۱۳۹۳/۱/۲۹
14:42
زيارة:1183
الاخبار
بسم الله الرحمن الرحيم
موسوعة سيدةنساء العالمين فاطمة الزهراء (س) |
|
ولادة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها)
|
أما ولادة الصديقة فکان في العشرين من جمادي الآخرة کما صرح به المفيد في مساره (مسار الشيعة : 21) ونقل عن حدائقه (حدائق الرياض : نقلا عن الإقبال : 621 ، عن البحار : 43 / 8 ح 12 . )، وصرح به الشيخ في مصباحه ( مصباح المتهجد : 733 ، عن البحار : 43 / 9 ح 15 . ) ، ورواه الطبري الإمامي ( دلائل الإمامة : 10 عن البحار : 43 / 9 ح 16 ) .
عن الصادق (ع) ولم نقف على مخالف صريح ، وإن سکت کثير . واختلف في سنته فالکليني ( الکافي : 1 / 457 ح 10 ، عن البحار : 43 / 9 ح 13 ) قال : بعد النبوة بخمس سنين وکذلک المسعودي في الأثبات ( ثبات الوصية : 154 ، وذهب المسعودي في ذکر تاريخ ولادة الإمام الحسن (ع) ونسبه له إلا أن هذا التاريخ لفاطمة (س) علما بأن ولادة الإمام الحسن المشهورة سنة 2 للهجرة ) وذهب المفيد في الکتابين ( مسار الشيعة : 31 ) إلى أنه بعده باثنتين .
وفي مصباح الشيخ ( مصباح المتهجد : 733 ، عن البحار : 43 / 9 ح 8 ) کان مولدها (س) سنة اثنين من المبعث في بعض الروايات ، وفي رواية أول سنة والعامة تروي قبل المبعث بخمس .
والصحيح الأول کما رواه ابن خشاب على نقل الکشف ( کشف الغمة : 1 / 449 ، عن البحار : 43 / 7 ح 8 ) عن شيوخه ، مرفوعا عن الباقر (ع) ، والطبري الإمامي ( دلائل الإمامة : 79 ح 18 ) مسندا عن الصادق ، والکليني ( الکافي : 1 / 457 ح 10 ) صحيحا عن الباقر (ع) وذهب العامة کمحمد بن إسحاق ( لم نعثر عليه في السيرة ) ، وأبي نعيم ( حلية الأولياء ) وأبي الفرج ( مقاتل الطالبين : 48 ) . إلى أنها کانت قبل النبوة حين تبني قريش الکعبة ، ورواه الأخير بإسناده عن الصادق والتعويل عليه على رواية الخاصة ، ولا يبعد أنهم قالوا بکون مولدها قبل النبوة إنکارا لما ورد أن النبي (ص) کان يقول أشم من فاطمة رائحة الجنة لأن انعقادها کان من فاکهة الجنة ليلة المعراج ( تواريخ النبي والآل ) .
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي (ع) ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله (ص) : معاشر الناس ، أتدرون لما خلقت فاطمة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : خلقت فاطمة حوراء إنسية لا إنسية ، وقال : خلقت من عرق جبرئيل ومن زغبه . قالوا : يا رسول الله ، استشکل ذلک علينا ، تقول : حوراء إنسية لا إنسية .
ثم تقول : من عرق جبرئيل ومن زغبه ! قال : إذا أنبئکم : أهدي إلى ربي تفاحة من الجنة ، أتاني بها جبرئيل عليه السلام ، فضمها إلى صدره فعرق جبرئيل ، وعرقت التفاحة ، فصار عرقهما شيئا واحدا ، ثم قال : السلام عليک يا رسول الله ورحمة الله وبرکاته ، قلت : وعليک السلام يا جبرئيل فقال : إن الله أهدي إليک تفاحة من الجنة ، فأخذتها وقبلتها ووضعتها على عيني وضممتها إلى صدري .
ثم قال يا محمد ، کلها . قلت : يا حبيبي يا جبرئيل ، هدية ربي تؤکل ؟ قال : نعم ، قد أمرت بأکلها ، فأفلقتها فرأيت منها نورا ساطعا ففزعت من ذلک النور ، قال : کل فإن ذلک نور المنصورة قلت : يا جبرئيل ، ومن المنصور ؟ قال : جارية تخرج من صلبک واسمها في السماء منصورة ، وفي الأرض فاطمة ، فقلت : يا جبرئيل ولم سميت في السماء منصورة وفي الأرض فاطمة ؟ قال : سميت " فاطمة " في الأرض لأنه فطمت شيعتها من النار ، وفطموا أعداؤها عن حبها ، وذلک قول الله في کتابه : * ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) * بنصر فاطمة (س) .
