۱۳۹۰/۱۱/۲۵
13:22
زيارة:1408
القرأن
عقيدة الشيعة في القرآن الکريم |
|
1- فلسفة نزول الکتب السماوية:
إننا نعتقد أن الله عز وجل أنزل کتباً سماوية عديدة لهداية الجنس البشري، ومنها صحف إبراهيم ونوح والتوراة والإنجيل، والقرآن المجيد وهو الأشمل من غيره؛ ولو لم تنزل هذه الکتب لأخطأ الإنسان في مساره نحو معرفة الله وعبادته، ولابتعد عن أصول التقوى والأخلاق والتربية والقوانين الاجتماعية التي يحتاجها.
وقد نزلت هذه الکتب السماوية على القلوب رحمة، وانبتت في الإنسان بذور التقوى والأخلاق ومعرفة الله والعلم والحکمة: (آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون کلٌ آمن بالله وملائکته وکتبه ورسله) المائدة/15-16.
لکن مما يؤسف له أنه جرى تحريف للکثير من الکتب السماوية بأيدي بعض الجهلة والمغرضين، وأُدخلت فيها أفکار سقيمة، إلا أن القرآن المجيد لم تمتد له يد التحريف لأسباب سنأتي إلى ذکرها، وبقي کالشمس الساطعة يضيء القلوب في کل الأزمنة: (قد جاءکم من الله نور وکتاب مبين*يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) الإسراء/88.
2- القرآن أکبر معجزة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):
إننا نعتقد أن القرآن هو أهم معاجز النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ليس من ناحية فصاحته وبلاغته وجمال بيانه وکمال معانيه فحسب، وإنما لانطوائه على معاجز أخرى في مختلف إبعاده ورد شرحها في کتب العقائد والکلام.
ولهذا فإننا نعتقد أنه لا يمکن لأحد أن يأتي بمثله أو بسورة من مثله، وقد تحدى القرآن في مواضع عديدة من کان ينظر إليه بشک وتردد، دون أن يستطيع أحد أن يواجه هذه التحدي: (قُل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو کان لبعضٍ ظهيراً) البقرة/23.
(وإن کنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءکم من دون الله إن کنتم صادقين) البقرة/23.
(وإن کنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائکم من دون الله إن کنتم صادقين) البقرة/23.
ونعتقد أن القرآن لا يبلى بمضي الزمان، بل يتجلى إعجازه وتتضح عظمته أکثر فأکثر.
فقد ورد في حديث الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إن الله تبارک وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولناس دون ناس؛ فهو في کل زمان جديد وعند کل قوم غضّ إلى يوم القيامة).
3- عدم تحريف القرآن:
إننا نعتقد أن القرآن الذي يتداوله المسلمون حالياً هو نفسه الذي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، دون أن يضاف عليه أو يحذف منه شيء.
فمنذ الأيام الأولى لنزول الوحي کان کتّابه يدونونه، حين کان المسلمون مکلفين بتلاوة الآيات النازلة آناء الليل وأطراف النهار، وفي صلواتهم الخمس، ولهذا حفظها عن ظهر القلب عدد کبير من المسلمين؛ وقد حظي حفاظ القرآن وقراؤه بمکانة خاصة في المجتمعات الإسلامية؛ وهذه الأمور وغيرها أدت إلى صيانة القرآن من التحريف والتغيير، بالإضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى ضمن حفظ القرآن إلى الأبد فلا يمکن أن تمسه يد التحريف والتغيير مطلقاً: (إنا نحن نزلنا الذکر وإنا له لحافظون) الحجر/9.
وأجمع الباحثون وکبار علماء الإسلام من الشيعة والسنة على أن القرآن لم يتعرض للتحريف، ولم يقل بالتحريف إلا القلة من الفريقين بسبب اعتقادهم ببعض الروايات التي اعتبرها علماؤهم إما ((موضوعة))، رافضين هذا الرأي بصورة قاطعة، أو أنها تقصد التحريف المعنوي، أي التفسير الخاطئ لآيات القرآن، أو اعتبروا حصول خلط لدى القائلين بالتحريف بين التفسير والنص القرآني، فتدبر.
- القرآن وحاجات الإنسان المادية والمعنوية:
إننا نعتقد أن القرآن المجيد بين أسس کل حاجة بشرية تؤمن له حياته المعنوية والمادية، إذ وضع الضوابط العامة والقواعد الکلية للمسائل السياسية وإدارة الدولة وعلاقات المجتمعات ببعضها، وأصول التعايش والحرب والسلم والشؤون القضائية والاقتصادية وغير ذلک. حيث إن تطبيقها عملياً يملأ الحياة الإنسانية بالسعادة: (ونزلنا عليک الکتاب تبياناً لکل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) النحل/89.
ولهذا فإننا نعتقد أن الإسلام لا ينفصل عن الحکم والسياسة أبدا، ويدعو المسلمين إلى الإمساک بزمام أمورهم بأنفسهم لإحياء القيم الإسلامية السامية، وإقامة مجتمع إسلامي يسير نحو تحقيق العدالة والقسط، وتطبيقها بحق العدو والصديق: (يا أيها الذين آمنوا کونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسکم أو الوالدين والأقربين) النساء/135.
(ولا يجرمنکم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو لأقرب للتقوى) المائدة/8.
5- التلاوة والتدبر والعمل:
إننا نعتقد أن تلاوة القرآن هي من أفضل العبادات ولا ترقى إليها بقية العبادات، لأن هذه التلاوة التي تساعد على التدبر القرآني والتفکر هي مصدر کل عمل صالح.
قال تعالى مخاطباً نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم): (قم الليل إلا قليلاً*نصفه أو انقص منه قليلاً*أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً) المزمل/2-4.
ويخاطب تعالى الأمة الإسلامية جمعاء بقوله عز من قال: (فاقرؤا ما تيسر من القرآن) المزمل/20.
ولکن-کما ذکرنا-ينبغي أن تکون التلاوة وسيلة للتفکر والتدبر في المعنى المحتوى، وهذا التدبر يجب أن يصبح مقدمة للعمل بالقرآن: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها) محمد/24.
(ولقد يسرنا القرآن للذکر فهل من مدکر) القمر/17.
(وهذا کتاب أنزلناه مبارک فاتبعوه) الأنعام/155.
وعليه فإن من يقتصر على التلاوة والحفظ دون التدبر والعمل فقد خسر خسراناً عظيماً؛ لأنه عمل بأحد الأرکان وفرط بالرکنين الأهم.
حول المقال
آية الله الشيخ مکارم الشيرازي انتهای پیام |
|