۱۳۹۱/۵/۱۲   8:38  زيارة:1608     السیرة


فاطمة المعصومة بنت الإمام الکاظم( عليهما السلام )

 






اسمها ونسبها :

هي السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الکاظم ( عليهم السلام ) ، سليلة الدوحة النبوية المطهرة ، وغصن يافع من أغصان الشجرة العلوية المبارکة ، وحفيدة الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) المحدِّثة ، العالمة ، العابدة .

اختصتها يد العناية الإلهية فمنت عليها بأن جعلتها من ذرية أهل البيت المطهرين ( سلام الله عليهم أجمعين ) .

وقد ورد في بعض التواريخ أن الإمام الرضا ( عليه السلام ) لقبها بالمعصومة .


ولادتها ونشأتها :

وُلدت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) في المدينة المنورة في الأول من شهر ذي القعدة عام ( 137هـ ) على أصح التواريخ .

وترعرت في بيت الإمام الکاظم ( عليه السلام ) ، فورثت عنه من نور أهل البيت (عليهم السلام) وهديهم وعلومهم في العقيدة والعبادة والعفة والعلم ، وعُرِّفت على ألسنة الخواص بأنها :

کريمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .

نشأت السيدة فاطمة ( عليها السلام ) تحت رعاية أخيها الإمام الرضا ( عليه السلام ) ،

فعاشت السيدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في کنف الإمام الرضا ( عليه السلام ) .

وقد أجمع أصحاب السير والتراجم على أن أولاد الإمام الکاظم ( عليه السلام ) کانوا أعلاماً لائحة في العبادة والتقوى والنُّسک .

من کراماتها :

نقل مؤلف کتاب : ( کرامات معصوميه ) عن أحد المهاجرين العراقيين :

( حَدَث يوماً أن وُصف لي طبيب حاذق ، فاصطحبت والدتي له ، فعاينها ووصف لها علاجاً ، ثمّ إني عُدت بوالدتي إلى البيت ، وبدأت بحثي عن الدواء الذي وصفه لها ، فما وجدته إلا بعد عناء ومشقة عظيمة .

ولما کنت في طريقي إلى المنزل ، وقع بصري على القبة المقدسة للسيدة المعصومة (عليها السلام) ، فألهم قلبي زيارتها والتوسل بها إلى الله تعالى ، فدخلت الحرم المطهر ، وألقيت بالأدوية جانباً ، وخاطبت السيدة بلوعة وحُرقة :

يا سيدتي ، لقد کنا في العراق نلجأ إلى أبيکِ باب الحوائج في کل شدة وعُسر ، ونستشفع به إلى الله تعالى في قضاء حوائجنا ، فلا نعود إلا وقد تيسر لنا عسيرُها ، وها نحن لا ملجأ لنا هنا إلاکِ ، وها أنا سائلک أن تشفعي في شفاء أمي مما ألم بها .

قال : ولقد منّ الله تعالى على والدتي بالشفاء في نفس ذلک اليوم ببرکة بنت موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) ، فاستغنينا عن الدواء .
فاطمة المعصومة عليهاالسلام

ظروفها الاجتماعية والسياسية :

ولدت السيدة المعصومة في عهد الرشيد العباسي ،


رحلتها إلى خراسان :

اکتنفت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) - ومعها آل أبي طالب - حالة من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا ( عليه السلام )

فقد کانوا في خوف بعدما أخبرهم أخوها أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنه سيستشهد في سفره هذا إلى طوس

کل هذا يدلنا على طرف مما کان يعتمل في قلب السيدة المعصومة ( عليها السلام ) ، مما حدا بها - حسب رواية الحسن بن محمد القمي في تاريخ قم - إلى شد الرحال ، إلى أخيها الرضا ( عليه السلام ) .


وفاتها :

رحلت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) تقتفي أثر أخيها الرضا ( عليه السلام ) ، والأمل يحدوها في لقائه حياً ، لکن وعثاء السفر ومتاعبه اللذينِ لم تعهدهما کريمة أهل البيت ( عليها وعليهم السلام ) أقعداها عن السير .

فلزمت فراشها مريضة مُدنَفة ، ثم سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم - وکانت آنذاک قد نزلت في مدينة ساوة - فقيل لها إنها تبعد عشرة فراسخ ( 70 کيلو متراً ) ، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم ، فحملت إليها على حالتها تلک ، وحطت رحالها في منزل موسى بن خزرج بن سعد الأشعري ، حتى توفيت ( عليها السلام ) بعد سبعة عشر يوماً .

وفي أصح الروايات أن خبرها لما وصل إلى مدينة قم ، استقبلها أشراف قم ، وتقدمهم موسى بن خزرج ، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله ، وکانت في داره حتى تُوفيت في سنة ( 201هـ ) ، فأمرهم بتغسيلها وتکفينها ، وصلى عليها ، ودفنها في أرض کانت له ، وهي الآن روضتها ، وبنى عليها سقيفة من البَواري ، إلى أن بَنَت زينب بنت محمد الجواد ( عليه السلام ) عليها قبّة .