۱۳۹۰/۱۲/۲۲   9:9  زيارة:1688     شبهات و جواب


هل الإنسان مخير أم مسير؟ وإذا کان مخيراً فما هو إذاً القضاء والقدر ؟

 


لايوجد تعارض بين القول بالاختيار للانسان وبين الالتزام بالقضاء والقدر, وذلک إذا عرفنا معنى القضاء والقدر.النبييّن مبشرين ومنذرين عبثاً, ذلک ظنّ الذين کفروا فويل للذين کفروا من النار...

ومعناهما: هو التقدير أن لوجود کل شيء حداً وقدراً کما لتحقيق وجوده قضاءاً وحکماً مبرماً في جانبه تعالى, فکل شيء يقدر أولاً, ثم يحکم عليه بالوجود.
وهذه الشبهة کانت عالقة في بعض الأذهان منذ القدم, وقد أجاب عنها أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
فقد جاء في کتاب (التوحيد للشيخ الصدوق/الحديث28): (أقبل شيخ الى الامام علي (عليه السلام) عند منصرفه من صفين, فقال: أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء الله وقدره؟
فقال: أجل يا شيخ ما علوتم من طلعة, ولاهبطتم من واد إلاّ بقضاء من الله وقدره.
فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين (ومعنى هذه الجملة: إني لم أقم بعمل اختياري ولأجل ذلک أحتسب عنائي).
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا شيخ فوالله لقد عظّم الله لکم الأجر في مسيرکم وأنتم سائرون وفي مقامکم إذ أنتم مقيمون وفي منصرفکم وأنتم منصرفون, لم تکونوا في شيء من حالاتکم مکرهين, ولا إليه مضطرين.
فقال الشيخ: فکيف لم نکن في شيء من حالاتنا مکرهين ولا إليه مضطرين وکان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أتظنّ أنه کان قضاءً حتماً وقدراً لازماً, انّه لو کان کذلک لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي, والزجر من الله تعالى, وسقط معنى الوعد والوعيد, ولم تکن لائمة للمذنب ولا مَحمَدة للمحسن, ولکان المذنب أولى بالاحسان من االمحسن, ولکان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب, وتلک مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن, وحزب الشيطان وقدرية هذه الأمة ومجوسها, وانّ الله کلّف تخييراً ونهى تحذيراً, وأعطى على القليل کثيراً ولم يفعص مغلوباً, ولم يطع مکرهاً, ولم يملک مفوضاً, ولم يخلق السموات والارض وما بينهما باطلاً, ولم يبعث والحديث الشريف جمع بين القول بالقضاء والقدر وکون الانسان مخيراً لا مسيّراً







 

انتهای پیام