاَْرْضِ .
اَللّهُمَّ ما اَخافُ فَاکْفِنى ، وَما اَحْذَرُ فَقِنى ، وَفى نَفْسى وَدينى فَاحْرُسْنى ، وَفى سَفَرى فَاحْفَظْنى ، وَفى اَهْلى وَمالى فَاخْلُفْنى ، وَفى ما رَزَقْتَنى فَبارِکْ لى ، وَفى نَفْسى فَذلِّلْنى ، وَفى اَعْيُنِ النّاسِ فَعَظِّمْنى ، وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ فَسَلِّمْنى ، وَبِذُنُوبى فَلا تَفْضَحْنى وَبِسَريرَتى فَلا تُخْزِنى ، وَبِعَمَلى فَلا تَبْتَِلْنى ، وَنِعَمَکَ فَلا تَسْلُبْنى ، وَاِلى غَيْرِکَ فَلا تَکِلْنى .
اِلهى اِلى مَنْ تَکِلُنى اِلى قَريب فَيَقطَعُنى ، اَمْ اِلى بَعيد فَيَتَجَهَّمُنى ، اَمْ اِلَى الْمُسْتَضْعَفينَ لى ، وَاَنْتَ رَبّى وَمَليکُ اَمْرى ، اَشْکُو اِلَيْکَ غُرْبَتى وَبُعْدَ دارى ، وَهَوانى عَلى مَنْ مَلَّکْتَهُ اَمْرى ، اِلهى فَلا تُحْلِلْ عَلَىَّ غَضَبَکَ ، فَاِنْ لَمْ تَکُنْ غَضِبْتَ عَلَىَّ فَلا اُبالى سُبْحانَکَ غَيْرَ اَنَّ عافِيَتَکَ اَوْسَعُ لى ، فَأَسْأَلُکَ يا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِکَ الَّذى اَشْرَقَتْ لَهُ الاَْرْضُ وَالسَّماواتُ ، وَکُشِفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ ، وَصَلُحَ بِهِ اَمْرُ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرِينَ ، اَنْ لا تُميتَنى عَلى غَضَبِکَ ، وَلا تُنْزِلْ بى سَخَطَکَ ، لَکَ الْعُتْبى لَکَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى قَبْلَ ذلِک ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ ، رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ وَالْمَشْعَرِ الْحَرامِ ، وَالْبَيْتِ الْعَتيقِ الَّذى اَحْلَلْتَهُ الْبَرَکَةَ ، وَجَعَلْتَهُ لِلنّاسِ اَمْنَاً ، يا مَنْ عَفا عَنْ عَظيمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ ، يا مَنْ اَسْبَغَ النَّعْمآءَ بِفَضْلِهِ .
يا مَنْ اَعْطَى الْجَزيلَ بِکَرَمِهِ ، يا عُدَّتى فى شِدَّتى ، يا صاحِبى فى وَحْدَتى ، يا غِياثى فى کُرْبَتى ، يا وَلِيّى فى نِعْمَتى ، يا اِلهى وَاِلهَ آبائى اِبْراهيمَ وَاِسْماعيلَ وَاِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ، وَرَبَّ جَبْرَئيلَ وَميکائيلَ وَاِسْرافيلَ ، وَربَّ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّيينَ وَآلِهِ الْمُنْتَجَبينَ ، مُنْزِلَ التَّوراةِ وَالاِْنْجيلَ ، وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ ، وَمُنَزِّلَ کهيعص ، وَطه وَيس ، وَالْقُرآنِ الْحَکيمِ ، اَنْتَ کَهْفى حينَ تُعيينِى الْمَذاهِبُ فى سَعَتِها ، وَتَضيقُ بِىَ الاَْرْضُ بِرُحْبِها ، وَلَوْلا رَحْمَتُکَ لَکُنْتُ مِنَ الْهالِکينَ ، وَاَنْتَ مُقيلُ عَثْرَتى ، وَلَوْلا سَتْرُکَ اِيّاىَ لَکُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ ، وَاَنْتَ مُۆَيِّدى بِالنَّصْرِ عَلى اَعْدآئى ، وَلَوْلا نَصْرُکَ اِيّاىَ لَکُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبينَ ، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالْسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ ، فَاَوْلِيآۆهُ بِعِزِّهِ يَعْتَزُّونَ ، يا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوکُ نَيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى اَعْناقِهِمْ ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْيُنِ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ ، وَغَيْبَ ما تَأتِى بِهِ الاَْزْمِنَةُ وَالدُّهُورُ .
