۱۳۹۲/۱۱/۱۸   13:45  زيارة:868     الاخبار

بسم الله الرحمن الرحيم
خصائص الثورة الإسلامية

 


خصائص الثورة الإسلامية الایرانیه

الثورة في منظر الإسلام نوع من جهاد باطني، حيث تجاهد جماعة لله وفي سبيل الله وجماعة أخرى تواجهها وتصد عن سبيل الله وتقاتل في سبيل الکفر.
هذه المواجهة قد بينها القرآن الکريم في آية حول معرکة بدر، فيقول جل وعلا:  قد کان لکم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى کافرة) ،( آل عمران /13 ).
ومن له أدنى اطلاع بتاريخ الأنبياء (ع) وطالع مسائل الاستضعاف والاستکبار في القرآن الکريم لا يعتريه شک في أن کل الجهود والثورات في الثقافة السياسية للإسلام کانت تصب في مصلحة المستضعفين والمحرومين، وإن ثورة الأنبياء وحتى بعثة النبي الأکرم (ص) کانت لمصلحة المستضعفين، إلا أن الأساس والعمل الرئيسي لها هي العقيدة والإيمان بالدين الإلهي الذي يخاطب الفطرة الإنسانية، لأن الناس قد جبلوا على الفطرة الإلهية النقية، لکن هذه الفطرة قد تکون أسيرة بالأغلال لدى المستعمر وتکون لدى المستضعف في الأسر بصورة أخرى.
فالمحروم والمستضعف الذي لا يصرخ ولا ينهض ويجاهد للمطالبة بحقه ولاستقرار العدالة فإنسانيته مغلولة يجب تحريرها.
لهذا فالثورة تبدأ أولاً في البواطن، والأنبياء سعوا لتحرير الإنسان في باطنه، وما دام لم تقع ثورة في الباطن فلا أمل کثيراً بوقوع ثورة في المجتمع.
ولاشک أن الثورة الإسلامية في إيران کانت تغييراً اجتماعياً سياسياً جذرياً وعميقاً.
ولهذه الثورة الکبرى خصائص تمايزها عن سائر الثورات التي سبقتها في عالمنا المعاصر، ولمعرفة الثورة الإسلامية لابد من معرفة خصائصها ومعالمها. لهذا نحاول هنا من إلقاء الضوء على هذه الخصائص من کتاب "انقلاب إسلامي وريشه هاي آن" [الثورة الإسلامية وجذورها] لآية الله د. عميد زنجاني.
نلقي في ما يلي نظرة على ما تتسم به الثورة الإسلامية من خصائص مع ملاحظة أن النقاط التالية هي الأبرز من بين تلک الخصائص:
 1ـ عنصر العقيدة والإيمان:
من البديهي أن عزل الشعب عن الحکومة ـ رغم الارتباطات التي تملي على الشعب الانصياع للحکومة، والقوة التي تسخرها الحکومة على الدوام ضد الشعب ـ يستلزم وجود عنصر قوي، وهذا العنصر ينبغي البحث عنه، في ما يخص قضية الثورة الإسلامية، في إيمان وعقيدة جماهير الشعب.
فالشعب کان يرفض ـ في ظل اعتقاده بالإمامة واستمرارها واعتقاده بالمسؤولية العامّة بوجوب سيادة الأحکام والقيم الإلهية ـ أي نوع من العلاقة والتعاون مع الأنظمة الغاصبة اللاشرعية، ويعتبر التمرد على حماتها وهدم کافة المؤسسات المرتبطة بها فريضة لا مناص من أدائها.
 2ـ النهج الإسلامي للثورة:
المراد من النهج الإسلامي هو أن جذور أهداف الشعب الثورية کانت مستمدة من القيم الإسلامية، وکانت مضامين وشعارات الثورة مستمدة من العقيدة، وکانت أساليب الجهاد وأصوله مستقاة من الإسلام. فالإسلام هو الذي أدى دوراً أساسياً وحاسماً في استقطاب واستنهاض الطاقات المؤمنة، وکان الهدف الجوهري لحرکة الشعب سيادة العقيدة والموازين والقيم إسلامية.
لقد تجلت تلک الأهداف في الشعارات والهتافات التي کانت تنادي بها قطاعات الشعب کافة، وکانت تلک الشعارات تعکس مشاعر الشعب ووعيه إزاء النهج الإسلامي للثورة.
 3ـ الأفق المعنوي:
ليست المعنوية التي نتحدث عنها هنا بوصفها واحدة من صفات الثورة الإسلامية، من سنخ المعنوية التي تذهب إليها النظرية الإنسانية في مجال الاتجاه الإنساني وتحرير الإنسان من أغلال المالکية، فهذه المعنوية تعبير آخر عن النزعة المادية.
أما المعنوية التي يقول بها الإسلام وتدخل في عداد الخصائص البارزة للثورة الإسلامية، ونفخت کنفخ الروح في الجسد، هي عبارة عن ذروة انعتاق الإنسان التي تتجلى في عبوديته لله وطاعته لأوامره.