بيان : الزغب : الشعيرات الصغرى على ريش الفرخ ، وکونها من زغب جبرئيل إما لکون التفاحة فيها وعرقت من بينها ، أو لأنه التصق بها بعض ذلک الزغب فأکله النبي (ص) .
وعن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) : کيف کانت ولادة فاطمة (س) ؟ قال : نعم ، إن خديجة عليها رضوان الله لما تزوج بها رسول الله (ص) هجرتها نسوة مکة ، فکن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يترکن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة من ذلک ، فلما حملت بفاطمة (س) صارت تحدثها في بطنها وتصبرها ، وکانت خديجة تکتم ذلک عن رسول الله (ص) . فدخل يوما وسمع خديجة تحدث فاطمة ، فقال لها : يا خديجة ، من يحدثک ؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني .
فقال لها : هذا جبرئيل يبشرني أنها أنثى وأنها النسمة الطاهرة الميمونة ، وأن الله تبارک وتعالى سيجعل نسلي منها ، وسيجعل من نسلها أئمة في الأمة يجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه فلم تزل خديجة (س) على ذلک إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش ونساء بني هاشم يجئن ويلين منها ما تلي النساء من النساء ، فأرسلن إليها : عصيتينا ولم تقبلي قولنا ، وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له ، فلسنا نجئ ولا نلي من أمرک شيئا فاغتمت خديجة لذلک ، فبينا هي کذلک إذ دخل عليها أربع نسوة طوال کأنهن من من نساء بني هاشم .
ففزعت منهن ، فقالت لها إحداهن : لا تحزني يا خديجة ، فإنا رسل ربک إليک ، ونحن أخواتک ، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتک في الجنة ، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه صفراء بنت شعيب ، بعثنا الله تعالى إليک لنلي من أمرک ما تلي النساء من النساء .
فجلست واحدة عن يمينها ، والأخرى عن يسارها ، والثالثة من بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت خديجة فاطمة عليها السلام طاهرة مطهرة .
فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها نور حتى دخل بيوتات مکة ، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلک النور فتناولتها المرأة التي کانت بين يديها ، فغسلتها بماء الکوثر ، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب رائحة من المسک والعنبر ، فلفتها بواحدة ، وقنعتها بالآخر ، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة (س) بشهادة " أن لا إله إلا الله ، وأن أبي رسول الله(ص) سيد الأنبياء وأن بعلي سيد الأوصياء ، وأن ولدي سيد الأسباط " ، ثم سلمت عليهن ، وسمت کل واحدة منهن باسمها ، وضحکن إليها ، وتباشرت الحور العين ، وبشر أهل الجنة بعضهم بعضا بولادة فاطمة (س) ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائکة قبل ذلک اليوم ، فلذلک سميت " الزهراء " (س) ، وقالت : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة ، زکية ميمونة ، بورک فيها وفي نسلها .
فتناولتها خديجة (س) فرحة مستبشرة فألقمتها ثديها فشربت ، فدر عليها .
وکانت (س) تنمي في کل يوم کما ينمي الصبي في الشهر ، وفي شهر کما ينمي الصبي في سنة صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها .
وقيل : بينما النبي (ص) جالس بالأبطح ومعه عمار ابن ياسر والمنذر بن الضحضاح وأبو بکر وعمر وعلي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وحمزة بن عبد المطلب ، إذ هبط عليه جبرئيل (ع) في صورته العظمى ، قد نشر أجنحته حتى أخذت من المشرق إلى المغرب ، فناداه : يا محمد العلي الأعلى يقرئ عليک السلام وهو يأمرک أن تعتزل عن خديجة أربعين صباحا .
فشق ذلک على النبي (ص) وکان لها محبا وبها وامقا .
قال : فأقام النبي (ص) أربعين يوما يصوم النهار ويقوم الليل ، حتى إذا کان في آخر أيامه تلک ، بعث إلى خديجة بعمار بن ياسر وقال : قل لها : يا خديجة لا تظني أن انقطاعي عنک ( هجرة ) ولا قلى ، ولکن ربي عز وجل أمرني بذلک لتنفذ أمره ، فلا تظني يا خديجة إلا خيرا ، فإن الله عز وجل ليباهي بک کرام ملائکته کل يوم مرارا .
