۱۳۹۱/۱۰/۱۶   5:32  زيارة:1158     الاعتقادات


المسجد اول بيت للتوحيد

 





(إن أول بيت وضع للناس للذي ببکة مبارکاً وهدىً للعالمين)([14]) .
(وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا إلى ابراهيم واسماعيل أن طهّرا بيتي للطائفين والعاکفين والرکع السجود)([15]) .
يبدو من الايتين اعلاه ان الکعبة في مکة المکرمة هي أول بيت للتوحيد ، وأول مکان مرکزي اقيم لعبادة اللّه الواحد الاحد .
وقد اختلف المفسرون في زمان بناء هذا البيت ، فمنهم من قال ان ابراهيم(عليه السلام)هو مؤسس البيت ولم يکن له أي وجود زمن آدم(عليه السلام)([16]) . واعتقد آخرون ان آدم(عليه السلام)هو أول من بنى البيت ، ثم جدد بناءه ابراهيم(عليه السلام)([17]) ، بيد ان القرائن المستلّة من الايات القرآنية والروايات النبوية تؤيد الرأي الثاني ، إذ جاء في القرآن الکريم على لسان ابراهيم(عليه السلام) : (ربّنا اني اسکنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتکَ المحرّم ...)([18]) ، حيث يُفهم من الاية الشريفة ان ابراهيم(عليه السلام) لما جاء مع ولده اسماعيل(عليه السلام) وزوجه هاجر إلى مکة کان فيها اثر من الکعبة . وجاء في آية اخرى : (وإذ يرفع ابراهيم القواعد واسماعيل ...)([19]) ; ففي الاية اشارة إلى وجود اسس الکعبة قبل ابراهيم ، وانه وولده(عليهما السلام) رفعا هذه القواعد والاسس .
يقول الامام علي(عليه السلام) بهذا الشأن : « ألا ترون ان اللّه سبحانه اختبر الاولين من لدن آدم الى الاخرين من هذا العالم بأحجار ... فجعلها بيته الحرام ، ثم امر آدم(عليه السلام) وولده أن يُثَنّوا اعطافهم نحوه ...»([20]) .
اذن ، فالکعبة بنيت أول ما بنيت بواسطة آدم(عليه السلام) ثم تصدعت واندرست بمرور الزمان ليجدد بناءَها من بعد ابراهيم(عليه السلام) . ومهما يکن من أمر ، فان هاتين الايتين وغيرهما تؤيد کما تؤيد الروايات ان المسجد هو أول مکان ومرکز وضع على الارض لعبادة اللّه الواحد ، ولم يکن قبله أي معبد آخر مخصص للدعاء والعبادة عند الموحدين .
وروى ابو ذر عن الرسول(صلى الله عليه وآله) : « ان بناء المسجد الحرام سبق بناء المسجد الاقصى »([21]) ، وروي عن أميرالمؤمنين(عليه السلام) في ذيل الاية الاولى حينما سأله رجل : أهو أول بيت ؟ ، فقال : لا قد کان قبله بيوت ، ولکنه أول بيت وضع للناس مبارکاً ، فيه الهدى والرحمة والبرکة([22]) .


__________________
([14]) آل عمران : 96 .
([15]) البقرة : 120.
([16])تفسير الرازي1:311،
تصحيح وحواشى مهدي الهي قمشه اى،انتشارات
علمي، طهران ، 1325
([17]) المصدر نفسه .
([18]) ابراهيم : 37 .
([19]) البقرة : 127 .
([20]) نهج البلاغة 794 .

انتهای پیام