وهذه المعنوية قد أضفت على الثورة ـ رغم طابعها القهري ـ نوعاً من الشفافية والروح الإنسانية، وجعلت من اليسير تحمل العنف الذي رافقها والنواقص المتمخضة عنها.
 4ـ قوة القيادة ونفوذها المعنوي:
إن فلسفة الإمامة واستمرارها المتجسد في ولاية الفقيه في زمن غيبة الإمام المعصوم (ع) تعد من جملة العوامل الحاسمة في بلورة وانتصار الثورة الإسلامية.
فالشعب يتقبل ـ في ضوء اعتقاده بالإمامة وامتدادها في قلب نظام ولاية الفقيه ـ قيادة الفقيه الجامع للشرائط کزعيم عقائدي. والنفوذ المعنوي للفقيه، على مستوى مرجع التقليد، معناه الحکومة على القلوب؛ إذ تطاع فتاواه في کافة شؤون الحياة باعتبارها تمثل حکم الله. واتباع الولي الفقيه بمثابة امتثال أمر الإمام المعصوم، وتعني في النهاية طاعة رسول الله (ص) الذي قال فيه القرآن صراحة: ( ومن يطع الرسول فقط أطاع الله).
ولاشک في أن إخلاص وصراحة وشجاعة وصلابة وتفاني وحزم الإمام وحبّه للإسلام، وزهده وعلو مکانته العلمية والفقهية، ومنزلته العرفانية وبساطة حياته کان لها دورها في هذا المثل في القيادة. إلاّ أن الأهم من هذه المؤشرات البارزة التي جعلت من الإمام أسوة في القيادة ومنحته دوراً أکبر من دور مجرد قائد ثورة، هو أن نداء الإسلام قد نبع ـ حسب تعبير الشهيد مطهري ـ من قلب ثقافة هذه الأمة ومن أعماق تاريخها ومن أغوار روحها.
هذا الشعب الذي سمع على مدى أربعة عشر قرناً من ملحمة محمد (ص) وعلي (ع) و الزهراء (س) و الحسن (ع) والحسين (ع) و زينب (س) وسلمان وأبي ذر ومئات الآلاف من الشخصيات الإسلامية الأخرى، وامتزجت هذه الملاحم مع أرواحهم، سمعوا مرة أخرى هذا النداء ينطلق من حنجرة هذا الرجل، ورأوا في سيمائه علياً (ع) والحسين (ع)، ووجدوا فيه مرة کبيرة تنعکس خلالها ثقافتهم وهويتهم الإسلامية المنتهکة، فذابوا في الإمام. ولکن ماذا فعل هو حيال هذه الاستجابة التاريخية الهائلة؟ منح هذا الشعب المجهول هوية، وأعاد إليه هويته الإسلامية المفقودة، وأقحم إيران على ساحة السياسية العالمية، وأبرز الإسلام ـ کما کان في صدر الإسلام ـ کقوة مستقلة أمام القوى الناهبة لثروات العالم.
 5 ـ النهضة الشعبية الشاملة:
لقد کان اتحاد وتلاحم الشعب الإيراني أثناء أحداث الثورة الإسلامية بشکل تعجز مصطلحات من قبيل الشعب والجماهير عن بيان معناه. ويمکن القول إن کلمة الأمة بمعناها القرآني قد تجسدت ابان تلک الأحداث.
کان نهوض الجماهير بقلب واحد وروح واحدة، وبتحرک هادف ومنسجم وحافل بالنشاط على نهج القيادة الدينية، وفي قمة الإخلاص والتفاني والذوبان في الإسلام والقائد، من الخصائص الرائعة للثورة الإسلامية التي قلما شهدتها في تاريخها.
کان ذلک الاتحاد يضم بين ثناياه کافة الفصائل الشعبية، والأسمى من ذلک أنه طغى على کافة التيارات السياسية الناشطة آنذاک، وجرف معه حتى المناوئين والحياديين وأصحاب النظريات المستوردة، وملأ الفراغات ونقاط الضعف التي کان من المحتمل أن يتسلل منها العدو.
ولم تکن هذه الوحدة من طراز التحالفات الحزبية أو التنظيمات المصلحية المؤقتة؛ وإنما کانت وحدة تتجلى في نداء "الله أکبر"؛ وبالشکل الذي شهدناه يوم عيد الفطر ويومي التاسع والعاشر من محرم عام 1357 في طهران، وکذلک التظاهرات الحاشدة في کل أجزاء إيران.
کان الإسلام هو العامل الوحيد الذي أوجد هذا التلاحم. وإلا، فلو ساد أي هتاف, أية مشاعر أخرى على الساحة، لأضرت ـ بلا شک ـ بتلک الوحدة، ولأدت إلى بروز الاختلافات. ومن هذا المنطلق دوت صرخة السنة إلى جانب صرخة الشيعة، وکبروا بصوت واحد، واصطفوا في خندق واحد.
 6ـ مراکز التوعية ومعاقل النهضة:
أدّت ثلاثة مراکز رئيسية دوراً فاعلاً في الثورة الإسلامية وتوعية الجماهير، وکانت بمثابة المعاقل الأساسية للثورة؛ حيث وسعت وعمقت شعارات الثورة بين أوساط الشعب وساهمت في التعجيل بانتصارها، وشلت قوة السلطة الحاکمة وأحبطت مؤامرات عملائها، ودفعت الشعب نحو الاتحاد والتکاتف.
 

انتهای پیام