۱۳۹۳/۲/۱۳   1:28  زيارة:1225     الاخبار

بسم الله الرحمن الرحیم
حياة الإمام علي الهادي (عليه السلام) العامرة بعظمة الإسلام

 


ولادة الإمام الهادي (عليه السلام)
ولد الإمام الهادي (عليه السلام) في قرية (صرّيا) بإحدى نواحي المدينة المنورة وکان رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) قد بشرّ بولادة الإمام الهادي (عليه السلام) بقوله: ((إن الله تعالى رکب في صُلب الإمام الجواد (عليه السلام) نطفة... بارة مبارکة، طيبة طاهرة، تسمى عنده سبحانه وتعالى بعد الولادة الميمونة علي بن محمد (عليه السلام) إذ ألبسهما السکينة والأسلمة العظيمة وأودعها العلوم وأسرار الحياة والممات))، وقد عُرف الإمام الهادي (عليه السلام) أنه إذا لقي شخص وفي صدره شيء أنبأه به. وقد اختلف المؤرخون قليلاً في تاريخ ولادته (عليه السلام) فقيل أنه ولد في شهر رجب سنة 212هـ أو سنة 214هـ وقيل عن يوم ولادته (عليه السلام) أنه في النصف من شهر ذي الحجة أو السابع والعشرون منه.
اسمه وکنيته الشريفين:
اسمه: علي، وکنيته: أبو الحسن .
ألقابه الشريفة:
الهادي، النقي، النجيب، المرتضى، العالم الناصح، العسکري.
والده ووالدته المقدّسين:
والده هو الإمام محمد بن علي الجواد. وأمهُ – السيدة سُمانة المغربية وقيل أنها أم الفضل وقيل أن أسمها عاتکة أو سوسن.
حياة الإمام الهادي (عليه السلام)
عاش الإمام الهادي (عليه السلام) في المدينة المنورة مع والده الإمام الجواد (عليه السلام) زهاء سبع سنوات في بيت محاط بارکان الإيمان والفضيلة والإمام الهادي (عليه السلام) هو أحد الأئمة المنصوص على إمامته من جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلک في مواد ونصوص عديدة، وروى المسعودي في کتاب (إثبات الوصية) إن الإمام الجواد (عليه السلام) لما حضرته الوفاة نص على إمامة الإمام الهادي (عليه السلام) وکان قد سلمه بالمدينة المنورة.. سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومواريث الأنبياء.
الإمام الهادي (عليه السلام) وحکام عصره:
حين غادر الإمام الجواد (عليه السلام) المدينة المنورة متجهاً نحو بغداد بطلب من الخليفة العباسي (المعتصم) بقي الإمام الهادي (عليه السلام) وأخوه موسى الملقب بـ(المبرقع) في المدينة المنورة ولما استشهد الإمام الجواد (عليه السلام) نحبه مسموماً ببغداد حضر الإمام الهادي (عليه السلام) عنده، وقام بتغسيله والصلاة عليه ودفنه.
وإذ امتازت الفترة التي حکم بها بني العباس بالاضطرابات والصراع على السلطة فيما بينهم بأوقات ومناسبات ليست قليلة فقد عاصر الإمام الهادي (عليه السلام) تلک الظروف العصيبة والمخاطر المتربصة به بالذات وبالإسلام الحقيقي في کل لحظة خاصة وأنه عاصر عدة خلفاء أمتاز بعضهم بالمزاج الحاد ومعاداة أهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ومنهم الإمام الهادي (عليه السلام) هو نفسه حيث عاصر الإمام الهادي من خلفاء العباسيين الخليفة المعتصم والخليفة الواثق والخليفة المتوکل والخليفة المنتصر والخليفة المستعين والخليفة المعتز بعد أن أجاز کل من هؤلاء الخلفاء إضافة کلمة (بالله) إلى أسمائهم فأصبح يقال عن المعتصم (المعتصم بالله) وعن المتوکل.. (المتوکل بالله) الخ في حين کان معظم هؤلاء الخلفاء يعادون النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ورسالته الإنسانية في شخوص عترته الطاهرة من أبنائه رغم علمهم أنه (صلى الله عليه وآله) قد أوصى بهم (المحبة) و(المودة) وبهذا الصدد ينقل أبو فرج الأصفهاني في متن کتابه الشهير – مقاتل الطالبيين في الصفحة395 .
کان المتوکل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظاً على جماعتهم، مهتماً بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم
واتفق أن عبد الله بن يحيى بن خاقان – وزيره – کان يسيء الرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهما ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله.
الإمام الهادي (عليه السلام) والخليفة المتوکل:
بعد وفاة الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وانتقال الإمامة إلى ولده الإمام علي الهادي (عليه السلام) مکث الإمام الهادي (عليه السلام) في المدينة المنورة حتى بلغ من العمر ما زاد على العشرين سنة وکان أهل المدينة يجلّوه ويعظموا منزلته لنسبه الشريف ومن الطبيعي فإن إلتجاء العامة الناس إليهم في حل مشاکلهم وما کان يشغل بالهم من مسائل الشرعية يحدد هو (عليه السلام) أفضل الحلول الدينية لها قد زادت من شعبية الإمام وفي سنة 223هـ حين استلم الخليفة المتوکل منصة الحکم أظهر حقده الإجرامي المريض ضد آل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وکان والي المدينة المنورة عبد الله بن محمد يرفع التقارير إلى المتوکل بعد أن يشبعها بکلام التحريض ضد الإمام الهادي (عليه السلام) إذ تجرأ الوالي عبد الله بن محمد على کل ما له صلة برموز الإسلام لما کتب إلى المتوکل هذه الکلمات:
إن کان لک في الحرمين (مکة والمدينة) حاجة فأخرج علي بن محمد منهما، فإنه قد دعاء الناس إلى نفسه، وأتبعه خلقاً کثير.
أولاد الإمام الهادي (عليه السلام)
کان للإمام علي الهادي (عليه السلام) أربعة أولاد ذکور وبنت واحدة وهم بحسب تسلسل ولادتهم:
- السيد محمد.
- الإمام الحسن العسکري.
- جعفر.
- الحسين.
- عليّة.
تاريخ استشهاد الإمام الهادي (عليه السلام)
رغم اختلاف المؤرخون في تاريخ استشهاد الإمام علي الهادي (عليه السلام) إلا أن هناک شبه إجماع فيما بينهم على ترجيح الثالث من شهر رجب سنة 254هـ يوماً لانتقال روحه الطاهرة إلى سماوات باريها.
وقصة استشهاده بحسب أکثر مصادر التاريخ توثيقاً قد حدثت بعد أن ذاعت شهرة الإمام الهادي (عليه السلام) حيث استدعاه الخليفة المتوکل من المدينة المنورة إذ خاف على زوال حکمه ودولته إليه بما له من محبة وتأييد الناس للإمام (عليه السلام) ولذا فقد أسکن الخليفة المتوکل الإمام الهادي (عليه السلام) في عاصمة خلافته سامراء ثم دس له السم وکان عمره آنذاک (40) سنة ودفن في داره في سامراء.
 

انتهای پیام