۱۳۹۰/۱۲/۱۸   6:31  زيارة:3151     اجتماعیة و تربوبة


مراحل النمو الدينى لدى الاطفال

 


ابتداءاً من السنة الثالثة من العمر فما فوق تبدأ قوة الادراکالديني لدي الطفل بالنمو، ولغاية السنة السادسة في العمر يسعي من خلال تساؤلاته اليتوسيع دائرة معلوماته وميوله في مجال الدين. ولعلکم تلاحظون ابنائکم بأنهم يبدأنبطرح الاسئلة حول الله تعالي بحدود السنة الخامسة من العمر ويشعرون بالحيرة جراءعدم قدرتهم رؤية الله تعالي وفي نفس الوقت يبرزون تمسکهم وتعلقهم به تعالي.
وفي السنوات من 6 ـ 7 من العمر تبرز لدي الطفل الرغبة فيان يکون فرداً دينياً وان يؤدي نفس الاعمال التي يؤديها أبويه في مجال الدينوالمذهب. وعلي سبيل المثال فهو يرغب في ان يستيقظ في وقت السحور في شهر رمضانالمبارک والجدير بالذکر ان تعاليمنا الدينية تحثنا في واقع الامر الي القيام بايقاظالاطفال في هذه الايام خلال وقت السحر لکي يستأنس مع خلوة الليل.
وهذا التعلق ينمو بشکل أکبر لدي الطفل في السنوات من 7 ـ 8 منالعمر وفي السنة التاسعة من العمر تبرز امامه افکاراً اکثر نضوجاً في الحياةالدينية ويشعر تجاه نفسه بأن له قيمة واعتباراً لدرجة يتمکن معها ان يربط نفسهبالله تعالي. ويتحقق ارتباطه بالله تعالي عن طريق الصلاة، والصوم والاشتراک فيالمراسم الدينية ومن هذا الباب فانه يشعر مع نفسه بالغبطة.
ضرورة التربية الدينية:
ان هذه المسألة تعد أمراً ضرورياً للطفل بأن يصار الي تربيتهتربيةً دينية منذ أوان الطفولة وان تترسخ في ذهنه اصول الدين ومبادئه الاساسية. وفي
الحقيقة فانکم ومن خلال تربية الطفل تربيةًدينية فانما تعودوه علي نمط خاص في الحياة بدون استخدام الضغط والاجبار اذ انه منالصعب فيما بعد الوصول الي تحقيق تلک الانماط.
کما انکمتحولون دون ارتکاب الطفل للکثير من الاعمال والسلوک الغير مطلوب من خلال التربيةالدينية، وتغلقون امامه طريق الشذوذ والانحراف وتمنحوه قوة الاعتماد علي النفسوالاستدلال، وتدلوه الي مصدر الجمال، والبر والحقائق وتؤنسوه مع الخالق وتجعلوهمتعلقاً به.
ويتجه الطفل في ظل التربية الدينية نحوالافکار والعقائد التي تؤمن له حياة أفضل وهدوء أکبر وتترسخ خطواته في صراط الحياةبشکل اکبر واکثر رسوخاً. ويفتح في قبله طريقا نحو الملکوت الاعلي وتتيسر أمامهموجبات طهارته من کل الابعاد.
ولغرض تربية الطفل تربيةدينية ليس هناک شيء أفضل من ان نجعل محيط الاسرة محيطاً دينياً مقروناً بالمشاعرالعاطفية، إذ ان ذلک بحد ذاته له تاثير عظيم في بناء الطفل وخلق الروحية العاليةلدي الطفل. کما ان دور الاسوة الذي يلعبه الآباء والمربون مهم هو الآخر، وانتخبوالأطفالکم الافراد الذين تحبون أن يکون اطفالکم مثلهم.
تعريف الله للطفل:
قلنا انه منذ السنة الخامسة من العمر تتمحور الاسئلة والاستفساراتحول الله تعالي ويدل ذلک مدي انشغال ذهن الطفل بهذا الامر. طبعاً نقوم بتلقينه بأنالله تعالي قد خلق الاشياء کلها ونأتي بالامثلة والمصاديق أيضاً. ونقول مثلاً انالاشجار من صنع الله، وانه خلق الطيور، والسماء و...
ونقوم بتعريف الله تعالي للطفل علي انهخالق محسن، عادل ويستمر الامر علي هذا المنوال لغاية السنة السابعة من العمر. وکلما نطرحه أمامه من الأمور نقول له بأنه من عناية الله ولطفه وليس من قهره، وليس منغضبه ونقول له ايضاً بأنه هو الله الذي يعيننا ويساعدنا، وانه الله الذي يطعمنا،وانه الله الذي اعطانا أباً وأماً حنونين. ونعرف الله له علي انه انه صديق يمکنالاعتماد عليه والثقة به.
