۱۳۹۱/۹/۲۳   3:16  زيارة:1108     الاخبار


الإمام الخامنئی یستقبل المشارکین فی «المؤتمر العالمی لأساتذة الجامعات و الصحوة الإسلامیة»

 


الإمام الخامنئی یستقبل المشارکین فی «المؤتمر العالمی لأساتذة الجامعات و الصحوة الإسلامیة» طباعة
11/12/2012

استقبل سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة صباح یوم الثلاثاء 11/12/2012 م المئات من الأساتذة الجامعیین و النخبة و العلماء المشارکین فی المؤتمر العالمی لأساتذة الجامعات فی العالم الإسلامی و الصحوة الإسلامیة، و أوضح أهمیة عنوان « الصحوة الإسلامیة» مقدّماً تحلیلاً جامعاً لمکانة الإسلام و الشریعة الإسلامیة، و کذلک قطاعات الشعب فی البلدان الثائرة، و الآفات و الأخطار التی تعترض سبیلهم.
و أشار سماحته إلی دور الخواص و العلماء فی المجتمع فی إسعاد الشعوب و إنقاذها مؤکداً: من هذه الزاویة فإن مؤتمر «أساتذة الجامعات فی العالم الإسلامی و الصحوة الإسلامیة» یحظی بأهمیة خاصة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة أن الشرط الرئیس لممارسة الأساتذة الجامعیین و النخبة و الوعاة دورهم فی سبیل سیر المجتمع نحو السعادة و الخلاص، هو الإخلاص و الشجاعة و الوعی و العمل الدؤوب و عدم الطمع منوّهاً: الصحوة الإسلامیة و رسوخ هذه الصحوة فی الأمة الإسلامیة حدث کبیر قائم أمام العالم الیوم، و قد أفضی فی بعض البلدان إلی الثورة و تغییر الأنظمة الفاسدة.
و أکد آیة الله العظمی السید الخامنئی علی أن الصحوة الإسلامیة عمیقة و واسعة النطاق، و أشار إلی خوف الأعداء من عبارة «الصحوة الإسلامیة» مضیفاً: إنهم یبذلون قصاری جهدهم لعدم استخدام عنوان «الصحوة الإسلامیة» للحرکة العظیمة الراهنة فی المنطقة، و السبب هو أن الأعداء یخافون بشدة من بروز الإسلام الحقیقی الواقعی.
و أکد سماحته قائلاً: إنهم غیر قلقین من الإسلام المُستعبَد للدولار، و الإسلام الغارق فی الفساد و الارستقراطیة، و الإسلام غیر الممتدّ فی کتل الشعب و شرائحه، لکنهم ترتعد فرائصهم من إسلام العمل و المبادرة، و إسلام کتل الشعب و قطاعاته، و إسلام التوکّل علی الله و حسن الظن بالوعود الإلهیة.
و لفت قائد الثورة الإسلامیة: نعتقد أن الحرکة العظیمة الحالیة صحوة إسلامیة حقیقیة لها امتداداتها، و لن تنحرف بسهولة.
و أضاف الإمام الخامنئی مبیّناً سبب تسمیة هذه الصحوة بـ «الإسلامیة»: شعارات الجماهیر الإسلامیة فی ثورات المنطقة، و دور المؤمنین بالإسلام فی تشکیل التجمّعات الواسعة و إسقاط الأنظمة الفاسدة، کلها تعاضد إسلامیة هذه الحرکة.
و اعتبر سماحته الدلیل الآخر علی إسلامیة هذه الحرکة تصویت الجماهیر للإسلامیین فی انتخابات هذه البلدان مؤکداً: فی معظم مناطق العالم الإسلامی حالیاً، إذا أقیمت انتخابات حرّة و جیدة، و شارک القادة و السیاسیون الإسلامیون فی الساحة، فإن الجماهیر ستمنح أصواتها للإسلامیین.
و تابع قائد الثورة الإسلامیة حدیثه بذکر نقاط حول الحرکات و الثورات فی المنطقة.