يا مَنْ لا يَعْلَمُ کَيْفَ هُوَ اِلاّ هُوَ ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ اِلاّ هُوَ ، يا مَنْ لا يَعْلَم يَعْلَمُهُ ، اِلاّ هُوَ يا مَنْ کَبَسَ الاَْرْضَ عَلَى الْمآءِ ، وَسَدَّ الْهَوآءَ بِالسَّمآءِ ، يا مَنْ لَهُ اَکْرَمُ الاَْسْمآءِ ، يا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذى لا يَنْقَطِعُ اَبَداً ، يا مُقَيِّضَ الرَّکْبِ لِيُوسُفَ فِى الْبَلَدِ الْقَفْرِ ، وَمُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ وَجاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبودِيَّةِ مَلِکاً ، يا رآدَّهُ عَلى يَعْقُوبَ بَعْدَ اَنِ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ کَظيمٌ ، يا کاشِفَ الضُّرِّ وَالْبَلْوى عَنْ اَيُّوبَ ، وَمُمْسِکَ يَدَىْ اِبْرهيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ کِبَرِ سِنِّهِ ، وَفَنآءِ عُمُرِهِ ، يا مَنِ اسْتَجابَ لِزَکَرِيّا فَوَهَبَ لَهُ يَحْيى ، وَلَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحيداً ، يا مَنْ اَخْرَجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ ، يا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنى اِسْرآئيلَ فَاَنْجاهُمْ ، وَجَعَلَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقينَ ،
يا مَنْ اَرْسَلَ الرِّياحَ مُبَشِّرات بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ ، يا مَنْ لَمْ يَعْجَلْ عَلى مَنْ عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ ، يا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ ، وَقَدْ غَدَوْا فى نِعْمَتِهِ يَأکُلُونَ رِزْقَهُ ، وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ ، وَقَدْ حادُّوهُ وَنادُّوهُ وَکَذَّبُوا رُسُلَهُ ، يا اَللهُ يا اَللهُ ، يا بَدىُ يا بَديعُ ، لا نِدَّلَکَ ، يا دآئِماً لا نَفَادَ لَکَ ، يا حَيّاً حينَ لا حَىَّ ، يا مُحْيِىَ الْمَوْتى ، يا مَنْ هُوَ قآئِمٌ عَلى کُلِّ نَفْس بِما کَسَبَتْ ، يا مَنْ قَلَّ لَهُ شُکْرى فَلَمْ يَحْرِمْنى ، وَعَظُمَتْ خَطيئَتى فَلَمْ يَفْضَحْنى ، وَرَآنى عَلَى الْمَعاصى فَلَمْ يَشْهَرْنى .
يا مَنْ حَفِظَنى فى صِغَرى ، يا مَنْ رَزَقَنى فى کِبَرى ، يا مَنْ اَياديهِ عِنْدى لا تُحْصى ، وَنِعَمُهُ لا تُجازى ، يا مَنْ عارَضَنى بِالْخَيْرِ والاِْحْسانِ ، وَعارَضْتُهُ بِالاِْساءَةِ وَالْعِصْيانِ ، يا مَنْ هَدانى لِلاْيمانِ مِنْ قَبْلِ اَنْ اَعْرِفَ شُکْرَ الاِْمْتِنانِ .
