۱۳۹۲/۱/۲۰   6:53  زيارة:913     الاخبار


نداء الإمام الخامنئي بمناسبة عيد النوروز و حلول العام الإيراني الجديد

 


بسم الله الرحمن الرحيم
يا مقلب القلوب و الأبصار، يا مدبّر الليل و النهار، يا محوّل الحول و الأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال.
اللهم صلّ على حبيبتک سيدة نساء العالمين، فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و آله. اللهم صلّ عليها و على أبيها و بعلها و بنيها. اللهم کن لوليک الحجة بن الحسن، صلواتک عليه و على آبائه، في هذه الساعة و في کل ساعة، ولياً و حافظاً و قائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً، حتى تسکنه أرضک طوعاً و تمتّعه فيها طويلاً.. اللهم أعطه في نفسه و ذرّيته و شيعته و رعيته و خاصّته و عامّته و عدوّه و جميع أهل الدنيا ما تقرّ به عينه و تسرّ به نفسه.
أبارک لکل أبناء وطننا الأعزاء في کل أنحاء البلاد، و لکل الإيرانيين في أية منطقة من العالم کانوا، و لکل الشعوب التي تعتزّ بالنوروز، و خصوصاً المضحّين الإيرانيين الأعزاء، و المعاقين و عوائلهم، و لکل العاملين و الناشطين في سبيل خدمة النظام الإسلامي و بلادنا العزيزة. نتمّنى أن يجعل الله تعالى هذا اليوم و مطلع السنة هذا سببَ سرورٍ و تقدّم و نشاط لکل المسلمين في العالم، و يوفقنا و مؤيدنا لأداء واجباتنا. أقول لأبناء وطننا الأعزاء أن يتنبّهوا إلى أن الأيام الفاطمية ستصادف أواسط أيام العيد، و من اللازم على الجميع تکريم هذه الأيام و احترامها.
ساعة تحويل السنة و وقت التحويل هو في الحقيقة حد فاصل بين نهاية و بداية؛ نهاية العام الماضي و بداية السنة الجديدة. طبعاً نظرتنا العامة يجب أن تکون باتجاه الأمام، و أن نرى السنة الجديدة، و نعدّ أنفسنا لها و نبرمج لها، و لکن من الأکيد أن النظرة للماضي و للطريق الذي سلکناه ستکون مفيدة لنا من أجل أن نرى ماذا فعلنا، و کيف سرنا، و ما کانت نتائج عملنا، فنستلهم من ذلک الدروس و نتعلّم التجارب.
سنة 91 کانت مثل کل السنين عاماً متنوعاً ذا ألوان و صور متعددة، فقد کانت فيه الحلاوة و کانت فيه المرارة، و کان فيه الانتصار، و کان فيه التراجع. و هکذا هي حياة البشر على مدى الزمان، فيها المدّ و الجزر و المنعطفات المتنوعة. المهم هو الخروج من المنعطفات و إيصال أنفسنا إلى الذرى.
ما کان واضحاً و جلياً طوال عام 91 من حيث مواجهتنا للعالم الاستکباري هو تشدّد الأعداء مع الشعب الإيراني و على نظام الجمهورية الإسلامية. طبعاً ظاهر القضية هو تشدّد الأعداء، لکن باطنها تمرّس الشعب الإيراني و انتصاره في مختلف الميادين. ما هدفَ إليه أعداؤنا هو ساحات و مجالات مختلفة، أهمّها المجال الاقتصادي و المضمار السياسي. على الصعيد الاقتصادي قالوا و صرّحوا بأنهم ينوون شلّ الشعب الإيراني عن طريق الحظر الاقتصادي، لکنهم لم يستطيعوا شلّ الشعب الإيراني، و قد حققنا في الکثير من المجالات، و بتوفيق و فضل من الله، الکثير من التقدّم، و قد ذُکرت تفاصيل ذلک لشعبنا العزيز، و سوف تُذکر، و سأذکرُ إجمالاً إن شاء الله بعض النقاط في کلمتي يوم الأول من فروردين إذا بقيتُ على قيد الحياة.
من الناحية الاقتصادية تعرّض الشعب طبعاً لبعض الضغوط و المشکلات، خصوصاً أنه کانت في الداخل أيضاً بعض الإشکالات، حيث کانت هناک بعض حالات التقصير و التساهل ساعدت مخططات العدو، و لکن على العموم کانت مسيرة النظام و الشعب متقدّمة نحو الأمام، و ستظهر إن شاء الله في المستقبل آثار هذا التمرّس و نتائجه.