و کانت معرفة الآفات و الأخطار التی تهدّد هذه الحرکات و الثورات خصوصاً فی مصر و تونس و لیبیا النقطة الأولی التی ألمح إلیها آیة الله العظمی الخامنئی قائلاً: إلی جانب معرفة الآفات و الأخطار یجب شرح و إیضاح أهداف هذه الثورات، إذ لو لم تکن الأهداف محدّدة فسوف تکون هناک حیرة و ضیاع.
و أوضح سماحته أن «التحرّر من شرور الهیمنة العالمیة» أحد أهداف الصحوة الإسلامیة مؤکداً: ینبغی الإعلان بصراحة عن هذا الموضوع، لأنه من الخطأ أی تصوّر بخصوص إمکانیة تصالح الاستکبار العالمی بزعامة أمریکا مع التحرّکات الإسلامیة.
و أضاف قائد الثورة الإسلامیة: أین ما کان هنالک إسلام و إسلامیون فسوف تسعی أمریکا بکل کیانها و قوتها للقضاء علیهم، و طبعاً قد تتبسّم فی ظاهر الأمر.
و شدّد الإمام الخامنئی علی أن ثورات المنطقة یجب أن تشخّص الحدود الفاصلة بینها و بین الاستکبار العالمی ملفتاً: لا نقول إنهم یجب أن یسیروا لحرب الاستکبار، و لکن إذا لم یشخّصوا حدودهم الفاصلة فسوف یقعون فی الأحابیل و المخادعات.
و أشار سماحته إلی استخدام الاستکبار العالمی لأدوات المال و السلاح و العلم للهیمنة علی العالم قائلاً: علی الرغم من وجود هذه الأدوات، فإن من أکبر المشکلات الراهنة فی العالم الغربی عدم التوفر علی أفکار جدیدة تُعرض علی البشریة، فی حین یمتلک العالم الإسلامی الأفکار و خارطة الطریق.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة علی أن الإسلام یمتلک خارطة طریق و أفکاراً جدیدة، منوّهاً: هذه المسألة نقطة قوة للعالم الإسلامی، و برسم الأهداف علی أساس هذه الأفکار لن تعود أدوات السلاح و المال و العلم الغربیة مؤثرة کما کانت فی السابق.
و اعتبر آیة الله العظمی السید الخامنئی أن من الأهداف المهمة الأخری للصحوة الإسلامیة محوریّة الإسلام و الشریعة الإسلامیة مضیفاً: ثمة مساع واسعة لإظهار أن الشریعة الإسلامیة لا تنسجم مع التقدّم و التطوّر و التحضّر، و الحال أن الإسلام یلبّی احتیاجات البشر فی کل القرون و کل العصور التی تشهد تقدّم الإنسانیة.
و أبدی سماحته أسفه الشدید لبعض التیارات المتحجّرة التی توفر بأقوالها و أفعالها الأرضیة لانبثاق فکرة عدم انسجام الإسلام مع التقدّم، ملفتاً: المهم هو التفکیر الذی یؤمن بتلبیة الإسلام لاحتیاجات الإنسانیة.
و عدّ قائد الثورة الإسلامیة بناء النظام من الأهداف الأخری للصحوة الإسلامیة، و أشار إلی التجارب التاریخیة لمنطقة شمال أفریقیا و التی واجهت الفشل بسبب غیاب عملیة بناء النظام، مردفاً: إذا لم یجر فی البلدان الثائرة بناء نظام و تشیید بنیة متینة فإن الأخطار ستحدّق بهم.
و أکد آیة الله العظمی السید الخامنئی علی أن الحفاظ علی دعم الجماهیر و مساندتها من القضایا المهمة فی ثورات المنطقة موضحاً: القوة الحقیقیة هی بأیدی الجماهیر، و أین ما کان الجماهیر علی رأی و صوت و کلمة واحدة، و یدعمون قادتهم و مسؤولیهم و یساندونهم، فلن تستطیع، لا أمریکا و لا أکبر من أمریکا، أن ترتکب أیة حماقة.
و شدّد سماحته علی ضرورة إبقاء الجماهیر فی الساحة مردفاً: یتحمّل المثقفون و المستنیرون و الکتّاب و الشعراء و خصوصاً علماء الدین أدواراً مهمة و ممیزة، و علیهم، بشرحهم أهداف الثورات و العقبات التی تعترض سبیلها و کشف أعدائها، أن یحافظوا علی وعی الجماهیر و بصیرتهم.