يا مَنْ دَعَوْتُهُ مَريضاً فَشَفانى ، وَعُرْياناً فَکَسانى ، وَجائِعاً فَاَشْبَعَنى ، وَعَطْشاناً فَاَرْوانى ، وَذَليلاً فَاَعَزَّنى ، وَجاهِلاً فَعَرَّفَنى ، وَوَحيداً فَکَثَّرَنى ، وَغائِباً فَرَدَّنى ، وَمُقِلاًّ فَاَغْنانى ، وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنى ، وَغَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْنى ، وَاَمْسَکْتُ عَنْ جَميعِ ذلِکَ فَابْتَدَاَنى ، فَلَکَ الْحَمْدُ وَالشُّکْرُ .
يا مَنْ اَقالَ عَثْرَتى ، وَنَفَّسَ کُرْبَتى ، وَاَجابَ دَعْوَتى ، وَسَتَرَ عَوْرَتى ، وَغَفَرَ ذُنُوبى ، وَبَلَّغَنى طَلِبَتى ، وَنَصَرَنى عَلى عَدُوّى ، وَاِنْ اَعُدَّ نِعَمَکَ وَمِنَنَکَ وَکَرائِمَ مِنَحِکَ لا اُحْصيها ، يا مَوْلاىَ اَنْتَ الَّذى مَنْنْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَنْعَمْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَحْسَنْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَجْمَلْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَفْضَلْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَکْمَلْتَ ، اَنْتَ الَّذى رَزَقْتَ ، اَنْتَ الَّذى وَفَّقْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَعْطَيْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَغْنَيْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَقْنَيْتَ ، اَنْتَ الَّذى آوَيْتَ ، اَنْتَ الَّذى کَفَيْتَ ، اَنْتَ الَّذى هَدَيْتَ ، اَنْتَ الَّذى عَصَمْتَ ، اَنْتَ الَّذى سَتَرْتَ ، اَنْتَ الَّذى غَفَرْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَقَلْتَ ، اَنْتَ الَّذى مَکَّنْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَعْزَزْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَعَنْتَ ، اَنْتَ الَّذى عَضَدْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَيَّدْتَ ، اَنْتَ الَّذى نَصَرْتَ ، اَنْتَ الَّذى شَفَيْتَ ، اَنْتَ الَّذى عافَيْتَ ، اَنْتَ الَّذى اَکْرَمْتَ ، تَبارَکْتَ وَتَعالَيْتَ ، فَلَکَ الْحَمْدُ دآئِماً ، وَلَکَ الشُّکْرُ واصِباً اَبَداً .
ثُمَّ اَنَا يا اِلهَى الْمُعَتَرِفُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى ، اَنَا الَّذى اَسَأتُ ، اَنَا الَّذى اَخْطَأتُ ، اَنَا الَّذى هَمَمْتُ ، اَنَا الَّذى جَهِلْتُ ، اَنَا الَّذى غَفِلْتُ ، اَنَا الَّذى سَهَوْتُ ، اَنَا الَّذِى اعْتَمَدْتُ ، اَنَا الَّذى تَعَمَّدْتُ ، اَنَا الَّذى وَعَدْتُ ، وَاَنَا الَّذى اَخْلَفْتُ ، اَنَا الَّذى نَکَثْتُ ، اَنَا الَّذى اَقْرَرْتُ ، اَنَا الَّذِى اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِکَ عَلَىَّ وَعِنْدى ، وَاَبُوءُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى ، يا مَنْ لا تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ ، وهُوَ الَغَنِىُّ عَنْ طاعَتِهِمْ ، وَالْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَرَحْمَتِه ، فَلَکَ الْحَمْدُ اِلهى وَسيِّدى .
