۱۴۰۰/۱۲/۴   6:2  زيارة:1583     قصص


آيات الصائمين

 






(سورة البقرة 45-46): «وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَکَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».
فما الذي نستلهمه من هاتين الآيتين الشريفتين فيما يرتبط بالصورة الفضلی لأداء عبادة الصوم المبارکة؟!
صرحت الأحاديث الشريفة أن (الصَّبْرِ) الذي تذکره الآية الأولی هو عبادة الصيام، ولعل ذلک بأعتبار أن الصيام يشتمل علی أوضح المصاديق العبادية لفضيلة الصَّبْرِ.
وبذلک يتضح أن القرآن الکريم يأمرنا بأن نستعين بعبادة الصوم في مواجهة الشدائد والصعاب وکذلک من إجل تقوية روح الإستقامة علی الصراط المستقيم والتغلب علی أشکال المغريات والوساوس الشيطانية.
ويلاحظ في الآيات الکريمة أنها تأمر بالإستعانة بالصيام والصلاة معاً، مشيرة بذلک الی تکامل آثار هاتين العبادتين في إيصال الإنسان الی المراتب الکمالية السامية.
من هنا نستلهم درساً مهماً هو أن علينا أن نهتم بأمر الصلاة عموماً وفي أيام الصيام خصوصاً، وهذا الأمر يشمل الصلوات الواجبة حيث ينبغي للصائمين أن يجتهدوا في إقامتها بخشوع ٍ أکمل مستفيدين من حالة الخشوع والتوجه الروحي التي توجدها عبادة الصوم؛ کما ينبغي لنا إجتناب حالة الکسل خاصة في الصلوات النهارية.
والأمر نفسه يصدق علی الصلوات المستحبة سواء النوافل اليومية أو الصلوات الخاصة بأيام ٍ وليالي شهر رمضان وهي کثيرة تنبهنا أحاديث أهل بيت النبوة (عليهم السلام) الی الثمرات المبارکة الدنيوية والأخروية لهذه الصلوات وعظمة ثوابها وکثرة آثارها الإيجابية في إکمال ثمرات فريضة الصيام.
والشواهد التأريخية علی الحقيقة المتقدمة کثيرة نختار منها النموذج التالي، فقد روي عن إسماعيل بن الأرقط: وهو ابن السيدة العابدة الجليلة أم سلمة أخت مولانا الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: مرضت في شهر رمضان مرضاً شديداً حتی ثقلت [يعني بلوغ الإحتضار وسکرات الموت، قال]: وإجتمعت بنو هاشم ليلاً للجنازة وهم يرون أني ميت، فجزعت أمي عليّ، فقال لها أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) خالي: إصعدي الی فوق البيت، فإبرزي الی السماء وصلي رکعتين، فاذا سلمت ِ فقولي: اللهم إنک وهبته لي ولم يک شيئاً، اللهم وإني إستوهبه مبتدئاً فأعرنيه