و أوضح قائد الثورة الإسلامیة أن التربیة العلمیة للشباب و التقدم العلمی و التقنی من أجل تحقیق الاقتدار، من القضایا بالغة الأهمیة فی البلدان الإسلامیة، و خصوصاً البلدان الثائرة، منوهاً: هذه العملیة ممکنة، و تجربتها الفعلیة الناجحة هی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.
و أضاف آیة الله العظمی الخامنئی: کانت إیران قبل انتصار الثورة الإسلامیة فی أدنی المستویات العلمیة، لکنها الیوم ببرکة الإسلام و الثورة تقف فی المستویات العلمیة العلیا فی العالم، و إحصائیات المراکز العلمیة الدولیة المعتبرة تؤیّد هذه الحرکة العلمیة المتسارعة.
و أکد سماحته قائلاً: یجب أن تستمر هذه التجربة الناجحة فی البلدان الإسلامیة، و یصل العالم الإسلامی إلی مرحلة یکون فیه مرجعاً علمیاً فی العالم.
و ألمح قائد الثورة الإسلامیة: لقد أثبت النظام الإسلامی فی إیران أنه یمکن تحقیق مکانة و سرعة علمیة عالیة علی أساس الإسلام و الشریعة الإسلامیة.
و أوضح الإمام الخامنئی أن الوحدة من الأمور الأساسیة اللازمة للعالم الإسلامی، مردفاً: یحاول الغرب و أمریکا بث الفرقة و الاختلاف بین المسلمین تحت عناوین الشیعة و السنة و القومیات و الشعوب، لذلک ینبغی التحلّی بالوعی و الحذر، و النظر للأمور من هذه الزاویة و اتخاذ المواقف حیال ذلک.
و أکد سماحته علی أن العالم الإسلامی آخذ فی التقدّم إلی الأمام علی الرغم من مساعی جبهة الاستکبار و مؤامراتها، ملفتاً: من علامات هذا التقدم حرب الأیام الثمانیة التی کان فی جانب منها الفلسطینیون الساکنون منطقة جغرافیة جد صغیرة اسمها غزة، و فی الجانب الآخر الحکومة الصهیونیة التی تدّعی امتلاکها أقوی جیش فی العالم، و کان الجانب الذی وضع الشروط عند وقف إطلاق النار هم الفلسطینیون.
و أضاف قائد الثورة الإسلامیة: هل کان مثل هذا الحدث ممکن التصدیق قبل عشرة أعوام؟
و قال آیة الله العظمی السید الخامنئی: بارک الله فی الفلسطینیین، و بارک الله فی حماس و الجهاد الإسلامی و الکتائب الفلسطینیة المناضلة فی غزة التی أبدت عن نفسها هذه الشجاعة.
و أضاف یقول: إننی من جانبی أشکر کل المجاهدین الفلسطینیین علی هذه التضحیة و السعی و الصبر.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة حرب الأیام الثمانیة فی غزة درساً مهماً للشعب الفلسطینی و لکل المسلمین مؤکداً: لقد أثبتت حرب غزة أنه لو اتحد الجمیع و صبروا فی الشدائد فإن وعد الله بالفرج و الیُسر بعد الشدّة سیتحقق.
و أشار الإمام الخامنئی إلی قضیة البحرین أیضاً فقال: للأسف نشهد فی قضیة البحرین صمت العالم الإسلامی، و هذا ناجم عن نظرة خاطئة لهذا الموضوع.
و لفت سماحته قائلاً: نظرة البعض لقضیة البحرین نابعة من الزاویة المذهبیة، لذلک یُعدّ الدفاع عن شعب ثائر علی حکومة فاسدة أمراً جائزاً، إلا إذا کان الشعب شیعیاً کالشعب البحرینی!
و أکد قائد الثورة الإسلامیة: النظرة الصائبة لقضایا المنطقة هی النظر علی أساس مقاصد العدو و رؤیته و أدواته و مخادعاته.