و على الصعيد السياسي، انصبّت جهودهم من ناحية على عزل الشعب الإيراني، و من ناحية أخرى على بثّ حالة التردّد و عدم التصميم في الشعب الإيراني و زعزعة همّته و تقصير مداها. و قد حصل عکس هذا تحديداً. من حيث عزل الشعب الإيراني لم يفشلوا في تطویق السياسات الدولية و الإقليمية و حسب، بل و کانت هناک نماذج من قبيل إقامة مؤتمر عدم الانحياز بحضور عدد کبير من الرؤساء و مسؤولي بلدان العالم في طهران، فحصل عکس ما کان يريده أعداؤنا، مما أثبت أن الجمهورية الإسلامية ليست غير معزولة و حسب، بل ينظرون لها و لإيران الإسلامية و لشعبنا العزيز في العالم بعين التکريم و الاحترام.
و على الصعيد الداخلي، في المناسبات التي يعبّر فيها شعبنا العزيز عن مشاعره - و هي في الغالب ذکرى الثاني و العشرين من بهمن سنة 91 - عبّر الشعب عن ما يثبت حماسه و اندفاعه، إذ شارک في الساحة بملحمية و شوق و کثافة أکبر من الأعوام الماضية. و من النماذج الأخرى على ذلک مشارکة أهالي محافظة خراسان الشمالية في ذروة الحظر، ما يکشف عن نموذج لوضع الشعب الإيراني و معنوياته تجاه النظام الإسلامي و مسؤوليه الخدومين. و قد أنجزت و الحمد لله طوال العام الماضي أعمال و مشاريع کبرى، و أبدى المسؤولون و الشعب الکثير من الجهود و المساعي العلمية و التحرّک و إنجاز المشاريع الخاصة بالبنى التحتية. و قد توفرت مقدمات السير نحو الأمام بل و ممهدّات قفزات نوعية إن شاء الله، سواء في المضمار الاقتصادي أو على الصعيد السياسي، أو کل المجالات الحياتية الأخرى.
سنة 92 حسب الأفق المتفائل الذي تمّ رسمه لنا بلطف من الله و همّة الشعب المسلم، ستکون سنة تقدّم الشعب الإيراني و تحرّکه و تمرّسه، لا بمعنى أن عداء الأعداء سيقلّ، بل بمعنى أن جاهزية الشعب الإيراني ستکون أکبر، و مشارکته أکثر تأثيراً، و بناءه للمستقبل بيديه و بهمّته و کفاءته سيکون إن شاء الله أفضل و أبعث على الأمل.
طبعاً ما يشخص أمامنا في سنة 92 لا يزال يختصّ بالمجالين الاقتصادي و السياسي. على المستوى الاقتصادي يجب الاهتمام بالإنتاج الوطني کما جاء في شعار العام الماضي. و قد أنجزت بعض الأعمال بالطبع، بيد أن ترويج الإنتاج الوطني و دعم العمل و رأس المال الإيرانيين قضية طويلة الأمد، و لا تُنجز في سنة واحدة. لحسن الحظ تمّت في النصف الثاني من عام 91 المصادقة على سياسات الإنتاج الوطني و إبلاغها - أي تمّ في الواقع رسم الطريق و الخطة لهذه الأعمال - حيث يستطيع مجلس الشوري الإسلامي و الحکومة البرمجة على أساس ذلک و البدء بمسيرة جيدة و التقدم إلى الأمام إن شاء الله بهمم عالية و جهود دؤوبة.
و على الصعيد السياسي فإن القضية الکبيرة في سنة 92 هي انتخابات رئاسة الجمهورية، و التي تُبرمج في الحقيقة للمقدرات التنفيذية و السياسية، و بمعنى من المعاني لمقدّرات البلاد العامة لأربعة أعوام قادمة. و سيستطيع الشعب إن شاء الله بمشارکته في هذه الساحة أن يسجّل للبلاد و لنفسه مستقبلاً حسناً. طبعاً من الضروري إنْ على المستوى الاقتصادي و إنْ على المستوى السياسي أن يکون تواجد الشعب تواجداً جهادياً. يجب المشارکة بملحمية و حماس و شوق، و بهمّة عالية و نظرة متفائلة، و قلوب مفعمة بالأمل و الحيوية، للوصول إلى الأهدافهم بطریقة ملحمیة.
بهذه النظرة، نسمّي سنة 92 باسم «سنة الملحمة السياسية و الملحمة الاقتصادية»، و نتمنى بفضل من الله أن تتحقق ملحمة اقتصادية و ملحمة سياسية في هذه السنة على يد شعبنا العزيز و مسؤولي البلاد المخلصين.
على أمل أن تشملنا نظرات الخالق و عنايته، و أدعية سيدنا بقية الله الإمام المهدي المنتظر (أرواحنا فداه)، و مع تحياتنا لروح الإمام الخميني الجليل و أرواح الشهداء الأبرار الطاهرة.
و السّلام عليکم و رحمة الله و برکاته