۱۳۹۱/۵/۲۶   16:58  زيارة:1830     السیرة


من وصية للإمام علي (عليه السلام) لجابر الجعفي

 


 

روي عنه (عليه السلام) أنه قال له: يا جابر اغتنم من أهل زمانک خمسا إن حضرت لم تعرف وإن غبت لم تفتقد وإن شهدت لم تشاور وإن قلت لم يقبل قولک وإن خطبت لم تزوج وأوصيک بخمس إن ظلمت فلا تظلم وإن خانوک فلا تخن وإن کذبت فلا تغضب وإن مدحت فلا تفرح وإن ذممت فلا تجزع وفکر فيما قيل فيک فإن عرفت من نفسک ما قيل فيک فسقوطک من عين الله جل وعز عند غضبک من الحق أعظم عليک مصيبة مما خفت من سقوطک من أعين الناس وإن کنت على خلاف ما قيل فيک فثواب اکتسبته من غير أن يتعب بدنک واعلم بأنک لا تکون لنا وليا حتى لو اجتمع عليک أهل مصرک وقالوا إنک رجل سوء لم يحزنک ذلک ولو قالوا إنک رجل صالح لم يسرک ذلک ولکن اعرض نفسک على کتاب الله فإن کنت سالکا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه خائفا من تخويفه فاثبت وأبشر فإنه لا يضرک ما قيل فيک وإن کنت مباينا للقرآن فما ذا الذي يغرک من نفسک إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش ويقيل الله عثرته فيتذکر ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف وذلک بأن الله يقول إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَکَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ يا جابر استکثر لنفسک من الله قليل الرزق تخلصا إلى الشکر واستقلل من نفسک کثير الطاعة لله إزراء على النفس وتعرضا للعفو وادفع عن نفسک حاضر الشر بحاضر العلم واستعمل حاضر العلم بخالص العمل وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف واحذر خفي التزين بحاضر الحياة وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء وانزل ساحة القناعة باتقاء الحرص وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل واقطع أسباب الطمع ببرد اليأس وسد سبيل العجب بمعرفة النفس وتخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض واطلب راحة البدن بإجمام القلب وتخلص إلى إجمام القلب بقلة الخطأ وتعرض لرقة القلب بکثرة الذکر في الخلوات واستجلب نور القلب بدوام الحزن وتحرز من إبليس بالخوف الصادق وإياک والرجاء الکاذب فإنه يوقعک في الخوف الصادق وتزين لله عز وجل بالصدق في الأعمال وتحبب إليه بتعجيل الانتقال وإياک والتسويف فإنه بحر يغرق فيه الهلکى وإياک والغفلة ففيها تکون قساوة القلب وإياک والتواني فيما لا عذر لک فيه فإليه يلجأ النادمون واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وکثرة الاستغفار وتعرض للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم وتخلص إلى عظيم الشکر باستکثار قليل الرزق واستقلال کثير الطاعة واستجلب زيادة النعم بعظيم الشکر والتوسل إلى عظيم الشکر بخوف زوال النعم واطلب بقاء العز بإماتة الطمع وادفع ذل الطمع بعز اليأس واستجلب عز اليأس ببعد الهمة وتزود من الدنيا بقصر الأمل وبادر بانتهاز البغية عند إمکان الفرصة ولا إمکان کالأيام الخالية مع صحة الأبدان وإياک والثقة بغير المأمون فإنّ للشر ضراوة کضراوة الغذاء...




تحف العقول