۱۳۹۲/۱۱/۱۸   14:7  زيارة:1021     الاخبار

بسم الله الرحمن الرحيم
مبادئ الإمام الخميني العرفإنية (قدس)

 


مبادئ الإمام الخميني العرفإنية (قدس)

ان الإمام الخميني (قدس)
بالاضافة إلى إنه عارف وسالک فإن لديه الکثير من المۆلفات في مجال العرفإن النظري والعملي. وبصورة عامة فإن أساس فکر ودراسات الإمام الخميني يدور حول العرفإن وإن أول مۆلف للإمام الخميني خلال فترة شبابه هو دراساته في هذا المجال. ولابد من الإشارة هنا إلى أن العرفإن هو دراسة عالم الوجود والله والعلاقة بين الإنسان ونفسه وبينه وبين الله، ويطرح سبل التقرب الى الله سبحانه وتعالى والتي تعرف باسم السير والسلوک.
والسۆال الذي يطرح نفسه هنا: هل إن المبادئ العرفإن ية للإمام الخميني قد ترکت تأثيراً على أفکاره السياسية؟
هناک وجهات نظر متعددة بشأن العلاقة بين العرفإن والسياسة. فالبعض يعتقد ان الفکر العرفإن ي بإمکانه أن يکون أساساً للفکر السياسي لأن الفکر العرفإن ي يعتمد على أساس الابتعاد عن الدنيا. في حين أن الفکر السياسي يعتمد على أساس البناء وادارة العالم. في المقابل هناک مجموعة أخرى تعتقد بأن العرفإن والسياسة متلازمان، ومن خلال الفکر العرفإني يمکن خلق فکر سياسي، وبالتالي يصبح الفکر العرفإن ي الرکن الأساسي للفکر السياسي.
والإمام الخميني أحد الذين أکدوا على العلاقة بين العرفإن والسياسة، ويقدم تعريفاً للسياسة والعرفإن مما يۆکد ارتباطهما. حيث يقول: بعض المجاميع تتصور إن العرفإن عبارة عن: ان يعتکف الشخص في مکان ما ويقوم بقراءة الأدعية وممارسة بعض الحرکات. فهل هذا هو العرفإن ؟ إنهم يتصورون إن العارف هو الذي يترک الدنيا ويقرأ الدعاء ويردد بعض الأذکار.
ويواصل الإمام: إن هذا الأسلوب لا يتفق مع سيرة الأئمة. فالکثير من الأئمة والأنبياء مثل ابراهيم وموسى ومحمد وأميرالمۆمنين(ع) وبالرغم من کونهم عرفاء فإن هم کانوا يتطرقون للسياسة ويمارسون العمل.
إن الإمام يعتقد بأن الفکر الذي أنير بمعرفة الله تعالى، ينبغي أن ينعکس على المجتمع لکي يستفيد من ذلک الجميع ويصرح: »إن الاعتزال الذي يمارسه الصوفيون ليس دليل على الارتباط بالله وليس الدخول في المجتمع وإقامة حکومة دليل على الانفصال عن الله تعالى، إن المعيار هو تنفيذ النوايا«.
في الحقيقة فإن الإمام الخميني يرفض، استناداً لنظرته إلى العرفإن ، الفصل بين الدنيا والآخرة ويقول:
لا ينبغي أن يتصور أحد أن الإسلام جاء فقط لإدارة العالم أو جاء فقط للاهتمام بالآخرة أو جاء فقط لکي يتعرف الناس على المعارف الإلهية وتقييدهم بأشياء خلافاً للواقع. إن الإنسان غير مقيد، وعدد المربين أيضاً غير محدود. کما إن تربية الإنسان طبقاً لتعاليم القرآن غير محدودة.
وفي رسالة لنجله اعتبر الإمام جوهر العرفإن بأنه النية الإلهية وکان يشجع نجله لخدمة الناس بالتزامن مع تهذيب وتزکية النفس وکان يعتبر ذلک بأنه طريق الصالحين، وقد جاء في رسالته:
إن الذي قلته لا يعني أن تنفصل عن المجتمع وتنتهج العزلة تعتبر نفسک أفضل من الآخرين لأن ذلک من صفات الناسکين الجاهلين أو الدرأويش التجار.
ان الأنبياء العظام(ع) والأئمة الأطهار (ع) الذين يمثلون رواد العارفين بالله والزاهدين بکل القيود والمرتبطين بالله سبحانه وتعالى، والذين هم أيضاً رواد النهضات المتعددة ضد الحکومات الطاغوتية وفراعنة العصر ورواد تحقيق العدالة في العالم قد عانوا الکثير وبذلوا أقصى الجهود لکي يمنحوننا الدروس. هذه الدروس التي ستنير طريقنا إذا کانت لدينا بصيرة (من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم).