اِلهى اَمَرْتَنى فَعَصَيْتُکَ ، وَنَهَيْتَنى فَارْتَکَبْتُ نَهْيَکَ ، فَاَصْبَحْتُ لا ذا بَرآءَة لى فَاَعْتَذِرُ ، وَلاذا قُوَّة فَاَنْتَصِرَُ ، فَبِأَىِّ شَىء اَسْتَقْبِلُکَ يا مَوْلاىَ ، اَبِسَمْعى اَمْ بِبَصَرى ، َاْم بِلِسانى ، اَمْ بِيَدى اَمْ بِرِجْلى ، اَلَيْسَ کُلُّها نِعَمَکَ عِندى ، وَبِکُلِّها عَصَيْتُکَ يا مَوْلاىَ ، فَلَکَ الْحُجَّةُ وَالسَّبيلُ عَلىَّ ، يا مَنْ سَتَرَنى مِنَ الاْباءِ وَالاُْمَّهاتِ اَنْ يَزجُرُونى ، وَمِنَ الْعَشائِرِ وَالاِْخْوانِ اَنْ يُعَيِّرُونى ، وَمِنَ السَّلاطينِ اَنْ يُعاقِبُونى ، وَلَوِ اطَّلَعُوا يا مَوْلاىَ عَلى مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنّى اِذاً ما اَنْظَرُونى ، وَلَرَفَضُونى وَقَطَعُونى ، فَها اَنَا ذا يا اِلهى بَيْنَ يَدَيْکَ يا سَيِّدى خاضِعٌ ذَليلٌ ، حَصيرٌ حَقيرٌ ، لا ذُو بَرآءَة فَاَعْتَذِرَ ، وَلا ذُو قُوَّة فَاَنْتَصِرَُ ، وَلا حُجَّة فَاَحْتَجُّ ، بِها ، وَلا قائِلٌ لَمْ اَجْتَرِحْ ، وَلَمْ اَعْمَلْ سُواً ، وَما عَسَى الْجُحُودُ وَلَوْ جَحَدْتُ يا مَوْلاىَ يَنْفَعُنى ، کَيْفَ وَاَنّى ذلِکَ وَجَوارِحى کُلُّها شاهِدَةٌ عَلَىَّ بِما قَدْ عَمِلْتُ ، وَعَلِمْتُ يَقيناً غَيْرَ ذى شَکٍّ اَنَّکَ سآئِلى مِنْ عَظائِمِ الاُْمُورِ ، وَاَنَّکَ الْحَکَمُ الْعَدْلُ الَّذى لا تَجُورُ ، وَعَدْلُکَ مُهْلِکى ، وَمِنْ کُلِّ عَدْلِکَ مَهْرَبى ، فَاِنْ تُعَذِّبْنى يا اِلهى فَبِذُنُوبى بَعْدَ حُجَّتِکَ عَلَىَّ ، وَاِنْ تَعْفُ عَنّى فَبِحِلْمِکَ وَجُودِکَ وَکَرَمِکَ .
لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْخائِفينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْوَجِلينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الَّراجينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الرّاغِبينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ السّائِلينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْمُسَبِّحينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ اِنّى کُنْتُ مِنَ الْمُکَبِّرينَ ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَکَ رَبّى وَرَبُّ آبائِىَ الاَْوَّلينَ .
اَللّهُمَّ هذا ثَنائى عَلَيْکَ مُمَجِّداً ، وَاِخْلاصى بِذِکْرِکَ مُوَحِّداً ، وَاِقْرارى بِآلائکَ مَعَدِّداً ، وَاِنْ کُنْتُ مُقِرّاً اَنّى لَمْ اُحْصِها لِکَثْرَتِها وَسُبوغِها ، وَتَظاهُرِها وَتَقادُمِها اِلى حادِث ، ما لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنى بِهِ مَعَها مُنْذُ خَلَقْتَنى وَبَرَأتَنى مِنْ اَوَّلِ الْعُمْرِ ، مِنَ الاِْغْنآءِ مِنَ الْفَقْرِ 
 

انتهای پیام