فإذا جنک الليل فأجيفي الباب وخذي مضجعک من فراشک فإني في منزل فاطمة بنت أسد . فجعلت خديجة تحزن في کل يوم مرارا لفقد رسول الله (ص) . فلما کان في کمال الأربعين هبط جبرئيل (ع) فقال : يا محمد ، العلي الأعلى يقرئک السلام وهو يأمرک ، أن تتأهب لتحيته وتحفته ، قال النبي (ص) : يا جبرئيل ، وما تحفة رب العالمين ؟ وما تحيته ؟ قال : لا علم لي . قال : فبينما النبي (ص) کذلک إذ هبط ميکائيل ومعه طبق مغطى بمنديل سندس - أو قال إستبرق - فوضعه بين يدي البني (ص)حسست بثقل فاطمة في بطني . ولقد علق العلامة الهمداني على هذا الحديث بقوله : يستفاد من هذا الحديث الشريف أمور مهمة وفوائد عظيمة هي دالة على سمو جلالة بضعة خير المرسلين ، وعلو منزلة زوجة أفضل الوصيين وأم الأئمة الطاهرين - صلوات الله عليهم أجمعين . منها نزول جبرئيل (ع) على صورته الأصلية کنزوله في أول البعثة .
ففي " البحار " ج 18 / ص 247 : " إن محمدا (ص) کان بحراء ، فطلع له جبرئيل (ع) من المشرق ، فسد الأفق إلى المغرب " .
ومعلوم أن مجيئه (ع) على هذه الهيئة لأمر عظيم . ومنها اعتکافه (ص) أربعين يوما في بيت فاطمة بنت أسد - رضي الله عنها - قائما ليله ، صائما نهاره ، واعتزاله عن الناس وعن زوجته الکريمة خديجة الکبرى سلام الله عليها ، کما کان معتکفا ومعتزلا في أول البعثة بحراء ، نعم کان اعتکافه (ص) يومئذ لأجل أن يکون مهيئا للنبوة والرسالة ، وفي هذا الموقف لکونه متأهبا للتحفة الإلهية التي ستکون منشأ الإمامة والولاية ، بل هي عنصر شجرة النبوة کما جاء عن الباقر (ع) .
ومنها نزول ترک سنته في إفطاره ، من إدخال کل من يرد للإفطار ، واختصاصه بذلک الطعام .
ومنها ترک سنته في التطهر عند وروده المنزل للصلاة عند النوم .
ولا يخفى أن الترک إنما يکون للأهم ، فتفطن .
تحقيق وتبيين الذي يستفاد من الأخبار والأحاديث التي وصلت إلينا من طريق أهل البيت (ع) إن فاطمة (س) ولدت على فطرة الإسلام وبعد نزول الوحي على أبيها (ص) خلافا لما في بعض کتب العامة ، فإليک بعض نصوصها :
1 - قال علي بن الحسين (ع) في حديث طويل : ولم يولد لرسول الله (ص) من خديجة (س) على فطرة الإسلام إلا فاطمة (س) ، وقد کانت خديجة قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة . . .
2 - عن حبيب السجستاني قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : ولدت فاطمة بنت محمد (ع) بعد مبعوث رسول الله (ص)بخمس سنين ، وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوما .
3 - عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (ع) قال : ولدت فاطمة في جمادي الآخرة اليوم العشرين منها سنة خمس وأربعين من مولد النبي (ص) ، فأقامت بمکة ثمان سنين ، وبالمدينة عشر سنين وبعد وفاة أبيها خمسا وسبعين يوما .
4 - قال ابن الخشاب في تاريخ مواليد ووفاة أهل البيت (ع) نقله عن شيوخه يرفعه عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال : ولدت فاطمة بعد ما أظهر الله نبوة نبيه (ص) وأنزل عليه الوحي بخمس سنين وقريش تبني البيت ، وتوفيت ولها ثمانية عشر سنة وخمسة وسبعون يوما .
أقول : قوله " وقريش تبني البيت " لا تنطبق على نزول الوحي ، لأن بناء البيت منهم کان قبل المبعث .
ثم في هذا الموقف أخبار تؤکد وتؤيد مضامين تلک الأخبار ، وهي روايات تدل على أنه (ص) أسري به إلى السماء وأدخل الجنة فتناول من ثمار الجنة ، فلما رجع واقع خديجة (س) فتکونت نطفة فاطمة الزهراء (س) من تلک الثمار ، ومعلوم إن قضية الإسراء وقعت بعد البعثة بلا خلاف . |
انتهای پیام
|
|