إن الإمام الخميني يعتقد بأن الوصول إلى المعشوق يتم من وسط المجتمع والناس، وبالطبع فإن ه يقصد بالمعشوق، الله سبحانه وتعالى.
ولدي العزيز، لا إعتزال الصوفيين دليل على الارتباط بالله ولا الدخول الى المجتمع وإقامة الحکومات دليل على الإنفصال عن الله. ان المعيار هو في العمل ودوافعه. فهناک الکثير من الزهاد الذين وقعوا في فخ الشيطان مثل الغرور والتکبر والأنانية والنرجسية وتحقير الآخرين والشرک وأمثال ذلک مما يبعده عن الله سبحانه وتعالى. وهناک الکثير من الذين تصدوا لشۆون الحکومة بدافع إلهي ونوايا طيبة بهدف التقرب من الله مثل النبي داود والنبي سليمان(ع)، والأکثر من ذلک الرسول الأکرم(ص) وخليفته علي بن أبي طالب(ع) والإمام المهدي (أرواحنا له الفداء) ففي عهده ستکون الحکومة شمولية. إذاً فإن معيار العرفإن والحرمان هو الدافع أو النوايا. فکلما کان الدافع والنوايا شفافة وأقرب للفطرة، کلما ابتعد الحجاب واصبح الإنسان أقرب إلى مصدر النور.
إن الإمام الخميني يعتقد بأن الوصول إلى المعشوق يتم من وسط المجتمع والناس، وبالطبع فإن ه يقصد بالمعشوق، الله سبحانه وتعالى.
يعتقد الإمام الخميني إن الإنسان الکامل بعد قطعه المراحل الأربعة الخاصة بالعرفإن ، فإنه سيصل الى مستوى هو أقرب لمستوى ومکانة الأنبياء والأئمة، وان العارف الذي لا يصل الى المرحلة الرابعة (أي من الحق إلى الخلق) ولا يساعد الآخرين فإن هذا العارف لن يصل الى حد الکمال.
يقول الإمام الخميني حول آداب الصلاة:
»ان السالک الذي يسعى للوصول إلى طريق الحقيقة عليه أن يستقبل رحمات الله في قلبه ويۆمن بأن الله رحمان ورحيم والدليل على تحقيق ذلک فإن السالک سيتصف بنفس هذه الصفات خلال تعامله مع عباد الله الآخرين ويسعى الى تحقيق الخير والصلاح للجميع«.
إن الإمام يعتقد بأن العارف الحقيقي هو ذلک الإنسان الذي يۆمن بأن الله موجود في کل مکان وزمان وبأنه شاهد على کافة أعماله. ,کان الإمام يسعى لترسيخ هذه الفکرة حتى بين رجال السياسة. حيث يقول للمسۆولين:
»نحن جميعاً داخل قاعة اختبار الله سبحانه وتعالى، فعندما تکتبون شيئاً أو تتحدثون عليکم أن تعلموا أن الله شاهد على کل شيء لأنکم في قاعة اختبار الله سبحانه وتعالى، ان العالم بأجمعه هو ساحة اختبار الله. فلا تعصوا الله في هذه الساحة. إنني انصح کافة الکتاب والمتحدثين والخطباء، إن الله شاهد على لسانهم وقلمهم وإنهم سيحاسبون على ذلک«.
إن الإمام کان ينظر الى السلطة أيضاً من نفس المنظار، ففي شرحه لدعاء السحر يقول:
»إن السلطة هي وسيلة لإثبات الحق واستقرار نظام الحق. ان السلطة الوحيدة التي بإمکانها تحقيق الحق في عالم البشرية هي السلطة النابعة من الذات الإلهية بصورة مباشرة. فالسلطة والقدرة هي من الصفات الإلهية«.
على هذا الأساس، فإن المبادئ العرفإن ية للإمام الخميني، أي نظرته العرفإن ية لعالم الوجود والله ونوع العلاقات الإنسانية، کانت لها تأثير على افکار الإمام السياسية، الأمر الذي جعل الفکر السياسي للإمام يتمتع بخصائص لا توجد لدى الآخرين. وعند دراسة محأور الأفکار السياسية للإمام نلاحظ بوضوح مدى تأثرها بالفکر العرفإني.

 

انتهای پیام