وبحدود نهاية السنوات 6 و 7 منالعمر نحاول انت نتحدث عن عدالة الله، وحسابه، وعن المعاد واليوم الآخر وان نخلقلديه الاعتقاد بأن الله تعالي يثيبنا علي اعمالنا، الصالحة فيها أو السيئة، وانالله شأناً خاصاً وحسابات معينة، فله المعاد ولا يدع عملاً دون جزاء أو عقاب ويبدأالحديث عن عذاب الله ابتداءً من هذه السنوات وعلينا طبعاً ان نحاول عدم تبيان مسألةالعذاب بشکل شديد وعنيف وان ندع هذا الامر الي سني الصبا والبلوغ.
الممارسات العبادية :
يجبتشجيع الطفل منذ سني الطفولة المبکرة، ومنذ وقت قدرته علي السير وتعقيب والدته عليممارسة الاعمال العبادية. مثلاً نستدعيه اثناء حلول وقت الصلاة ليأتي ويقف متوجهاًنحو القبلة بالضبط کما نفعل نحن في الصلاة وان يؤدي الصلاة معنا.
ومثل هذه الصلاة تنطوي علي صورة ترفيهية للطفل وليس جدية، إذ منالممکن ان يقف معنا لفترة معينة ومن ثم ينصرف ليعدو خلف فراشة أو يلهو بأحدي لعبه،وفي هذه الحالة نفرض أي أمر علي الطفل ولا نؤاخذه علي ذلک.
وبحدود السنةالخامسة من العمر يصبح الطفل قادراً علي الدعاء وان يفرح بذلک أو عندما يرتکب اثماًأو خطأ ما سرعان ما يطالب بالعفو والمغفرة وان يأمل تحقق ذلک. والحقيقة فان مراعاةالعقائد والشعائر الدينية تمثل الدوافع التي تبعثه علي بذل الجهد والمساعي البناءة.انه غير قادر علي أداء الصوم ولکن ايقظوه في وقت السحر لتناول طعام السحر. أو حسبقول الامام الصادق عليه السلام: (احملوه علي صوم النصف)، فليصم يوماً من الصبح وحتيالظهر، وفي اليوم التالي من الظهر حتي المغرب. هذه التمارين والممارسات تساعد علينمو الطفل وخلق العادات الايجابية فيه لکي يصبح بوسعه فيما بعد أداء الوظائفالدينية بکل سهولة ويسر. فلو تعاملنا مع الطفل بهذا الاسلوب لن نواجه أي صعوباتامام حياته اللاحقة، ولن تعد هناک حاجة الي اجباره علي الصلاة في السنة العاشرة منالعمر.
دور القدوات والجلسات الدينية:
تربط مقدار رغبة الطفل وتعلقه بالدين بمقدار عمل الابوين وغيرهمامن القدوات التي يميل لها الطفل إذ لابد من ملاحظة أي الافراد لهم قدرة التأثير فيالطفل والي أي حد يظهر هؤلاء لاافراد رغبتهم في التمسک بالتزاماتهم الدينية. وانتجارب العائلة وعقائد الابوين واعمالهم والمحيطين به لها اثر مهم واساسي جداً فيهذا المجال.
الاشتراک والحضور في الجلسات والمناسباتالدينية مفيد ايضاً للطفل وامر تربوي وبناء، أنه يستمد احياناً معتقداته واعمالهالدينية عن طريق الحضور في المجالس الدينية وسلوک المتدينين. ومن هذا المنطق منالضروري استصحاب الطفل معکم احياناً الي هذه المجالس الدينية وادفعوهللمشارکة في المراسيم والطقوس الدينية.
الا انه ينبغي ان يکون هذا الامر مصحوباً بنوع منالمراقبة. ومنه ان لا تتسم هذه المجالس بالاطالة والارهاق فيشعر الطفل بالارهاق منجرائها. کما ينبغي علي الخطباء والقائمين علي ادارة هذه المجالس ان يأخذوا أحياناً مذاق الاطفال الحاضرين في المجلس بنظرا الاعتبار لکي يشعروا بالنکهة والسرور جراءذلک. وقدموا له طعاماً لذيذاً وشيئاً من الحلوي أو الشوکولاته واخيراً اجعلوهحساساً ومتعلقاً بتلک المجالس
.


انتهای پیام