و أکد الإمام الخامنئی علی أن موقف إیران من القضیة السوریّة ناجم عن هذه الرؤیة مردفاً: الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تعارض إراقة حتی قطرة دم واحدة من أی مسلم، لکن المذنبین فی الوضع الراهن فی سوریة هم الذین جرّوه إلی الحرب الداخلیة و التخریب و اقتتال الإخوة.
و ألمح سماحته فی ختام حدیثه: جمیع مطالیب الشعوب یجب أن تتحقق بالأسالیب المألوفة البعیدة عن العنف.
فی بدایة هذا اللقاء تحدّث سبعة شخصیات من العلماء و الأساتذة من البلدان الإسلامیة عارضین تصوّراتهم و رؤاهم بخصوص التطوّرات الحالیة فی المنطقة و الصحوة الإسلامیة، و الآفات و المخاطر التی تواجهها. و کان المتحدّثون هم:
- الدکتور منیر شفیق، مفکر و منظر من فلسطین.
- الدکتور مجدی حسین، مناضل ثائر و رئیس حزب الشعب المصری.
- الدکتور راشد الراشد، باحث و ناشط سیاسی من البحرین.
- الدکتور بابا أینویای، باحث و وزیر الشؤون الدینیة الأسبق فی السنغال.
- الدکتور علی فیّاض، نائب فی البرلمان اللبنانی.
- الدکتور عمر الشاهد، أستاذ جامعی و ناشط سیاسی من تونس.
- الدکتورة عابد علی، رئیسة قسم العلاقات الدولیة بجامعة قائد أعظم فی باکستان.
و قد تناول المتحدثون فی کلماتهم المحاور التالیة:
- الجمهوریة الإسلامیة فی إیران بقیادة الإمام الخمینی (رض) کانت البادئة بالصحوة الإسلامیة فی العالم.
- الوحدة بین المسلمین هی السبیل الوحید للانتصار علی المؤامرات و المشکلات.
- ضرورة الاستفادة المناسبة من النجاحات و الانتصار و الإمکانیات التی تحققت فی الأعوام الأخیرة فی العالم الإسلامی و جبهة المقاومة.
- النظام الإسلامی فی إیران نموذج لا بدّ منه للتحرّکات و الثورات فی المنطقة.
- الإسلام هو أساس التحرّکات و الثورات فی المنطقة.
- ضرورة الاهتمام بالشباب فی الصحوة الإسلامة و تنویرهم.
- ضرورة اتخاذ مواقف واضحة و صریحة حیال الاستکبار العالمی و الکیان الصهیونی فی البلدان الثائرة.
- ضرورة الاهتمام بالتحرّک و التقدم العلمی فی البلدان الإسلامیة.
- انتقاد صمت المحافل الدولیة و العالم الإسلامی حیال المذابح التی ترتکب ضد الشعب البحرینی.
- التحلی بالوعی حیال مؤامرة زعزعة الاستقرار و بث الاضطرابات فی المنطقة، و خصوصاً فی البلدان الثائرة.
و تحدث فی مستهل اللقاء أیضاً الدکتور ولایتی الأمین العام للمجمع العالمی للصحوة الإسلامیة، فأشار إلی سابقة تشکیل هذا المجمع و المؤتمرات التی أقیمت لحد الآن، مؤکداً: فی المؤتمر العالمی لأساتذة الجامعات فی العالم الإسلامی و الصحوة الإسلامیة، الذی أقیم تحت شعار «التقدّم، و العدالة، و الدیمقراطیة الدینیة»، و حضره أکثر من 500 من الأساتذة و الباحثین فی البلدان الإسلامیة، جری التداول و النقاش و تبادل وجهات النظر بشأن أهم قضایا العالم الإسلامی و تطورات المنطقة.
و أوضح الدکتور ولایتی أن من العناوین المهمة لهذا المؤتمر العالمی: تغیّر معادلات المنطقة و تأثیر ذلک علی قضیة فلسطین، و خصائص النظام الدیمقراطی الدینی، و ضرورات و أولویات الحکومات الجدیدة فی العالم الإسلامی، و الفرص الماثلة أمام حرکة الصحوة الإسلامیة، و ضرورة الانتفاع من تجارب المفکرین فی العالم الإسلامی.


انتهای پیام